لم يكتب لمروان زمامة أن ينهي الموسم مثلما كان يتمنى عندما ألمت به إصابة في الركبة خلال أيدي مباريات فريقه هيبرنيان بالبطولة الأسكتلندية أرغمته لينهي الموسم مبكرا، حيث خضع لعملية جراحية بلندن الإنجليزية، والأكيد أن الإصابة جاءت في وقت كان ماض فيها مروان زمامة للتوقيع على موسم جيد، بل كان يخطط لتغيير الأجواء نظير العروض التي توصل بها، لكن مروان زمامة يبقى يؤمن بقدره في انتظار شفائه والظهور مع انطلاق الموسم القادم. في هذا الحوار يقربنا مروان من إصابته ومدى تأثيرها عليه في هذه الفترة وكذا طموحاته ومواضيع أخرى تطرق لها بصراحته المعهودة؟ مروان زمامة: الحمد لله أن الأمور سارت بشكل جدي، فبعد الإصابة التي ألمت بي في الركبة ونتج عنها تمزق في الرباط الصليبي كنت مضطرا لأخضع لعملية جراحية وهو ما كان ، إذ كللت بالنجاح على يد الطبيب أندرو ويليام، فكما قلت الأمور سارت بشكل جيد في انتظار أن أتعافى وأعود إلى المنافسة. مروان زمامةطبعا الإصابة لم تكن سهلة، تعرف أن الركبة باعتبارها من الأعضاء الحساسة في الجسم يجب أن تكون سليمة بالنسبة للاعب الكرة وأن تتعافى بشكل كلي وإلا فحركة بسيطة قد تعيد الآلام، وهذا يفرض علي أن آخذ الوقت الكافي من الشفاء والطاقم الطبي حدد لي مدة ستة أشهر من الراحة قبل العودة إلى أجواء المنافسة.. مروان زمامة: قياسا بالمدة المطروحة فالأكيد أني لن أكون جاهزا مع انطلاق البطولة في الموسم المقبل، فكما أكدت لك أن الأهم أن أتعافى تماما باعتبار حجم الإصابة، وكذا أهمية الركبة، أنا لا أستعجل العودة، إذ المهم أن أعود إلى الميادين في كامل عافيتي.. سأرى إذن كيف ستكون الأمور مع الإنطلاقة، من يدري قد أكون جاهزا مع الفريق قبل انصرام الستة أشهر. مروان زمامة: فعلا كنت في كامل جاهزيتي ولياقتي وأشارك باستمرار مع الفريق، لكن هذا قدر ونصيب وأنا مؤمن بقدر الله، واللاعب يبقى دائما معرض لمثل هذه الإصابات، ما يهمني حاليا هو أن أتعافى حتى أكون جاهزا في الموسم المقبل. مروان زمامة: بالطبع لاعب الكرة دائما ما يطمح إلى عدم التوقف مكرها عن المنافسة، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بالإصابة، لكن في مثل هذه الحالات على اللاعب أن يكون قوي الشخصية ومسلح بالعزيمة والإرادة ويرفض الإستسلام حتى يعود مجددا إلى المنافسة، فكم اللاعبون الذين غابوا طويلا عن المنافسة لموسم أكثر، ومع ذلك عادوا إلى الواجهة دون مشاكل. مروان زمامة: فعلا من سوء حظي أتذكر ذلك، أي في نفس الفترة من الموسم الماضي غبت خلالها أيضا عن بعض مباريات المنتخب المغربي وفريقي، الفترة أيضا لم تكن قصيرة لكني بعد هذا الغياب الإضطراري عدت إلى المنافسة بشكل جيد في كامل لياقتي وهو ما أتمناه في الموسم القادم. مروان زمامة: بالفعل، هذا ما كان يراودني، إذ قررت عند انتهاء الموسم التفاوض مع مسؤولي هيبرنيان من أجل الإنتقال لمحطة جديدة نظير العروض التي كانت أمام وكيل أعمالي، حيث وجدت أن الوقت قد حان لدخول محطة جديدة. مروان زمامة: لا بتاتا، هيبرنيان فريق