سيدي مومن بعد شهور من الإبتعاد عن الواجهة، عاد الإطار الوطني حسن مومن مجددا إلى الأضواء بعد النتائج الباهرة التي حققها فريق الفتح الرباطي على المستوى الإفريقي، وقد شفعت له كي يحل ضيفا عزيزا خامسا على قناة الرياضية ليلة الجمعة الماضي.. بدا السي حسن حينها مرتاحا باين الضو في وجهو، ومنتشيا بما قدمت يداه داخل الفتح، حيث أكد طيلة خمس وأربعين دقيقة أنه كان وما زال يشتغل في صمت داخل فريق العاصمة بعيدا عن الضجيج الذي يملأ ساحتنا الكروية.. وهنا عرف المشاهدون سبب اختفائه عن الساحة الإعلامية. فالرجل كان فقط منشغلا صحبة زميله الحسين عموتا في المشروع الكبير الهادف إلى صناعة فريق جديد إسمه الفتح الرباطي، وليس بسبب إقصاء منتخبنا الوطني. يعني أننا ملي ما بقيناش شفناه كيبان من نهار فضيحة الكامرون، راه غير حيت كان خدام مامساليش، ماشي زعما كان حشمان.. وفعلا يؤكد الواقع هذه الحقيقة. فالفتح الرباطي يجني الآن ثمار عمله القاعدي، ولم يعد كما كانت تلك الفرقة المسكينة اللي مضاربة غير مع الطلوع والهبوط، بل صارت الآن تصنع المعجزات. أوااه، طلعت إلى القسم الأول في السنة الأولى، وحلت ثانية بكأس العرش في سنتها الثانية، ووصلت إلى نصف نهاية كأس الإتحاد الإفريقي في سنتها الثالثة، كل هذا بفضل الاحترافية والمهنية والاستقرار والانسجام بين مجموعة كفاءات يقودها رجل واحد إسمه حسن مومن. شايلاه أ سيدي مومن... واش انت ضاربك الضو؟ راه اللي جاري للفتح دابا هو اللي كان في واحد الوقت جاري لنهضة سطات والكوكب المراكشي. أسيدي، الفتح عندها استراتيجية، وبيها باش وصلات للدومي فينال في كاس العرش وكاس إفريقيا. واش سمعتي مومن ملي دوا على المشروع؟ إيه، وسمعتو حتى ملي خلّط التقنوقراط مع الديكتاتورية والديموقراطية، وبحال داك الشي اللي قال على الإستراتيجية كان الكرتيلي قالو قبل منو ملي الخميسات تكلاصات هي الدوزيام. وشوف هاد خاينة، أنا كنقول ليه الفتح وهو كيجبد ليا الكرتيلي؟ لم يتردد مومن في اعتبار نتائج الفتح وطنيا وقاريا ثمرةً لمشروع كبير وناجح مدته خمس سنوات، مضت منها الآن ثلاث سنوات تقريبا، ويهدف إلى تأسيس فريق احترافي مهيكل قوي وكبير.. طبعا، نحن جميعا نصدقه، فهذه هي الحقيقة، والأمر صحيح تماما، إلا أن بعض المشككين يتساءلون: كيف يمكن الحديث عن نجاح مشروع ما وهو لم يكتمل بعد، ولم يستنفذ غلافه الزمني المقرر له سلفا؟ يعني، ماذا لو خان الحظ وكرة القدم حظوظ فريق الفتح في سنتيه القادمتين ووجد نفسه لا قدر الله مثل فريق اتحاد الخميسات يحتج على نزوله إلى القسم الثاني؟ طبعا، لا مقارنة بين الفريقين، وهناك فرق كبير بين المكتبين المسيرين، فسمة الفتح كما أكد حسن مومن هي الاستقرار، أي استقرار المكتب واستقرار الإدارة التقنية. فالأطر التقنية الفتحية وقعت عقودا مدتها خمس سنوات متصلة غير قابلة للفسخ، وهي بذلك تشتغل مطمئنة وفق برنامج بعيد المدى، يعني أن السي مومن والسي الحسين ناعسين على جنب الراحة لخمس سنوات كاملة. بْحالا ناجحين في البرلمان، وهذا دليل على البعد الاحترافي الذي يميز مشروع الفتح الرباطي عكس الفرق الكبرى (كالوداد والرجاء) التي تتعاقد مع مدربين لمدة قصيرة، حيث لا يطيلون البقاء فيها، ولا يتمكنون من متابعة إنجاز برامجهم، مما ينعكس سلبا على أداء الفريق ونتائجه. واش دابا كيحساب الوداد والراجا سيناو مع هنري ميشيل ودوس سانطوس كونطرا ديال شهرين؟ وعلاش ما يكملوش معاهم حتى يسالي العقد؟ راه الاحتراف التزام أولا آ العوْد. ماشي الفرقة اللي ما كتلتازمش مع المدرب، راه الجمهور هو اللي كيدير الفوضى وكيجرّي عليه. إيوا،الحمد لله، الجمهور ديال الفتح مؤدب.. ما كيجيش للتيران باش عموتا يكون هاني. تغنى حسن مومن لوقت طويل بنعمة الإستقرار التي ينعم بها فريق الفتح، واعتبرها جزءً من برنامج عمله، لكن استقرار أي فريق في غياب الجماهير يعتبر استقرارا كاذبا، لأن أي فريق يلعب مبارياته أمام خمسين متفرجا فقط وداخلين فابور للتيران من الفوق، لا يمكن إلا أن يكون مستقرا، فلا جماهير غفيرة تزعزعه، ولا لافتات تطالب المدرب بالإقالة، ولا هتافات معادية تطالب بمحاسبة الرئيس. كلشي عندهم هانية. ثم أن يكون رئيس الفريق هو في نفس الوقت الشاف ديال الكرة في البلاد، فمن المستبعد أن يطلع له من داخل المكتب خصوم يسعون إلى الإطاحة به. وحُرررربش يدير عليه شي واحد شي انقلاب بحال ديال الخميسات، والله حتى يجيه توقيف من الفيفا مدى الحياة. صافي قْلب على الفتح شوية، راه السي مومن دوا حتى على المنتخب الوطني. خلي هاداك الجمل راكد، حتى لنهار الاثنين وندويو على علاقة مومن بالمنتخب، كاين بزاف ما يتقال. ولكن دغيا دغيا، آشنو رأيك ملي قال أن اللعابة المحترفين ما كانوش كيحتارموه؟ بالسيف، حيت هوما النهار اللول اللي سمعوا فيه بلي حسن مومن هو المدرب الجديد، دخلوا يقلبوا عليه في الأنترنيت باش يعرفوا شكون هو. الساعة فين ما يديروا «حسن مومن» في غوغل، كيطلع ديما غير «سيدي مومن». نافذة أنا كنقول ليه الفتح وهو كيجبد ليا الكرتيلي؟