لم تكن الوداد تعلم مسبقا أن مدربها الإيطالي الأصل الفرنسي الجنسية دييغو كارزيطو الذي وضعت ثقتها فيه أنه سيخذلها ويرميها بإتهامات مجانية لا أساس لها من الصحة والمنطق والعقل عندما توهم هذا العجوز الفرنكو إيطالي أن المدرب فخر الدين رجحي إبن الفريق البيضاوي هو من كان وراء رحيله عن القلعة الحمراء، في الوقت الذي كانت النتائج السلبية التي حصدها الشياطين الحمر في دورات عديدة هي من عجلت برحيله، وهذا أمر متعارف عليه عالميا في ميدان كرة القدم..ولم تقف خرافات كارزيطو عند هذا الحد بل تجاوزت ذلك عندما أطلق العنان للسانه متهما نادي الوداد الرياضي البيضاوي بكونه إشترى الموسم المنصرم الذي توج بطلا له في نهاية المشوار مجموعة من المباريات، مع العلم أن الوداد أحرزت اللقب عن جدارة وإستحقاق بشهادة الجميع، ولو كان الأمر كذلك لما صمتت الأندية التي كانت هي الأخرى تصارع من أجل اللقب، لكن المثير للضحك هو كون كارزيطو لم يكن يعي ما يقول، ولربما قال ذلك تحت تأثير صدمة الإنفصال عنه، ولربما قال ذلك لزعزعة إستقرار الفريق الأحمر الذي لا تهزه مثل هذه الخزغبلات التي لا يتوفر العجوز الأوروبي على أدلة وبراهين عليها، وحتى لو كان الأمر كذلك لماذا إنتظر كارزيطو كل هذا الوقت، أم أن هناك من دفع بالشيخ العجوز إلى التفوه بكلام دون أن يعرف مدى خطورته وخلفياته سواء على مستوى البطولة الوطنية أو كرة القدم المغربية. إن اتهامات كارزيطو باطلة لا أساس لها من الصحة، ولا تعني الوداد والكرة الوطنية في شيء، وإنما تعني من أطلقها، الذي وحده يعرف لماذا قال كل هذا وفي هذا الوقت بالذات، الذي يحتم على الوداد البحث عن الإتجاه الصحيح، والدفاع عن لقبها المشروع، خصوصا وأن مرحلة الإياب الحاسم هي من ستحدده معالم البطل القادم..لقد كانت الوداد كبيرة وعملاقة عندما لم تعير تصريحات كارزيطو الكاذبة أي اهتمام مادامت لا أساس لها من الصحة بل أكثر من ذلك لم تلجأ الوداد للإتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا لإنصافها ومقاضاة كارزيطو لا لشيء سوى لأن مسؤولي الوداد راعو في قرارهم هذا الأيام التي قضاها كارزيطو على رأس الإدارة التقنية للقلعة الحمراء التي تبقى أسوارها أكبر وأطول من لسان كارزيطو الذي ندم في نهاية المطاف وعبر عن أسفه العميق للوداد والوداديين الذين تعلموا الدرس من هذه التجربة التي لم تكن في الحسبان..إذن رحل كارزيطو عن الوداد وهو رحيل غير مأسوف عليه، وتبقى الحمراء مشرقة تبحث لنفسها عن مساحات أكبر من الضوء الذي يقودها في اتجاه السكة الصحيحة التي بدأت من الإنفصال عن مدرب عقيم لم تشفع له تجربته في أي شيء سوى طول اللسان، وما على الوداديين سوى التشبث بكل طموحاتها المشروعة التي حتما ستقودها نحو بوديوم التتويج من جديد عن جدارة وإستحقاق كما فعلت الموسم الماضي.