كيف نشيد جسور الأحلام بدار السلام؟ لا خيار سوى الإنتصار وغيره يساوي الإنهيار ماذا بعد عثرة البداية غير المتوقعة بالرباط ضد منتخب جمهورية إفريقيا الوسطى في مستهل رحلة البحث عن البطاقة الفريدة المؤهلة لأمم إفريقيا 2012 بغينيا الإستوائية والغابون؟ الأكيد أن لا أحد ينتظر جوابا، لأن الأخير معروف سلفا وأبلغ رد يتعين على الأسود تقديم إشاراته من دار السلام التانزانية بفوز يعيد تصحيح الأوضاع ويرتبها بما يخدم الحظوظ ويدعمها قبل أن تتبخر مبكرا. باختصار إذن، لا خيار أمام الفريق الوطني وهو يركب بساط الريح صوب بلد جبل كليمنجارو غير الإنتصار وبأي ثمن، للخروج من حالة ومرحلة الشك الحالية والتي طالت بعض الشيء، قبل حلول ومجيء المدرب غيرتس في ثالث الجولات بالبليدةالجزائرية. العثرة التي أوجعتنا علقنا من الأمال كثيرها وحاولنا قدر الإمكان ذات أمسية رمضانية الإنخراط في موجة تفاؤل مشروع يتيح أمامنا استشراف غد أفضل بعد توالي الهزات والضربات الموجعة التي أفقدت الأسود ذاكرة التألق وسلبتهم حاسة الإنتصارات قبل أن يفرض علينا منتخب مغمور نكرة هو منتخب إفريقيا الوسطى، الأمر الواقع بتعادل مغبون لم يسرقه بالرباط ويورط الأسود مع البداية في قاع الترتيب بإعمال قيمة الأهداف المسجلة ونجاعة الهجوم التي وضعت ثعالب الصحراء وتانزانيا في المقدمة بفضل التعادل الإيجابي (11) المسجل بالبليدة. عثرة الأصفار الكارثية خلخلت توازن وحسابات الفريق الوطني وأوجعت جمهوره ومريديه وفرضت مع الإنطلاقة حالة طوارئ قصوى قصد التدارك واستعادة ما ضاع حتى لا تتكرر نفس أسطوانة الإخفاقات السابقة والتي كان آخر تجلياتها، العجز عن التواجد بالديار الأنغولية 2010. وهي عثرة وإن كان ينتظر بعدها أن تعجل بقدوم الناخب الوطني إيريك غيرتس قبل التاريخ الذي حدده بنفسه وفرض على الجميع الإمتثال له، إلا أنه لم يغير من واقع الأشياء، ولم تتضح بعد معالم الكادر الفني للأسود قصد سلك طريق الإستقرار المرجو وقصد إيجاد مقاربات التوازن المرجوة للاعبين عانوا كثيرا خلال آخر 4 سنوات من تبعات التشتيت الذهني المفروض عليهم بوازع تغيير الربابنة حتى فقدوا هويتهم وأصبحت لغتهم داخل الملعب غير موحدة، إذن هي صفحة مطوية بالرباط بكل ما رافقها من ألم، صفحة لن يصلحها ولن يقوّم ما طالها من تشويه غير ردة فعل كبريائية بقلب دار السلام حيث الموقعة المفصلية والهامة. بدار السلام تتحدد الأحلام ستتحدد هل هي وردية اللون وبالتالي التفاؤل بما قد يطبع باقي الجولات الأربعة من رهان واضح لا يحتمل كثير تأويلات وهو التأهل بريادة مضمونة بدل المخاطرة بلعبة الوصيف الذي لن تخدمنا الأرقام لنيل خطوته مع الثلاثة المسيرين بالعبور مباشرة طالما أضعنا نقطتين بالرباط في جولة الإفتتاح؟ أم تصير كوابيسا لا قدر الله في حال خالف الأسود الوعد وواصلوا مسلسل التثاؤب غير المفهوم وأضاعوا نقاطا بالجملة ستكون مكلفة في ميزان الحساب في القادم من الأيام؟ وعلى ضوء ما طبع المباراة الأولى من ردود أفعال بلغت اللاعبين فإنه ينتظر ماذا سيقدم هؤلاء كوجه بتانزانيا، وأي رسالة سيوجهونها للجمهور المغربي، طالما أنهم هم من يحملون قدرهم ومصيرهم على أكف اليد، باعتبار بعد غيرتس من مسرح الأحداث وتموقعه في قارة أخرى، وفي رهان آخر وبفعل آخر يركز على ما تبقى له في رحلة قص أسيوية تفصله خطوتان فقط عن إدراك غنيمته فيها. الكومندو الذي حط الرحال بأمستردام هو نفسه الذي واجه منتخب إفريقيا الوسطى، وهي ذاتها المجموعة المنوط بها مهمة رد الإعتبار أمام منافس جريئ ليس لديه ما يخسره ومسلح بعامل معنوي إضافي بعد التعادل الكبير بقلب الجزائر وهو الذي كان منتصرا هناك، خصم أفضل بكثير من الذي أكرهنا على البياض وأفضل منه حتى داخل ترتيب الفيفا ومسلح بإرادة مدرب دانماركي شرس يعبئ لاعبيه على طريقه الملاكمين قبل صعودهم للحلبة لحثهم على الضربة القاضية الغادرة كما فعل ضد محاربي الصحراء غير أنه لا هذا ولا ذاك سيبرر أي عثرة ثانية لا قدر الله للفريق الوطني، لأنه سيدخل مباراة ملعب "بنجامين" وهو مثقل بعبء تعويض نقطتي الجولة الأولى مهما كانت حسابات الخصم. الإنتصار.. لماذا هو ضرورة؟ أكيد أن غيرتس الذي يجيد قراءة الأرقام، قد أوصل للاعبيه ما الذي يعنيه الفوز هناك بتانزانيا وماذا يمثله الإنتصار كقيمة، لأنه باختصار سيعني الزعامة ورواق التحكم في زمام الأمور قبل رحلة، الخطر الثالثة للجزائر، التي سنراقب سقوطها في فخ إفريقيا الوسطى مع خالص المتمنيات بتعادل يخدم المصالح، ويعني أيضا إزاحة منافس من السباق حتى لا يتشابه الخصوم علينا ونحدد أي نوع سنصاقر ونبارز لأجل العبور الآمن إن شاء الله وثالث الضرورات الفارضة للإنتصار هي أن يأتي غيرتس لإنجاز المهام المتفق معه حولها، لأنه غير الفوز قد يفكر هذا البلجيكي ألف مرة قبل القدوم كما أبرق بذلك من قلب الرياض وتلك ورطة كبيرة لا تحتمل الجامعة متاهاتها. لكن ماذا عن الخصم والمنافس الذي لا يجب إقصاؤه أو إعدامه من الحسابات؟ الأكيد أن أشبال المدرب بولسن يعولون على الموعد الكبير الذي سيضع «نجوم تافيا» وهو لقب منتخب تانزانيا في الصدارة المخطط لها مع سبق الإصرار فور العودة بتعادل العمر من قلب البليدة، ومحتكما الخيارات طبعها بعد التشدد والدخول في صراع مع وسائل الإعلام المحلية يدرك مدرب منتخب تانزانيا أنه سيواجه فريقا فاقدا للثقة في صفوف لاعبيه وواضعا في الإعتبار قيمة الإستقبال في ملعب بطقوس مجنونة قد تشكل عنوانا وعلامة فارقة في النزال، ومحفزا المجموعة على قتل أكبر خصم مبكرا، قبل المراهنة على المفاجأة الكبيرة باستقباله اللاحق لإفريقيا الوسطى، وهو ما يعرفه غيرتس أيضا. نصعد الجبل لنحيي الأمل هو جبل كليمنجارو ما يجعل تانزانيا معروفة في العالم ومدربهم كان صريحا وذكيا حين قال رفقة رئيس الإتحاد: «يجب أن يعرفنا العالم بالكرة والرياضة بدل السياحة الجبلية»، وما هو مستغرب بعض الشيء هو كيف ومن أوحى للفريق الوطني بالإعداد في واحدة من أكثر الأراضي انخفاضا في العالم لمواجهة فريق ببلد هو الأكثر إرتفاعا ورطوبة بالقارة السمراء؟ بهولندا إذن كان الوقوف على التشكيل الجاهز لهذه المهمة، تشكيل أن المدرب البلجيكي أوصى معاونه كوبيرلي بضرورة الإحتراس وتفادي الأعطاب التي رافقت أداء بعض اللاعبين خلال الجولة الأولى وسينقح بما يكفي، ولن تخرج الحراسة عن تثبيث المياغري وترسيم بصير يمينا والسليماني أوالعكشاوي يسارا في حال الإستنجاد به وحتى بنزوكان وجعل عيني يرابض رفقة بنعطية في متوسط الدفاع. ووسط كان مثار جدل خلال المباراة الأولى باللعب بأكثر من سقاء إذ سيلعب هذه المرة بخرجة ومعه (هرماش أو الأحمدي أو برابح) حتى وأمامهما سنكتشف بوصوفة داخل أجواء الأدغال لأول مرة ويسارا ضرورة تثبيت تاعرابت كرجل مناورة وغدر انسجاما مع ألمعيته الحالية رفقة فريقه أو حجي اعتمادا على تجربته الكبيرة قاريا، أما الهجوم فلا خلاف بشأن اعتماد الحمداوي رفقة الشماخ وانتظار انصهارهما معا بلغة التهديف وليس الخلاف، مع وجود قطع غيار بديلة مؤثرة أهمها (الزهر)، تاعرابت ما لم يدخل وقديوي والعرابي ثم الأحمدي. بخصوص تانزانيا فنقطة قوته تتمثل في لحمته الجماعية وفي الإعتماد على لاعبي يونغ أفريكانز وسيما بلاعبهم (نغاسا وجوهو بوكو، تيغي ماكاسي وخاصة جيري تيغيتي) مسجل هدف السبق ضد الجزائر. وأي كان تخطيط المنافس فلا خيار غير الفوز ونسف خطط بولسن من أجل بلوغ النقطة الرابعة التي ستمهد طريقة الإشتغال أمام غيرتس وتحيي الآمال مجددا. منعم بلمقدم