واصل مسلسل شبح إقالة أو استقالة مدربي فرق القسم الأول لكرة القدم للنخبة في الدوري المغربي نسخة 2011 بمشاهد حلقاته المثيرة بالتشويق و بالإثارة، وأحيانا بالاستغراب وبالاستفسارات وبالأسئلة المحيرة من طرف المتتبعين والمشاهدين لشؤون جودة منتوج كرة القدم المغربية وهي على أبواب بداية تطبيق مسلسل الاحتراف الموسم الرياضي 11/2012. المسلسل في مشاهد حلقته السابعة تجاوز كل توقعات الغير المنتظرة، إقالة ثلاث مدربين دفعة واحدة ليس حالة صحية في آخر بطولة الدوري المغربي لعبور "جسر" عالم احتراف كرة القدم المغربية بعد تعديل قانون تربية البدنية، كل المؤشرات تدل على أن الأمور تسير عكس ما يصبو إليه المسؤولون لإخراج كرة القدم الوطنية من عالم الهواية إلى عالم الإحتراف، لكن يبدو أن الإشكال الكبير ينحصر أولا في إيجاد عقلية احترافية في ميدان التسيير والتدبير لدى أغلبية الأندية الوطنية، فالمشاكل أعمق من المدرب، وربما تكون في من يقيل المدرب أو يدفعه للاستقالة لاحتواء غضب المنخرطين خوفا من المطالبة بعقد جمع عام استثنائي حسب قانون المنخرط، ناهيك على ما تشكله الجماهير من ضغط معنوي على المكتب المسير. ثلاث إقالات في ظرف أسبوع في حق مدربين أجنبيين ومدرب مغربي جديد العهد بالممارسة، لا يمكن المرور عليه مر الكرام ، لأن المدرب دائما يبقى كبش الفداء، أي الشجرة التي تغطي أو تخفي ما يدور في الغابة، الكل بات يتكهن بالضحية القادمة، لأن الكل بات يحمل مسؤولية تراجع النتائج للمدرب، في غياب مدراء تقنيين لجل الأندية المغربية، وهذا هو مربط الفرس. الرئيس هو المدير التقني، وهو من يحتار المدرب أو يقيله، وهو ما يطرح عدة أسئلة حول مدى غياب الاختصاص في تسييره تدبير شأن كرة القدم في بطولة الدوري المغربي للنخبة ؟؟. فالإقالة الأولى قام بها المكتب المسير لفريق شباب قصبة تادلة، والتي استغنى بموجبها عن خدمات الإطار التقني الشاب عبد الكريم خوخشي القادم من الديار البلجيكية، كانت بسبب تصريحات المدرب وانتقاداته في ما يخص الانتدابات الصيفية للفريق التادلاوي، ليتم تعويضه بالإطار التقني الوطني فؤاد الصحابي، هذا الأخير يعتبر من الأطر التقنية المغربية العارفة بخبايا و أسرار كرة القدم المغربية، بحكم تجربته الميدانية، وبحكم عمقه التحليلي في تناول مشاكل التقنية لكرة القدم. أما الإقالة الثانية جاءت من مدينة الحمامة البيضاء، فبعد توفير جميع شروط الاشتغال الاحترافية للإطار الفرنسي فرانسوا جودار، وبعد صبر طويل على النتائج السلبية للفريق التطواني، اضطر المكتب المسير اتخاذ قرار الإقالة لإرجاع قطار المغرب التطواني لسكته الحقيقية، لاسيما بعد عزوف الجمهور التطواني على حضور مباريات فريقيه المحبوب، حيث أبعدته النتائج السلبية على مدرجات ملعبه، ومباشرة بعد إقالة الإطار الفرنسي تم التعاقد مع المدرب المغربي عبد العزيز العامري، مدرب له تجربة وخبرة لا يستهان بها في بطولة الدوري المغربي، لم يدم عن انفصاله بفريق الجيش الملكي إلا أسابيع قليلة، اختيار المكتب المسير للعامري أملته عدة عوامل، أهمها أنه لا يمكن التعاقد مع مدرب في هذا الوقت و هو لا يعرف الوسط الرياضي لكرة القدم المغربية، فالمدرب العامري يعرف خصائص ومقومات كرة القدم الوطنية، ويعرف مكان قوتها وضعفها بحكم تجربته كمدرب وكمسير، ويعرف جيدا عقلية ومزاج اللاعب المغربي، وهذه الأمور تتطلب وقتا طويل للمدرب الأجنبي. أما الإقالة الثالثة فمصدرها مدينة القنيطرة، وتعتبر جد مفاجئة، الكل يعرف خبرة وكفاءة الإطار التقني الأرجنتيني أوسكار فيلوني، المدرب استمر في تدريب الفريق رغم المشاكل والإكراهات التي صادفته في الطريق..