الشماخ يعيد نغمة تألق الكرة المغربية بالبطولة الإنجليزية ليس سهلا أن يفرض اللاعب نفسه في البطولة الإنجليزية باعتبار أن لها مميزاتها وخصائصها المغايرة عن باقي البطولات العالمية، حيث الأولوية للاندفاع البدني والكرات الهوائية والقتالية، وقليل هم العرب الذين استطاعوا أن يخطفوا الأضواء في بطولة لا تعترف إلا بالجدية والاجتهاد، حيث يعد مروان الشماخ واحدا من اللاعبين العرب والأفارقة الذين استطاعوا أن يسرقوا النجومية في ظرف وجيز مع فريق من حجم أرسنال، مؤكدا أن اللاعب المغربي قادر على التأقلم مع جميع الأجواء ومعيدا بذلك توهج الكرة المغربية بالبطولة الإنجليزية سابقا مع مصطفى حجي ويوسف شيبو ويوسف سفري وطلال القرقوري ونورالدين نيبت. حضور مغربي وازن ولأن اللاعب المغربي رغم ما يقال عن بطولتنا كونها تشكو من مجموعة من المشاكل التي تهم ضعف المستوى وكذا البنيات التحتية، فإن موهبة اللاعب المغربي تتخطى كل هذه المعيقات وتتجاوزها بدليل أن اللاعب المغربي لها حضور وازن في جل البطولات التي تصنف من الدرجة الأولى، وبالرغم من صعوبة الكرة الإنجليزية وما تتطلبه من اللاعب المغربي فإن ذلك لم يمنع من تواجده من خلال العديد من التجارب الناجحة، لاعبون تركوا بصمات جيدة هناك خاصة مع بداية الألفية الثالثة، ولعل جيل نورالدين نيبت كان الأبرز الذي استطاع اجتياح البطولة الإنجليزية، فتألق مصطفى حجي مع كوفنتري وأسطون فيلا ويوسف سفري رفقة سوتهامبتون ونورويتش وطلال الفرقوري مع ساندرلاند وتشارلطون والطاهر لخلج مع ساوتهامبتون وتشارلطون ويوسف شيبو مع كوفنتري ونورالدين نيبت مع توتنهام، دون استثناء حضور آخر لبعض اللاعبين كحسن كشلول ومنير الحمداوي ونبيل الزهر، ليبقى الحضور المغربي متميزا أعطى معه صورة جميلة للاعب المغربي بإنجلترا. فترة فراغ بعدما أسدل الستار مع جيل نورالدين نيبت وهو الجيل الذي تألق في فترة التسعينيات وبداية الألفية الثالثة، تراجع الحضور المغربي بالبطولة الإنجليزية ومرت الكرة المغربية هناك بفترة فراغ، وبينما تألق اللاعبون الأفارقة في الفترة الأخيرة إذا بغياب تام للكرة المغربية، خاصة أن مجموعة من التجارب المغربية لم تكن ناجحة ونذكر هنا بالخصوص تجربة نبيل الزهر مع ليفربول التي كانت فاشلة بكل المقاييس، إذ قضى أربع سنوات بعيدا عن المنافسة وتعذر عليه فرض اسمه مع الفريق الأحمر قبل أن ينتقل إلى سالونيك اليوناني، كما لم تكن تجربة منير الحمداوي مع توتنهام ناجحة ولم يتمكن من كسب رسميته مع الفريق الإنجليزي فكان أن عاد أدراجه إلى البطولة الهولندية، وبنفس الفريق وجد عادل تاعرابت صعوبة ليخطف رسميته فما كان عليه إلا أن يعار إلى كوينس بارك رانجيرز قبل أن ينضم إليه رسميا، ولم يدم مقام عبدالسلام وادو طويلا مع فولهام ولعب موسما واحدا مع هذا الفريق رفقة المدرب الفرنسي جون تيغانا. اللاعب المغربي والأسلوب الإنجليزي على العموم وبالرغم من التوهج الذي وقع عليه جيل التسعينيات والألفية الثالثة أو ما يسمى بجيل مصطفى حجي ويوسف شيبو ونورالدين نيبت، فإن الحضور المغربي في البطولة الإنجليزية يبقى محتشما نوعا ما مقارنة ببعض البطولات الأوروبية التي تعرف حضورا مغربيا وازنا كما هوالحال لبطولات فرنسا وبلجيكا وهولندا وحتى البطولتين الإيطالية والإسبانية فهي دائما ما أصبحت تعرف حضور لاعب أو لاعبين في السنوات الأخيرة، ويبدو أن أسلوب الكرة الإنجليزية لا يغري كثيرا اللاعب المغربي المشهود له بميله إلى التقنيات والمهارات الفردية والعروض الجميلة عكس الكرة الإنجليزية التي تعتمد على الاندفاع البدني والتدخلات القوية، وربما هو العامل الذي يفسر عدم الحضور القوي للمغاربة بخلاف لاعبي القارة السمراء الجنوبيين الذين يميلون أكثر إلى الأسلوب الأنغلوساكسوني. الشماخ يعيدنا إلى خط التوهج انتظر الوسط الإنجليزي الكروي حضور الشماخ ليتذكر حجم الموهبة المغربية وأعاده إلى الوراء ليتذكر أيضا التجارب الناجحة للاعبين المغاربة الذين مروا من هذه البطولة، والأكيد أن لا أحدا في إنجلترا كان ينتظر ما وقع عليه مروان الشماخ مع أرسنال ذلك أن أرقامه تؤكد البداية المتوهجة له فسجل ثلاثة أهداف في البطولة وثلاثة في دوري أبطال أوروبا ناهيك عن عطائه الكبير في جميع المباريات التي شارك بها، على أن هذا التألق من شأنه أن يخدم مصالح اللاعب المغربي بعد أن رفع مروان الشماخ من كوطته بدليل أن وسائل الإعلام أضحت تتحدث بإسهاب كبير عن عروضه المميزة مع أرسنال ومواهب اللاعب المغربي الذي من دون شك سيصبح هدف الأندية الإنجليزية في الفترة القادمة، خاصة أن البطولات الأوروبية الأخرى تجود باللاعبين المغاربة المتألقين الذين ربما ينتظرون الفرص لتكريس ما وقع عليه مروان الشماخ وتعزيز الحضور المغربي.