من بين الأشياء الهامة التي شهدتها كواليس الحفل، الذي أقيم في زيوريخ بسويسرا لتوزيع جوائز الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) على أفضل الشخصيات الكروية للعام المنصرم، بطولية جوزيه مورينيو، الرجل الذي التحق بالحفل في الدقائق الأخيرة، كما يحدث أحياناً في الأفلام الأمريكية المطّولة، التي تتجاوز الإثارة و التشويق فيها حدود المعقول ! البعض قال إن مورينيو رفض السفر مع ديل بوسكي في نفس الطائرة و الوصول إلى زيوريخ في الميعاد المناسب، و البعض الآخر قال إن البرتغالي واجه بعض المشاكل الشخصية، لكن لا هذا ولا ذاك سيؤكد الحقيقة، و هي أن مورينيو يريد دائماً أن يكون مميزاً. و بالفعل كان كذلك بعد اختياره «أفضل مدرب في العالم لسنة 2010» بسبب حصوله على ثلاثة ألقاب مع إنتر ميلان، وهي دوري أبطال أوروبا، والدوري الإيطالي وكأس إيطاليا. أما ميسي فقد كان نجم النجوم، الذي اختبأ خلف الأضواء فظهر بابتسامته العريضة فجأةً و هو يحمل بين يديه الكرة الذهبية، التي فاز بها العام الثاني على التوالي، و يؤكد بذلك أنه أسطورة هذا الزمان، كما يحب البعض مناداته عندما يراوغ نصف الملعب و يُطيح بمعظم منافسيه أرضاً و كأنه ملك «الساحرة المستديرة». و من بين التفاصيل التي تتبادر إلى الأذهان، تلك التي تتعلق بالتصويت و كيف حصل النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي على جائزة أفضل لاعب، على الرغم من أن الترشيحات كانت تصب في صالح الإسبانيين أندريس إنييستا و تشافي هيرنانديز، بالإضافة إلى الهولندي ويسلي شنايدر من قبلهما، الذي كان المرشح الأبرز للظفر بالجائزة قبل أن يتم استبعاده بشكل مفاجئ من القائمة النهائية. ومن الأشياء الطريفة التي تطرق لها الإعلاميون من مختلف بلدان العالم سؤالهم عمن صوت النجم البرتغالي كرستيانو رونالدو، فكانت الإجابة هي نفسها التي طرحتها صديقة كاسياس منذ أشهر قليلة، و هي «الأنانية»، إذ اعتاد «الدون» على ترشيح نفسه و التباهي بكل ما لديه من إمكانيات و وجه جميل أمام الجميع. و ذلك صحيح بعد أن صوت على نفسه على الرغم من أنه كان «خارج السباق» !! الشيء غير المتوقع، الذي سيثير ضجةً إعلامية كبيرة هي الاتفاق الذي تم بين مجلة «فرانس فوتبول» الفرنسية و الاتحاد الدولي لكرة القدم منذ أشهر على أن يتم دمج جائزتيهما في جائزة واحدة (الكرة الذهبية للاتحاد الدولي لكرة القدم) مع التعديل على شروط و قوانين جمع الأصوات من قادة و مدربي مختلف المنتخبات العالمية. إذ بالعودة إلى النهج السابق، الذي كانت تتبعه المجلة الفرنسية، فإن الفائز بالكرة الذهبية لعام 2010 هو النجم الهولندي ويسلي شنايدر، يليه الأرجنتيني ليونيل ميسي، لكن الأقدار شاءت أن يستفيد حفيد برشلونة من التغيير و يحافظ على جائزته التي يستحقها عن جدارة «في الواقع» إذا أراد الجميع «تقبل الحقيقة». و على الرغم من أن زملاء ميسي السابقين في البارصا كصامويل إيتو و زلاتان إبراهيموفيتش رفضوا التصويت لصالحه وترشيحه للجائزة، فقد «اكتسح» الاستفتاء و حصل على معظم ترشيحات قادة و مدربي المنتخبات العالمية و تفوق بشكل كبير على زميليه في برشلونة تشافي و إنييستا. و حصل الأرجنتيني على 22 بالمائة من مجموع الأصوات، بينما جاء خلفه إنييستا ب17 بالمائة، وتشافي ب16 بالمائة، وشنايدر ب14 بالمائة، وفورلان ب8بالمائة، ورونالدو ب4 بالمائة، وكاسياس ب3 بالمائة و دافيد فيا ب2 بالمائة. أما عن المدربين فجوزيه مورينيو صاحب 35،9 بالمائة من الأصوات، تقدم بقليل على منافسه فيثنتي ديل بوسكي، الذي جاء ثانياً ب33،1 بالمائة، بينما كان الفارق بينه و بين بيب غوارديولا الثالث شاسعاً، إذ حصل المدرب الكتالوني فقط على 8،4 بالمائة من مجموع الأصوات، مما جعله ينسحب و يرفض النزول إلى «الممر»، الذي يوجد فيه الصحافيون لأخذ تصريحاته، و كان ذلك «تصرفا» غير مقبول بتاتاً من «الفيلسوف»، الذي خسر «معركته» الأولى أمام مورينيو في «الجوائز الفردية».