يواصل مسلسل شبح إقالة أو استقالة مدربي فرق القسم الأول لكرة القدم للنخبة في الدوري المغربي نسخة 2011 بمشاهد حلقاته المثيرة بالتشويق وبالإثارة، وأحيانا بالاستغراب وبالاستفسارات وبالأسئلة المحيرة من طرف المتتبعين والمشاهدين لشؤون جودة منتوج كرة القدم المغربية وهي على أبواب بداية تطبيق مسلسل الاحتراف. المسلسل في مشاهد حلقته الثامنة لعب فيها دور البطل المدرب الإيطالي الأصل والفرنسي الجنسية دييغو كارزيطو، فبعد أن أنهى لقاءه أمام فريق قصبة تادلة بنتيجة لم تكن متوقعة في حسبان مكونات فريق الوداد الرياضي يوم الخميس 30 دجنبر2010، سافر صباح الجمعة 31 دجنبر2010 لقضاء عطلة رأس السنة الميلادية صحبة عائلته كما صرح لنا في استجواب بعد نهاية اللقاء، وحين سألناه عن مستقبله في الفريق على ضوء تلك النتيجة الغير المتوقعة، أجاب كارزيتو أنه بمجرد عودته للمغرب سيجالس الرئيس عبد الإله أكرم ليحثه على انتدابات مهمة للفريق و الاستغناء على لاعبين لعدم جهوزيتهم لتحمل إيقاع بطولة الدوري المغربي و بالأحرى المنافسات الإفريقية، بحكم أن له الخبرة الإفريقية وحاصل مع فريق مازمبي الكونغولي على كأس دوري أبطال إفريقيا للأندية نسخة 2009، وبينما وصل المدرب كارزيطو إلى عائلته بفرنسا، كان المكتب المسير يجالس الإطار التقني الوطني و الابن الأصلي للفريق فخر الدين رجحي يوم الجمعة 31 دجنبر 2010 لتعيينه على رأس الطاقم التقني للفريق الأحمر، هذه المهمة الصعبة، وفي هذه الظروف الحرجة التي يمر منها فريق الوداد الرياضي بعد حصده ل 3 نقاط في 5 مباريات، بعد انتصاره في لقاء الديربي البيضاوي على غريمه الرجاء الرياضي، تقبلها فخر الدين رجحي بكامل المسؤولية، وكما عود الجمهور الوداد لبى فخر الدين نداء الجماهير لما يجمعهم من حب و إخلاص وتفاني في الدفاع عن مصالح الفريق الأحمر. عاد المدرب دييغو كارزيطو يوم الاثنين 3 ينايرإلى مركب محمد بن جلون ووجد المدرب فخر الدين قد بدأ أول حصة تدريبية، وما كان على الرجل إلا تقبل الأمر الواقع والانفصال مع الفريق بالتراضي بتسليمه راتب شهرين كشرط جزائي حسب ما نص عليه العقد المبرم بين الطرفين. لينضاف المدرب دييغو كارزيطو إلى لائحة المدربين المغضوب عليهم من طرف المكاتب المسيرة أو من طرف جماهير الفرق الوطنية المغربية، إلا أن خروج المدرب دييغو كارزيطو حمل معه إشارة جديدة لم يكن أي متتبع رياضي لشأن كرة القدم المغربية يتوقعها في بطولة الدوري المغربي منذ سنين مضت، اعتماد كل الفرق الوطنية بدون استثناء على الكفاءات التقنية المغربية، هذه الإشارة يجب استثمارها بشكل جيد من طرف المسؤولين عن تسيير شؤون كرة القدم الوطنية سواء المكتب الجامعي أو المكاتب المسيرة للأندية الوطنية، فلسنا ضد المدرب الأجنبي مهما يكن أصله أو جنسيته، فالحمد لله المملكة المغربية منفتحة على جميع الثقافات الرياضية، لكن الكرة المغربية هي اليوم في حاجة ماسة للكفاءات المغربية التي أبانت عن علو كعبها وطنيا وقاريا وعربيا، فمرحبا بالإطار التقني الأجنبي الذي سيعطي لكرة القدم الوطنية قيمة مضافة وهي تتجه لعبور "جسر" عالم الإحتراف بعد تعديل قانون التربية البدنية، فكل المؤشرات تدل على أن الأمور تسير وفق ما يصبو المسؤولون لتحقيقه، أي إخراج كرة القدم الوطنية من عالم الهواية إلى عالم الاحتراف، لكن يبدو أن الإشكال الكبير ينحصر أولا في إيجاد عقلية احترافية في ميدان التسيير والتدبير لدى أغلبية الأندية الوطنية، فالمشاكل أعمق من المدرب، وربما تكون في من يقيل المدرب أو يدفعه للإستقالة لاحتواء غضب المنخرطين خوف من المطالبة بعقد جمع عام استثنائي حسب قانون المنخرط، ناهيك على ما تشكله الجماهير من ضغط معنوي على المكتب المسير. إقالة مدرب الوداد في آخر دورة من مرحلة الذهاب التي كانت جد منتظرة، ولا يمكن المرور