عيد الإبداع لأنها من صميم تقاليدنا ومن أرفع القيم التي توارثناها، فإن خصلة التكريم ما كان ينبغي أن تغيب عنا نحن معشر الصحفيين، كنا ذواتا إعلامية مؤثرة ونافذة في المشهد الرياضي أو كنا مؤسسات تثوق لمد الجسور وبناء الشخصية الصحفية الجماعية، وما أظنها غابت عنا برغم ما تبديه السنوات من قساوة وهي تمضي سريعة حتى لا نكاد نلتقط لها نفسا.. وعندما يأتي العيد الرابع للإعلاميين الرياضيين العرب الذي يفخر الإتحاد العربي للصحافة الرياضية بإشهاره حدثا سنويا منتظما متزامنا مع العيد الأول للصحفيين الرياضيين المغاربة الذي تفتح به ومن خلاله الجمعية المغربية للصحافة الرياضية واجهة جديدة لتكريم قادة الفكر والإعلام، فإن ذلك يشعرنا بسعادة غامرة، مضمونها أن الجمعية ترسخ مسعى المغرب الدائم والأزلي إلى الإحتفاء بعروبته وأيضا تضطلع من خلاله بمسؤوليتها في تطوير المشهد الإعلامي الرياضي، فالمبادرة على نبلها، هي تأسيس لمنظور جديد لثقافة الإعتراف والتكريم. وقد سمح لي قربي الكبير بالزميل الأستاذ محمد جميل عبد القادر رئيس الإتحاد العربي للصحافة الرياضية طوال السنوات التي كرمني فيها بالعمل إلى جانبه وإلى جانب صفوة الإعلاميين الرياضيين العرب، أن أتحسس قوة إنجذابه إلى عيد الإعلاميين الرياضيين الذي كان مشروعا كالحلم سكن العقل والذاكرة ثم تحول إلى حقيقة نابضة بالوفاء وبالنبل، وقد قدر لي بقوة المعاشرة والإنصات بعمق إلى نبض الزميل محمد جميل عبد القادر ولست وحدي من أنصت إلى ذلك النبض، بل أيضا أنصت إليه زملائي داخل تنفيذية الإتحاد العربي للصحافة الرياضية.. قلت قدر لي أن أقف على ما يمثله عيد الإعلاميين الرياضيين العرب عند الزميل محمد جميل عبد القادر، وأجزم بأن المساحة شاسعة وكبيرة ما شسعت الصحاري وما كبرت المحيطات، فالرجل مستعد لأن يتنازل عن أي شيء إلا أن ينتظم العيد في الزمان ولا يتأخر عن موعده.. وليس في الأمر نرجسية ولا تصوفا داخل محراب كان الزميل محمد جميل عبد القادر هو من صممه، ولكن كل ما في الأمر أن الرجل ينطق بما حفرته العروبة في محيطات قلبه، فليس هناك أعظم ولا أجل ولا أروع من أن تكون لنا لحظة نقفها إنصافا للتاريخ وإعترافا بعظمة عمل أنجز على مدى عقود، لنكرم رجالا أفنوا سنوات من عمرهم في خدمة الإعلام والرياضة في تلاحمهما الجميل إنتصارا لقيم رفيعة ولإبداع لا يقدر بثمن. وقد كان مؤثرا أن أرى الزميل محمد جميل عبد القادر ينتفض ثائرا كلما أذن عام بالرحيل، فما يستبد به خوف إلا الخوف من أن ينقضي العام ولا يلتئم الصحفيون الرياضيون العرب حول مائدة الوفاء والإعتراف في مكان ما من ربوع الوطن العربي الكبير.. وبالقدر الذي أهنيء فيه الإعلاميين الرياضيين العرب بعيدهم الرابع وزملائي الصحفيين الرياضيين المغاربة بعيدهم الأول، بالقدر الذي أُشهد تاريخ الحركة الإعلامية والرياضية العربية على روعة ما صممه الإتحاد العربي للصحافة الرياضية، وهو يرسم كل سنة هلالا مضيئا في سمائنا الرياضية العربية المسكونة بغمام الفرح أحيانا وبالوجع أحايين كثيرة.. وبالقدر ذاته أقول لضيوفنا من قادة الإعلاميين الرياضيين العرب المرشحين من قبل روابطهم وهيئاتهم، وكلهم جمعتني بهم لقاءات حميمية كثيرة، هنيئا لكم بشرف التكريم الذي أنتم أهل له، بعد الذي أخلصتم في إعطائه لبلدكم ولعروبتكم ولإعلامكم، وألف أهلا وسهلا بكم في مغرب أنتم فيه أهل الدار ونحن الضيوف.