جيد، تعلمت تحت كنفه العديد من الأمور ومعه تذوقت حلاوة الإحتراف الأوروبي، لكن لاعب الكرة لا بد له أن تكون آفاق طموحاته واسعة ومتطلعا إلى القسمة، لذلك كنت أمني النفس في تغيير الأجواء لاستشراف تجربة جديدة ومغامرة أخرى لتقوية عودي أكثر وصقل مواهبي. مروان زمامة: مشكل الموسم الماضي وسبب مغادرتي لهيبرنيان كون القانون الأسكتلندي لم يسمح بإلتحاق زوجتي إلى هناك، لذلك لم أجد بدا من تغيير الأجواء وقتها قبل أن أعود هذا الموسم إلى فريقي بعد انتهاء فترة الإعارة. مروان زمامة: فعلا كانت ناجحة من حيث مشاركتي في عدد كبير من المباريات، ووجدت الإيقاع الذي كنت أبحث عليه ، بدليل أني هذا الموسم قدمت أحد أفضل مواسمي وكنت في كامل جاهزيتي مع الفريق قبل أن أصاب. مروان زمامة: لا ليس لهذا الحد، صحيح أن الإحتراف بأوروبا يشبه الإحتراف بالخليج على المستوى التقني، حيث هناك فرق كبير من حيث الإيقاع والمنافسة، لكن كل شيء يعود على اللاعب نفسه لأنه هو المعني بتطوير إمكانياته والجدية والإجتهاد سواء في التداريب والمباريات بإصلاح نواقصه والمثابرة، لذلك أجد نفسي أني لم أتأثر تقنيا تجربتي بالخليج ، بل كانت تجربة مفيدة. مروان زمامةبالطبع تأسفوا للإصابة ولإنتهاء الموسم سواء المسيرين أو الطاقم التقني واللاعبين والجماهير وتلقيت كل أنواع المواساة من جميع أطراف الفريق، وهو ما خفف عني حجم الإصابة وأثارها، كنت أتمنى أن أواصل المسار إلى نهاية الموسم لأساعد فريقي وأساهم في تلميع صورته لكن مع الأسف الإصابة حالت دون ذلك مروان زمامةفعلا حققنا نتائج إيجابية وكنا نسير للتوقيع على مستوى جد باهر وننافس على إحدى المراكز المؤدية للمشاركة في المنافسة الأوروبية، مع الأسف أن النتائج الأخيرة خدلتنا وتراجعنا لبعض الصفوف، والسبب يعود إلى كثرة الإصابات والغيابات الوازنة وكذا التوقيفات، وهو ما كان يشكل أحد العراقيل أمام المدرب مروان زمامةبالفعل، فهيبرنيان لا يقاس بأندية من طينة السيلتيك أو رانجيرز سواء على الصعيد المادي أو التاريخي أو الجانب البشري أيضا.. هيبرنيان تنقصه نوعا ما التجربة الكفيلة ليكون ضمن الأندية التي بإمكانها أن تنافس على اللقب، دعني أقول أن هيبرنيان هو فريق المستقبل لأنه من الأندية الطموحة ليكون إسما محترما داخل خارطة الكرة الأسكتلندية مروان زمامةفعلا كان منتظرا أن أتفاوض معهم، لكن أمام الإصابة التي ألمت بي لن يكون مجديا أن أخطو هذه الخطوة ما دمت أتي مضطر للخلود إلى الراحة ومن الصعب التحاور مع أي فريق، لذلك من المحتمل أني سأواصل المشوار مع هيبرنيان في الموسم المقبل مروان زمامةصحيح أن الكرة الأنغلوساكسونية معها مميزات خاصة تختلف عن الباقي، حيث تتميز بالإندفاع البدني والتدخلات العفيفة واللياقة البدنية والكرات الطويلة، لكني الحمد لله لم أجد أدنى صعوبة في التأقلم مع أجوائها وانسجمت بسرعة مع طابعها، أكيد أن ما ساعدني على أن الكرة المغربية بالرغم من أنها تعتمد على المهارات التقنية فإن هي الأخرى تتميز بالإندفاع البدني وإن كان ليس بحجم