نستعيد الثقة، نرفع المعنويات ونصالح الجماهير يقص المنتخب المغربي شريط مباريات تصفيات كأس أمم إفريقيا 2012 التي ستجرى مناصفة بين غينيا الإستوائية والغابون، حيث يواجه منتخب إفريقيا الوسطى، ويترقب الجمهور المغربي ماذا ستسفر عليه هذه المواجهة الرسمية من أداء ونتيجة، وإن كان ما يهمنا أكثر الفوز ومعانقة النقاط الثلاث نظير الوقع الإيجابي لهذا الإنتصار على عرين الأسود. - درس الغابون ونحن نقلب صفحات التصفيات المزدوجة لكأسي العالم وأمم إفريقيا 2010، نتذكر بكل أسى المسار المخيب الذي وقع عليه المنتخب المغربي في هذا المشوار، بدليل أنه لم يسجل أي انتصار وتذيل ترتيب المجموعة وراء الكامرون والغابون والطوغو، وعندما نعود في هذه التصفيات نتذكر الكبوة التي تعرض لها المنتخب المغربي في أولى جولات التصفيات بمركب مولاي عبد الله بالرباط أمام الغابون (12)، حيث كان لهذه الخسارة وقع سلبي على محيط المنتخب المغربي الذي عرف كبوات وإخفاقات ولم يسجل الأسود أي انتصار سواء داخل القواعد أو خارجه، ولربما كانت هذه الخسارة أحد الأسباب الرئيسية التي ساهمت في إقصاء الأسود. الخطوة الأولى هكذا كانت المباراة الأولى في التصفيات المزدوجة لكأسي العالم وأمم إفريقيا أمام الغابون مثل الكابوس الذي تلته كوابيس أخرى كانت عبارة عن كبوات وإخفاقات، والظاهر أن أن الجولات الأولى في التصفيات يكون مفعولها جد هام ومؤثر على المسار ككل، لذلك يجب أخذ العبرة من الواجهة الغابون وتفادي إعادة نفس سيناريو المنتخب الغابوني عندما نستقبل منتخب إفريقيا الوسطى، حيث سعى سيبقى الفوز هو شعار الأسود في هذه المواجهة، وذلك لعدم السقوط في تداعيات سلبية قد تؤثر على مسار المنتخب المغربي. المنعرج المنشود تميزت الفترة الأخيرة يدخول المنتخب المغربي في نفق مليء بالإخفاقات والهزائم وغابت أجواء الفرحة على عرين المنتخب المغربي الذي لم يجد الطريق الصحيح للخروج من دائرة النتائج السلبية، والأكيد أن الأسود يبحثون عن الكيفية التي تمكنهم من القطيعة مع الماضي التعيس، ولن يتحقق هذا المطمح إلا بتسجيل الفوز على منتخب إفريقيا الوسطى وبدء صفحة جديدة من النتائج الإيجابية، ولو أن المنتخب المغربي قد أشّر على عودته إلى سكة النتائج المطلوبة بعدما فاز في مباراته الودية أمام غينيا الإستوائية، إذ كانت أول مواجهة للمرحلة الجديدة. عودة الثقة لا شك أن توالي الهزائم والإقصاءات قد أدخل اللاعبين في متاهة الشك والقلق وأفقدهم الثقة اللازمة، ووجدنا أن مجموعة من اللاعبين قد تراجع أداؤهم وفقدوا توهجهم، وذلك بفعل الضغط الذي مورس عليهم جراء توالي النتائج السلبية وكذا الإنتقادات من طرف الجماهير، ولأننا ندرك أنه كلما تكالبت النتائج السلبية إلا وفقد اللاعبون الإيقاع المرجو ونزلت معنوياتهم إلى الصفر، فإنه من اللازم الخروج بالنقاط الثلاث أمام منتخب إفريقيا الوسطى، خاصة أن جل اللاعبين هم متلهفون للفوز وبهم شوق كبير لتذوق حلاوة النقاط الثلاث بعد خصام طويل. ضمان مسار جيد مواجهة إفريقيا الوسطى ما هي إلا بداية لمشوار طويل من التصفيات المليئة بالمباريات الصعبة، على أن الهدف يبقى هو جمع أكبر عدد من النقاط لضمان التأهل إلى النهائيات، وطبعا فإن هذا الهاجس لن يتحقق إلا بالإنتصارات خاصة المباريات التي تجري داخل القواعد، حيث يبقى فيها الفوز ضرورة لا مناص منه، والمنتخب المغربي يدرك أنه سيجري مواجهته الأولى داخل قواعده وليس أفضل أن يستهل مشواره بالنقاط الثلاث، حيث المعنويات سترتفع وستزداد جرعات أخرى من الثقة، وبالتالي سيعود التوازن للمجموعة الوطنية والحماس من أجل البحث عن نتائج إيجابية، خاصة أن الفوز سيفتح شهية اللاعبين لأجل البحث عن نقاط أخرى تعبد الطريق لحجز بطاقة التأهل. المصالحة مع الجماهير مرّ الجمهور المغربي في الفترة الأخيرة بظروف حزينة نتيجة غياب الإنتصارات، وأغضبت هذه النتائج السلبية الجمهور المغربي الذي كان قد عبر عن إستيائه، خاصة بعدم التأهل لكأسي العالم بجنوب إفريقيا وأمم إفريقيا بأنغولا، وليس أفضل من أن تكون المصالحة بالفوز، حيث ستكون المناسبة لبدء صفحة جديدة مع الجماهير المتعطشة هي الأخرى لترى الأسود مجددا على هودج الإنتصارات، والبداية ستكون أمام إفريقيا الوسطى، إذ من دون شك سيكون وقع الفوز جد إيجابي على الجمهور المغربي وهو منى النفس، وأن يطرد أصدقاء مروان الشماخ نحس التواضح الذي لازم الكرة المغربية وطي صفحة الماضي بكل سلبياتها وانكساراتها. خطوة من خطوات التأهل الأكيد أن المنافسة ستكون شرسة في هذه المجموعة من أجل التأهل إلى النهائيات، ويكفي ذكر المنتخب الجزائري كأحد الخصوم الوازنة لمعرفة صعوبة هذه المجموعة ، هذا دون إستثناء منتخبي طانزانيا وإفريقيا الوسطى، ذلك أن كل منتخب يريد أن يتأهل عليه ألا يفرط في نقاط الفوز في المباريات التي يجريها داخل القواعد، وبالتالي يبقى المنتخب المغربي مجبرا لاجتياز عقبة ضيفه منتخب إفريقيا الوسطى، وأي نتيجة غير الفوز ستجعل البداية متعثرة وستصعب من وضعية المنتخب المغربي الذي يبقى في كل الأحوال مطالبا بالفوز ولا شيء غير الفوز.