«واسمعو على ودنيكم»!! حتما.. لابد وأن نأخذ كل الذي فجره المدرب الإيطالي دييغو كارزيطو من عيارات ناسفة منذ أن أقيل من منصبه كمدرب للوداد مأخذ الجد، بل إنني ألح في أن تكون هناك ملاحقة أدبية وقانونية لكارزيطو، تدينه علنا وتطلب القصاص إن كان قد شهر بكل هذا الذي شهر به من دون أدلة دامغة، أو تدين هؤلاء الذين قصدهم كارزيطو إن قدم ما يدعم إتهاماته.. لو كان كارزيطو مغتاضا من الإطاحة به وغاضبا من الطريقة التي قذف بها خارج أسوار الوداد قد أطلق أحكاما عامة تختص بوضع كرة القدم الوطنية كما كان الحال مع مدربين من أمثاله فتحنا لهم الأبواب على مصراعيها وعندما تبين ما هو كفيل بالإنفصال عنهم أقاموا الدنيا وأقعدوها، بل منهم من تجرأ بلا استيحاء على عض اليد التي امتدت إليه بالخير لهان الأمر، ولنادينا فعلا بصيغة جماعية تعترض على هذا الذي أطلق من كلامه على عواهنه، ولكن أن يصل الأمر إلى القول جهرا بأن الوداد إشترى ثلاث مباريات ليتوج بطلا للمغرب للموسم الأخير، فهذا أمر لا يجب السكوت عنه، لأنه من صنف المنكر الذي يجب النهي عنه، وهو أيضا من فصيلة المساس بالشرف الذي قال فيه الشاعر: لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يراق على جوانبه الدم رصدت كل ردات الفعل التي جاء بها كارزيطو منذ أول يوم أقيل فيه، أثيريا قال أنه لم يستصغ القرار وأنه حُمل ما لا يحتمل وأنه ذهب ضحية مؤامرة مطبوخة، وانتقى كلماته جيدا لتأتي في صورة سوط ملتهب عندما أسر لمجلة «جون أفريك» وقد غادر المغرب بأنه ذهب ضحية دسائس دبرت ضده وأن الرئيس أكرم لم يقله عن رضى خاطر وإنما خضوعا لإرادة أعضاء داخل مكتب الوداد، وقال أيضا أن هؤلاء الذين اعترضوا على بقائه، هم الذين خططوا لفصل فخر الدين عن شباب المسيرة ليكون جاهزا ليوم التعويض.. وكان بمقدورنا أن نبتلع على مضض هذا الذي قاله كارزيطو وتحمل فيه كامل مسؤوليته، برغم أن الوداد وتحديدا رئيسه عبد الإله أكرم ذهب في رده إلى ما هو أبعد عندما قال أن ما ذكره كارزيطو ليس فيه ذرة واحدة من الحقيقة، إلا أن ما أطلقه كارزيطو من أعيرة على أثير "راديو مارس" يستوجب فعلا الرد بقوة، لأن السكوت عنه سيضع من يتحمل مسؤولية الدفاع عن حرمة الوداد في مصاف الساكت عن الحق والذي يوصف بالشيطان الأخرس.. ليس الوداد وحده من يتوجب عليه أن يرد بطرق قانونية هذا الذي يعتبره اليوم كذبا وتلفيقا وبهتانا، بل الجامعة برمتها وهي التي تؤهل قاعدتها ونخبتها لدخول أزمنة الإحتراف يفترض أن تفتح من الآن تحقيقا عميقا للإنتصار أولا للنزاهة الفكرية وللسمعة ولدحض كل الإدعات الرخيصة ثانيا إن كان كل ما قاله كارزيطو إدعاءات غير مستندة على حقائق ولإشعار كل الفاعلين من مدربين ورؤساء أندية ولاعبين على أن كرة القدم الوطنية برغم كل المشاكل التي تلازمها لم تصل إلى درجة الميوعة التي صورها كارزيطو عندما حول البطولة إلى سوق للنخاسة تباع فيها الضمائر وتخرب فيها النزاهة الرياضية.. وقد كنت منزعجا في مناسبات كثيرة وعبرت عن ذلك في هذه الزاوية بالذات، كلما أثير موضوع النزاهة بالرمز وبالإيحاء وليس بالصراحة التي تشتم فيها الوقاحة كما حصل مع كارزيطو، فلطالما سمعنا وقرأنا من يقول أن مباريات البطولة الوطنية في مستويات عدة ليست بمنأى كامل عن شبهة الرشاوى والبيع والشراء، ولطالما ناديت الجامعة بإطلاق ستار حديدي وواق يخلص الشارع الرياضي من هذه الإتهامات البديئة التي إما أنها تطلق جزافا ولا يعاقب عليها وإما أنها تحمل ذرة حقيقة ولا تخضع للمتابعة وللتحقيق.. أستطيع أن أتصور ما عليه كل الوداديين من حزن وغيظ ومن إنزعاج وتذمر بعد هذا الذي صوبه كارزيطو لعائلة ولتاريخ الوداد، وأستطيع بالمثل أن أتصور فداحة أي موقف سلبي تأخذه الجامعة ويأخذه الوداد من هذه التهم التي سيكون السكوت عنها إثما كبيرا.. ----------------- قصد السيد عبد الحق ماندوزا رئيس ودادية المدربين وهو يحتفل كهيئة بالإنجاز القاري للفتح وبصانعيه الإطارين حسن مومن وحسين عموتا أن يضغط في معرض كلمته التي أرهف الكل السمع لالتقاط كل إشاراتها أن يضغط على جملة قالت «بأن على المسيرين أن يهيؤوا للمدربين المناخ السليم».. والقصد بالمناخ السليم المشجع على العمل باحترافية والذي يضع المدرب في بؤرة المحاسبة العادلة هو إحترام الإختصاصات وبخاصة عندما لا يمارس المسير تحت أية قبعة ضغطا من أي نوع على المدرب لإكراهه على عمل لا يتوافق مع أسلوبه.. كان بإمكان ماندوزا وقد لبى دعوته لحفل التكريم رؤساء أندية سابقون وحاليون ولاحقون أن يكون مباشرا والمناسبة شرط ليقول أن الإطار الوطني مغبون في وطنه، وأن هناك من ألبس قهرا جلباب التدريب وتم التحايل على الصفة، وأن من المدربين من يغتاب في ظهره من زملاء له، وأن من المدربين من يحارب سرا بتصويب سهام الحياحة ضده لإخراجه من الباب الصغير.. كنت أتمنى لو نكون صادقين مع أنفسنا ونقول بوجود مناخ ملوث، ومن يلوثه أشباه مدربين وأنصاف مسيرين، وأن لا خلاص من هذا التلوث ظاهره وباطنه سوى الإحتكام لقانون صارم تتحول بنوده وفصوله إلى سيوف حادة تقطع دابر الظلم التقني..