عليها مر الكرام، لأن المدرب دائما يبقى كبش الفداء ، أي الشجرة التي تخفي ما يدور في الغابة، الكل بات يتكهن بالضحية القادمة، لأن الكل بات يحمل مسؤولية تراجع النتائج للمدرب، في غياب مدراء تقنيين لجل الأندية المغربية، وهذا هو مربط الفرس، فالرئيس هو المدير التقني، وهو من يختار المدرب أو يقيله، وهنا تطرح عدة أسئلة حول مدى غياب الاختصاص في تسيير و تدبير شأن كرة القدم في بطولة الدوري المغربي للنخبة ؟؟. وهنا لابد من الرجوع لتصريح صحفي لفؤاد الصحابي الإطار التقني المغربي العارف بخبايا وأسرار كرة القدم الوطنية:" أهدي هذا الفوز للرئيس عبد الإله أكرم وللجمهور الودادي العزيز، راجيا من المكتب المسير لفريق الوداد الرياضي التريث في التعاقد مع مدرب جديد...". لكن المكتب المسير، لربما لم تصله رسالة الإطار التقني فؤاد الصحابي، فتسرع في التعاقد مع مدرب أجنبي بحكم أنه فاز مع فريق مازمبي الكونغولي بكأس دوري أبطال أفريقيا نسخة 2009، وكان الفريق الكونغولي قد أقال المدرب دييغو كارزيطو بعد هزيمة قاسية أمام فريق الترجي التونسي في دوري المجموعات ب 3/0 بتونس، ليستمر الفريق الكونغولي في المنافسة الإفريقية ويحقق اللقب نسخة 2010، وتمثيل القارة الإفريقية في كأس دوري أبطال القارات للأندية. 10 فرق غيرت مدربيها في مرحلة الذهاب باستثناء أولمبيك خريبكة، المغرب الفاسي، الفتح الرباطي، شباب الريف الحسيمي، حسنية أكاديروالوداد الفاسي، أما فريقا الوداد الرياضي وشباب قصبة تادلة فغيرا المدرب أكثر من مرتين، وهي ظاهرة غير مسبوقة في بطولة الدوري المغربي. العارفون بخبايا كرة القدم المغربية يعتبرون استمرار إقالة أو استقالة المدربين والدوري المغربي قراءة خاطئة لدى المكاتب المسيرة لبعض الأندية، أو لدى حتى المدربين الذين يسقطون في فخ ضغط النتائج السلبية أو تحريك بعض المنخرطين الذين يبحثون عن مصالحهم الذاتية، لفئة مرتزقة من بعض الجماهير المعروفة ب "الحياحا" الذين هم مع من يدفع أكثر من المنخرطين أو أحد أو بعض أعضاء المكتب المسير للإطاحة بالمدرب أو المكتب المسير ككل، وهؤلاء "الحياحا" لهم تجربة وخبرة في تحريك الفئة القاصرة و المراهقة من الجمهور في مدرجات الملاعب مستغلة عدم قدرتها على قراءة ما يدور في بيت فريقها من مشاكل وصراع المواقع. صحيح أن الثقة بالأطر التقنية الوطنية محاسنها أكثر من سلبياتها لكن يجب الصبر على النتائج خلال الدورات القادمة، فيمكن أن يفلح المدرب في حصد النتائج الايجابية مباشرة بعد تسلمه مهمة التدريب، كما يمكن أن يحصل العكس، لكن لا يجب المحاسبة فقط خلال مبارتين أو ثلاثة بل يجب انتظار الوقت وخير مثال على ذلك فريق الكوكب المراكشي مع المدرب بادو الزاكي، حيث أن صبر المكتب المسير على المدرب ناتج عن برنامج عمل وأهداف مسطرة بين الطرفين..فليس بهذه الطريقة سنقوم بتطوير و تحسين جودة منتوج كرة القدم الوطنية في بطولة الدوري المغربي ونحن على أبواب الاحتراف. هناك العديد من التساؤلات وعلامات الاستفهام تطرح للحد من استفحال ظاهرة تغيير المدربين في كل دورات البطولة الوطنية، فأين يكمن الخلل ؟ هل في طبيعة بطولة الدوري المغربي ؟؟ أم في المدرب ؟؟ أم في المكتب المسير ؟؟ أم في ترسانة الفريق من اللاعبين ؟؟ أم في الجماهير المطالبة بالفوز فقط ؟؟ أم في بعض وسائل الإعلام التي تصبح طرفا عوض الالتزام بأخلاق المهنة التي تتطلب الحياد التام ؟؟ أم في غياب إستراتيجية لدى المكتب الجامعي لمساندة الفرق لجلب مدربين من المستوى الرفيع ؟؟ تلكم أسئلة يجب إيجاد حلولا لها في طاولة مستديرة إن كنا نبحث ونعمل بالفعل لتطوير و تحسين جودة منتوج كرة القدم الوطنية. ويستمر مسلسل إقالة أو استقالة المدربين، فترى من سيكون المدرب المغادر لبطولة الدوري المغربي في مشاهد الحلقة التاسعة في المسلسل ؟؟؟