عندما تنطلق اليوم الاثنين فعاليات الحفل السنوي لتوزيع جوائز الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بمدينة زيوريخ السويسرية، ينتظر أن تتجه الأنظار كالمعتاد نحو المرشحين لجائزة أفضل لاعب في العالم بصفتها الجائزة الأهم والأبرز من بين جميع جوائز ال»فيفا». وكثيرا ما تتباين الآراء حول اللاعبين المرشحين للجائزة وتسود الحيرة معظم عشاق اللعبة في كل أنحاء العالم، حيث تختلف الآراء دائما على اللاعبين الثلاثة الذين يبلغون القائمة النهائية. ولا ينتظر أن يكون الصراع على لقب أفضل لاعب في العالم 2010 استثناء من ذلك، حيث تسود الحيرة بين الملايين من عشاق الساحرة المستديرة في كل أنحاء العالم. وينتظر أن يسفر الاختيار النهائي عن سعادة البعض وحزن آخرين. ولكن مكانا واحدا فقط لن يعرف سوى السعادة، وهو نادي برشلونة ومدينة برشلونة الإسبانية التي سيطرت عليها السعادة منذ الإعلان عن القائمة النهائية للاعبين الثلاثة المرشحين للجائزة. واحتكر لاعبو برشلونة الأسماء الثلاثة التي أعلنها ال»فيفا» في القائمة النهائية للمرشحين للفوز بالكرة الذهبية، والتي تشهد هذه المرة، وللمرة الأولى في التاريخ، اندماج جائزة الكرة الذهبية المقدمة من مجلة «فرانس فوتبول» الفرنسية المتخصصة مع لقب أفضل لاعب في العالم لهذا العام، والذي كان ال»فيفا» يجري الاستفتاء عليه بشكل منفصل عن «فرانس فوتبول». واستحوذ الإسبانيان أندريس إنييستا وتشافي هيرنانديز والأرجنتيني ليونيل ميسي نجوم برشلونة على الأماكن الثلاثة في القائمة النهائية التي أعلنت بالعاصمة الفرنسية باريس في السادس من دجنبر الماضي ليصبح نادي برشلونة هو الفائز الأكبر والمؤكد في حفل الغد. وهذه هي المرة الثالثة فقط في تاريخ جائزة الكرة الذهبية، التي ينحصر فيها التنافس على لقب أفضل لاعب في العالم بين ثلاثة لاعبين من فريق واحد. وكانت المرتان السابقتان في عامي 1988 و1989 حين انحصرت الجائزة في العامين بين نجوم فريق ميلان الإيطالي بقيادة مديره الفني السابق أريغو ساكي. ويحظى كل من اللاعبين الثلاثة بشعبية جارفة بين المشجعين، ولكن الشعور السائد في إقليم كتالونيا معقل فريق برشلونة يتجه نحو ترشيح تشافي للجائزة بعد سنوات طويلة قاد فيها خط وسط الفريق بشكل رائع وأداء متألق، بالإضافة إلى عدم فوزه بالجائزة من قبل. بينما أشارت العديد من وسائل الإعلام داخل إسبانيا وخارجها إلى أن إنييستا سيكون المرشح الأقوى لأنه حقق مع برشلونة والمنتخب الإسباني في عام 2010 نفس الإنجازات التي حققها تشافي، ولكنه تفوق على تشافي بعد تسجيل هدف المباراة النهائية لبطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا ليقود المنتخب الإسباني للفوز باللقب على حساب نظيره الهولندي. ورغم ذلك، فإن إنييستا لم يظهر بأفضل مستوياته مع برشلونة في عام 2010 بسبب تعرضه لسلسلة من الإصابات، علما بأن ذلك لا يحرمه من نصيبه في إنجازات الفريق. وفاز ميسي بالجائزة في العام الماضي، كما قدم موسما رائعا مع برشلونة في الموسم الماضي وتوج خلاله مع الفريق بلقب الدوري الإسباني ولقب هداف المسابقة برصيد 34 هدفا. ورغم ذلك، تعرض ميسي لخيبة أمل شديدة بسبب خروجه المبكر مع المنتخب الأرجنتيني صفر اليدين من مونديال 2010 بجنوب أفريقيا حيث فشل ميسي في تسجيل أي هدف في هذه البطولة وخرج مع الفريق من دور الثمانية بهزيمة ثقيلة 0-4 أمام المنتخب الألماني. وكان اللاعب الإسباني الوحيد، الذي سبق له الفوز بجائزة الكرة الذهبية، هو لويس سواريز صانع ألعاب برشلونة سابقا، وكان ذلك في عام 1960.