الموسم الماضي أنقذ الفريق من "السكتة القلبية" وكان قاب قوسين من بلوغ نهاية كأس العرش لكنه انهزم في الدور النصف النهائي بالضربات الترجيحية بعدما قدم فريق الكاك أجود لقاء في الموسم الحالي أمام المغرب الفاسي، لكن يبدو أن الرئيس حكيم دومو تسرع في إقالة أوسكار فيلوني، وتحميله كافة النتائج الإيجابية، والكل يعلم المشاكل التي مازال يتخبط فيها الفريق القنيطري، صراعات بين المنخرطين، تذمر اللاعبين من تأخر منح المباريات، بروز "الحركة التصحيحية" التي يقودها مسيرون سابقون و منخرطون، هذه الأخيرة طالبت من والي جهة الغرب أحمد الموساوي في رسالة موجهة إليه ، مؤكدة أن "الأزمة" التي يتخبط فيها النادي القنيطري منبعها "سوء التسيير والقرارات الفردية" و "التدبير الغير الشفاف لمالية الفريق" في إشارة إلى الرئيس عبد الحكيم دومو. ويوجد مدرب وطني على كفة عفريت، وهو جمال السلامي الذي انطلق انطلاقة موفقة مع فريقه، إلا أن النتائج الأخيرة أربكت حساب المكتب المسير بفوزين متتاليين، وأي نتيجة سلبية قد تدفع هذا الأخير إلى التضحية بالمدرب لاحتواء أزمة النتائج. 10 فرق غيرت مدربيها على بعد دورة واحدة من نهاية مرحلة الذهاب، وهي ظاهرة غير مسبوقة في بطولة الدوري المغربي، العارفون بخبايا كرة القدم المغربية يعتبرون استمرار إقالة أو استقالة المدربين (والدوري المغربي مازال في ما قبل الدورة الأخيرة من مرحلة الذهاب) قراءة خاطئة لدى المكاتب المسيرة لبعض الأندية، أو لدى حتى المدربين الذين يسقطون في فخ ضغط النتائج السلبية أو تحريك فئة من المنخرطين، التي تبحث عن مصالحها الذاتية، لفئة مرتزقة من بعض الجماهير المعروفة ب "الحياحا" الذين هم مع من يدفع أكثر من المنخرطين أو أحد أو بعض أعضاء المكتب المسير للإطاحة بالمدرب أو المكتب المسير ككل، وهؤلاء "الحياحا" لهم تجربة وخبرة في تحريك الفئة القاصرة والمراهقة من الجمهور في مدرجات الملاعب مستغلة عدم قدرتها على قراءة ما يدور في بيت فريقها من مشاكل وصراع المواقع. فليس بهذه الطريقة سنقوم بتطوير وتحسين جودة منتوج كرة القدم الوطنية في بطولة الدوري المغربي ونحن على أبواب الاحتراف المزمع تطبيقه في بطولة نسخة 2012، هناك العديد من التساؤلات وعلامات الاستفهام تطرح للحد من استفحال ظاهرة تغيير المدربين في كل دورات البطولة الوطنية، فأين يكمن الخلل ؟؟ هل في طبيعة بطولة الدوري المغربي ؟؟ أم في المدرب ؟؟ أم في المكتب المسير ؟؟ أم في ترسانة الفريق من اللاعبين ؟؟ أم في الجماهير المطالبة بالفوز فقط ؟؟ أم في بعض وسائل الإعلام التي تصبح طرفا عوض الالتزام بأخلاق المهنة التي تتطلب الحياد التام ؟؟ أم في غياب إستراتيجية لدى المكتب الجامعي لمساندة الفرق لجلب مدربين من المستوى الرفيع ؟؟ تلكم أسئلة يجب إيجاد حلولا لها في طاولة مستديرة إن كنا نبحث و نعمل بالفعل لتطوير و تحسين جودة منتوج كرة القدم الوطنية ونحن على بعد أشهر قليلة لشروع في تطبيق قانون الاحتراف لكرة القدم المغربية. ويستمر مسلسل إقالة أو استقالة المدربين ، فترى من سيكون المدرب المغادر لبطولة الدوري المغربي في مشاهد الحلقة الثامنة في المسلسل ؟؟؟