الكرة الأنغوساكسونية مروان زمامةهناك أيضا بعض المحترفين والمحترفين، لكن دعني أشير إلى أن الكرة الأنغلوساكسونية فقدت الخاصيات السالفة الذكر ، وذلك الطابع الذي يميزها بفعل اجتياح المدربين الأجانب والمحترفين الذين غيروا نوعا ما من مفاهيمها، ولنا في الكرة الإنجليزية خير دليل بفعل المدربين من ذوي الأسماء الرنانة وكذا نجوم الكرة الذين إلتحقوا بالأندية هناك مروان زمامةبالطبع، تقنيا استفدت كثيرا من الكرة الأنغوساكسونية التي تعطي أهمية كبيرة للجانب البدني ، وهناك استعداد كبير من جانب اللياقة البدنية، إذ على اللاعب أن يكون جاهزا للإيقاع المرتفع للمباريات، حيث الكرة لا تتوقف، ثم إن هذا الإندفاع الكبير أكسبني خبرة جيدة وقوة التحمل والمناعة، كل ذلك يحسب للكرة الأسكتلندية التي تتطلب أن يكون اللاعب متكاملا يجمع بين الجانب البدني والتقني. مروان زمامةبالفعل، لقد اكتشفت كرة أخرى تختلف عن تجاربي السابقة، حتى أن البطولة الإنجليزية تبقى بالنسبة لي أكثر البطولات التي أتمنى أن ألعب يوما ما في أحد أنديتها ، حيث أعتبرها الأفضل بحكم أنها تجمع كل أسباب الإثارة والمستوى الرفيع، وقد زاد من إثارتها انفتاحها على النجوم والمدربين المرموقين الذين أعطوا نكهة أخرى لهذه البطولة مروان زمامةطبعا تابعت هذه المواجهة عبر الشاشة الصغيرة، إذ لا يمكنني أن أضيع هذا الحدث، الرجاء حقق الأهم وخطف النقاط الثلاث، والمباراة كالعادة كانت قوية بين فريقين يعدان من أقطاب الكرة المغربية.. أهنئ الفريقين على المستوى الذي قدماه، وأهنئ الرجاء على الفوز وأتمنى له أن يواصل المسار بشكل جيد ليحقق لقب البطولة مروان زمامةهذه من خاصية الديربي البيضاوي، حيث يزيد الجمهور من جمالية هذه المباراة أو بالأحرى العرس الكروي المغربي، فعلا أثارتني الإحتفالية التي كانت في المدرجات والتيفوات التي غطت جنبات الملعب لدرجة أني تمنيت المشاركة في هذه المباراة، حيث استحضرت كل لحظات الديربي الذي سبق وأن شاركت فيه عدة مناسبات مع فريقي الرجاء مروان زمامةبالنسبة لي فالضغط هو دافع إيجابي ويولد قوة إضافية للظهور بمظهر جيد وتقديم أفضل العطاء لإرضاء جماهير الفريق، اللاعب في مثل هذه المباراة عليه أن يتسلح أيضا بالهاجس النفسي ويستعد بشكل جيد وإلا سيفقد توازنه وسيفشل في أداء مهامه على الوجه الأكمل مروان زمامةالأمر يعود بالأساس إلى المسؤولين، هم أدرى بالأسباب الحقيقية في اختيار المدرب الجديد وكذا مصلحة الأسود، صحيح أن الجمهور المغربي يمني النفس في تحديد المدرب الجديد، لكن الكلمة الأخيرة تعود للمسؤولين، كل ما أتمناه هو أن يكون الإختيار في الأخير صائبا بالإعلان على المدرب الذي سيخدم مصالح الكرة المغربية ويعيد لها هيبتها، مروان زمامة: مطالبون بالتسلح بالتفاؤل خاصة في هذه الظرفية، لذلك تجدني جد متفائل في ظل التحولات التي تعرفها كرة القدم والخطوات المتخذة ولا أعتقد أن أيا كان سيتهاون في أداء ما عليه، الكل إذن منخرط لتعود الكرة المغربية إلى الواجهة والمستقبل من دون شك يبشر بالخير