«السبيشل وان» وفساد الفيفا سأبدأ من الجلبة والضجيج التي أثرتهما الفيفا مؤخرا وتلك عادتها ولم تشتريها، وهي تصهر «جائزة فرانس فوتبول» ضمن جوائزها للأفضل، إذ لم يحدث في سابق عهد المجلة الفرنسية وأن ورطت نفسها في جدل كبير شكك في مصداقية اختيارها مثل الذي صادفته وهي تختار ميسي الأرجنتيني متوجا بالكرة الذهبية متجاوزة كل المعايير الكلاسيكية التي شكلت عرفا منذ استحداث الجائزة وتم التوافق عليها بين جميع من يدين بالعشق للمستديرة.. وحتى وإن كان موقفي لن يغير من تأريخ الوقائع شيئا، فإني آثرت أن أوثقه من باب إحصاء الغلطات الكبرى لجهاز الفيفا في عهد العراب السويسري بلاتر الذي لن يرحل قبل أن يخربها، وتلك أيضا سادية متأصلة لدى كل الحكام الديكتاتوريين الذين ما إن تقترب ساعتهم وتأزف حتى يتحولون لشبه انتحاريين بقرارات تحمل من الغرابة أصنافا كثيرة، ولعل غباغبو الإيفواري آخر نماذجهم.. لن أخوض في الجدل الذي أثاره بقراراته الأخيرة ومنها البلد المنظم للموندياليين القادميين، ولا رحلة الشتاء والصيف المرتبطة بتوقيت التظاهرة بقطر، وإنما بما عنونته الصحافة الإسبانية تحديدا «بلاتر البشع» أو «السفاح»، ناعتة إياه بمختلف الصفات القدحية الجائز منها وغير الجائز، لأنه عكر صفو السنة الملحمية والأنطولوجية لبلاد لاروخا وحرمهم من حلاوة التتويجات الفردية بعد أن صعدوا لأغلى بوديوم عالمي جماعة، ولا بنزيف الإستقالات داخل جهازه ومن أعضاء وعلى رأسهم الألماني روثنر الذين رفضوا الإنخراط على حد قولهم في «إمارة الفساد».. وإنما بالطريقة التي تم من خلالها اختيار ميسي الأفضل في سنته الكبيسة، متقدما على بقية لمعت أكثر منه وخاصة الهولندي ويسلي شنايدر الحائز على خمسة ألقاب والذي حرك سواكن العالم إزاء كرة هولندية شاملة عادوا ليتذكروها بجنوب إفريقيا بفضل أهدافه وإسهاماته رفقة مارفيك الذي أحيى الخطط الرميم لرينوس ميشيلز.. إعتبر الإسبان بلاتر متحاملا عليهم دون وجيه الأسباب، حرمهم من استضافة المونديال، والمفارقة الغريبة التي ستجعل كل إسبانيا تقاطع الشوكولاته السويسرية من الآن فصاعدا هو كون الخسارة الرسمية الوحيدة خلال آخر سنتين كانت ضد سويسرا تحديدا خلال المباراة الإفتتاحية للمونديال قبل أن يعودوا كالثيران الجريحة ويطيحوا بالبقية لغاية التتويج النهائي. مع بلاتر «المنحوس» لا غزافي توج ولا إنييسطا فاز، ولا ديلبوسكي نال الرضى ولا بيب غوارديولا حظي بالتكريم، هو ميسي الذي قدم للعالم مقاييس أخرى للأفضل، مقاييس الإستعراض والمهارة والتي تجعلني متطرفا في طرحي للقول إن كان هذا هو المعيار الذي سفهت من خلاله الجائزة المندمجة بقية الوحدات الإختيارية المتعارف عليها وهي درجة الإسهام الفعالة في التتويج الجماعي في أمهات التظاهرات وعلى رأسها كأس العالم، فإني أعتقد أن كريستيانو رونالدو البرتغالي هو الأفضل لسنته الخرافية وحده بمعزل عن إسهاماته مع الميرنكي، كريستيانو كسر كل الأرقام الفلكية داخل الريال، جعل الأسطورة ديستيفانو مجرد ذكرى، وبمعدل تهديفي رهيب ومقاييس مورفولوجية تختلف عن ميسي الذي خدمته السليقة الإنسانية بقزمية تعبد له الممرات بخلاف رونالدو، قلت لهذه الأسباب يكون رونالدو هو الأفضل في تقديري الشخصي، أو على الأقل هو تقدير لم أخترعه وإنما تقدير أفضل من يقرأ تكتيك الكرة العالمية في الوقت الراهن، « الفينومينو» الجديد في عالم التدريب «السبيشل وان» الرائع جوزي مورينيو الذي قال وكلامه لا يطلق على العواهن أن رونالدو هو أفضل لاعب ليس في راهنه الحالي، وإنما عبر تاريخ الكرة الحديث، ومن شكك فما عليه سوى أن يراجع الأرقام بتجرد بعيدا عن الشوفينية الظالمة. السبيشل وإن صاحب 17 لقبا كبيرا في 10 سنوات فقط، المدرب الذي لم يخسر على أرضه منذ جلس على دكة البدلاء رفقة النوادي التي دربها بما مجموعه 155 مباراة، ما يصنعه حاليا رفقة الملكي من خوارق حولت بيرنابيو لمقبرة حقيقية وجحيم لا يطاق لكل زائري المعبد الملكي، في انتظار تكريم البارصا وسط فصل الربيع القادم، بشخصيته الفذة، بعبقريته التي لا تناقش، كان عزاء مريدي الريال ووحده أنقذ المنطق والموضوعية من غارات بلاتر والفيفا، وإن حدث غير هذا كان كثير من عاشقي الكرة سيفكرون كثيرا في تغيير الإنتماء.. ولا غرابة في كون استحقاق الجائزة لملك اللقطات التلفزيونية بدون منازع بحسب هو من حمل مستشهرين على احتضانه بملايين الدولارات لحمل علامتهم، تاركين خلفهم ميسي الفتى الذهبي وغيره.. لذلك عاد السبيشل وإن كان خرج خرجة إعلامية راعدة أخرى ستجر عليه أقاويل كثيرة هو أهل للرد عليه حين سئل عن معايير اختيار ميسي الأفضل، فكان رده: «قلت لكم أنه سيكون عارا لو نالها إنييسطا لأنه لم يلعب ل 5 أشهر، وغزافي لاعب مهذب لكنه ليس الأفضل وشنايدر هو الأولى بها، لذلك يجب تغيير إسمها لتصبح الكرة الذهبية للبلاي ستايشن؟».