مرحبا بالمحترفين مرة أخرى ستعرف بطولتنا اجتياح عدد من اللاعبين الذين مارسوا طويلا ببلاد المهجر، سواء هؤلاء الذي أبصروا النور هناك أو الذين تلقوا أبجديات الكرة بالمغرب قبل دخول عالم الاحتراف، وتبدو هذه الظاهرة جديدة على منتوجنا الكروي، حيث لمسنا في السنوات الأخيرة نزوح عدد كبير للمحترفين تجاه بطولة ننعتها نحن بالهاوية على بعد خطوات من دخولها الاحتراف في العام المقبل. والواقع أن هذه الظاهرة تبدو نوعا ما غريبة على منتوجنا الكروي، فنحن من ألفنا من لاعبينا أنهم يضعوا كافة أسلحتهم من أجل الهروب من جحيم الهواية بالمغرب واستشراف عالم الاحتراف أصبحنا نتابع الإسم تلوى الآخر يختار العودة إلى المغرب، فعندما تسأل أي لاعب عن الحلم الذي يراوده إلا وتكون إجابته ظاهرة، حمل القميص الوطني ودخول عالم الاحتراف، هي الإجابة المختصرة التي يطلق لاعبونا العنان لها في كافة التصريحات والحوارات، ومن فرط إعادة تكرار هذه الأجوبة كنا دائما نعرف هذا الجواب مسبقا قبل طرح السؤال.. كان عشرات اللاعبين يحزمون الحقائب ويتجهون إما صوب واحة الخليج بحثا عن الملاليم أو باتجاه القارة العجوز، لكن هذه المرة أصبحت الهجرة معكوسة، ذلك أن محترفينا أصبحت تستهويهم بطولتنا وشمسنا وحكامنا ومسيرونا وملاعبنا وجمهورنا، وكل ما هو مرتبط بالمنافسة الكروية في بلادنا، بحلوها ومُرها، بإيجابياتها أو سلبياتها، إذ ما أكثر ما كان يعيبه لاعبونا قبل الاحتراف هي الأرضية التي تمارس فيها كرتنا، وما أكثر ما عددوا مساوئ هذه الممارسة وسلبياتها، لكننا نفاجأ بعودة مجموعة من اللاعبين بعد مرور فقط موسم على احترافهم.. والأكيد أن كل طرف منا سيلقي على نفسه سؤال حول السبب الذي جعل هؤلاء المحترفين يهربوا من تجربة الاحتراف الأوروبي ويوثرون العودة إلى المغرب، قد تتعدد الأسباب وقد يطول أيضا الحديث عن ذلك، ما دام أن كل لاعب له ظروفه، لكن قد نتفق مع أي لاعب هو في آخر مشواره الكروي إذ يكون مقبولا بل منطقيا أن يختم هذا المشوار ببلده الأصلي، وهنا قد أعطي المثال بطارق السكتيوي الذي قضى سنوات طوال بالاحتراف قبل أن يعود إلى ناديه الأصلي المغرب الفاسي، لكن قد لا نتفق مع لاعبين بالكاد بدأوا مشوارهم الاحترافي وما زالوا في حداثة سنهم، لكنهم يعودوا بسرعة للممارسة في الهواية. البعض يرى أن اللاعب المغربي لم يعد قادرا على فرض نفسه في البطولات الأوروبية بل حتى الخليج لم يعد يغريه، وهذا طبعا له ارتباط بالمنافسة الشرسة من طرف الأفارقة والأسيويين الذين تألقوا في الفترة الأخيرة، ربما هذا هو التفسير الرئيسي الذي يفسر هذه العودة، ذلك أن فشل مجموعة من التجارب يدفع لاعبينا بتغيير الأجواء، بل إن غياب العروض أيضا له يد في هذه العودة وأذكر هنا على سبيل المثال جمال عليوي وعبدالرحمان كابوس وابراهيم المعروفي وغيرهم من اللاعبين تراجعوا في سوق الانتقالات. هي عودة إذن إن كانت مفروضة على بطولتنا فإن الأهم أن هؤلاء اللاعبين مطالبون بالمساهمة في الرفع من إيقاع مستوى بطولتنا، لذلك نخشى أن يكون هَم بعض المحترفين هو سد فترة الفراغ التي يمرون منها والاستفادة من عقود مادية لا غير، نخشى أن تسقط بعض الأندية ضحية أسماء محترفين تاهوا في سوق الانتقالات لأن مستواهم تراجع ولم يعد لهم في هذه السوق سوى إسمهم وسيرة ذاتية تعيش على إيقاع تجارب مضت، نتمنى حقا أن تكون عودة المحترفين نعمة على بطولتنا.