يستهل المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم ، الساعي بشكل حثيث، إلى محو خيبة أمل عام 2010 بعد الخروج المذل من التصفيات المزدوجة المؤهلة لمونديال جنوب إفريقيا وكأس الأمم الإفريقية بأنغولا سنة 2010 ، إقصائيات الكأس الإفريقية المقررة سنة 2012 في كل من غينيا الإستوائية والغابون، بمواجهة منتخب إفريقيا الوسطى مساء يوم السبت المقبل بملعب المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط ( العاشرة ليلا ) . وتشكل هذه المباراة محكا حقيقيا لقياس مدى جاهزية العناصر الوطنية ومدى قدرتها على الدفاع عن حظوظ "أسود الأطلس" في بلوغ نهائيات العرس الإفريقي الذي شاركوا فيه 13 مرة كانت آخرها سنة 2008 بغانا مع تتويجهم بلقب قاري واحد عام 1976 في إثيوبيا لكنهم خرجوا من تصفيات عن الدورة الأخيرة بطريقة مهينة. وتمني الأوساط الكروية المغربية النفس بأن تمحو مجموعة "غريتس ( الغائب) - كوبيرلي ( الحاضر)"رواسب الانتكاسات الأخيرة ورد الإعتبار للكرة المغربية واسترجاع بريقها على الصعيدين الإفريقي والدولي وبالتالي المصالحة مع الجمهور. ولن يكون أمام العناصر الوطنية من خيار خلال هذا اللقاء إلا الفوز وبحصة مريحة لتصدر المجموعة واستعادة الثقة في النفس لإجراء باقي اللقاءات بمعنويات مرتفعة والتوقيع على مسار مختلف عما طبع المرحلة السابقة من تواضع خاصة وأن منافس المنتخب المغربي العنيد في هذه المجموعة، المنتخب الجزائري، سيستضيف منتخب تنزانيا وعينه على ثلاث نقط الفوز وإكرام وفادة ضيفه بأكبر حصة ممكنة. وسيبذل أصدقاء العميد مروان الشماخ قصارى جهدهم للظفر بثلاث نقط الفوز، خاصة أمام فريق مجهول بالنسبة إلى الجميع ويشكل الحلقة الأضعف في المجموعة الرابعة ناهيك عن كون اتحاده يواجه مشاكل وإكراهات مالية ، على اعتبار أن الفوز وبحصة عريضة سيغنيهم عن حسابات آخر لحظة والإعتماد على أقدام الأخرين، لاسيما وأن المتصدر وحده يكسب مباشرة تذكرة المرور إلى النهائيات . فمنتخب إفريقيا الوسطى بلا تاريخ كروي وهو غالبا ما يودع المنافسات في الأدوار التمهيدية إن لم يقدم اعتذارا عاما. وأبرز إنجاز حققه هو فوزه عام 2009 بكأس مجموعة وسط إفريقيا ومع ذلك فإن مجموعة المدرب الجديد للفريق الفرنسي جول أكورسي ، المدرب السابق لفريقي نهضة سطات والدفاع الحسني الجديدي، تضم في صفوفها بعض اللاعبين المحترفين المتميزين وعلى رأسهم كيلي بوغا المحترف بنادي شارلتون الأنجليزي. ومع ذلك فلا ينبغي استصغار الفريق الخصم وهو الأمر الذي حذر منه مروان الشماخ بقوله " لاينبغي الاستهانة بالفريق المنافس والإفراط في الثقة " . وقال "الكل لا يتحدث سوى عن المنافسة بين منتخبي المغرب والجزائر للفوز ببطاقة المجموعة، لكن لا ينبغي أن يغرب عن بالنا منتخبا جمهورية إفريقيا الوسطى وتنزانيا اللذين بإمكانهما خلق مفاجئات ". بيد أن الشماخ اعترف بأن المنتخبين المغاربيين هما أقوى مرشحين للظفر ببطاقة المجموعة الرابعة معتبرا أن المواجة المباشرة بين الفريقين ذهابا وإيابا هي التي ستحدث الفارق. ولايخفي مدرب الفريق الضيف، الذي يحتل المرتبة 202 في تصنيف الإتحاد الدولي لكرة القدم ، أن مشاركة منتخب إفريقيا الوسطى في هذه التصفيات تشكل في حد ذاتها "ولادة جديدة" ، مؤكدا أن فريقه سيوظف كل طاقاته من أجل تحقيق نتيجة إيجابية بالرباط أو العودة بأقل الخسائر في أسوأ الحالات والمؤكد أن جميع مكونات الفريق الوطني يحذوها طموح مشترك للتأشير على بداية مميزة في مشوار التصفيات ، خصوصا وأن أول مباراة تكتسي أهمية بالغة في مسار كل منتخب فضلا عن أهمية استحضار عنصر النسبة الخاصة في تغليب كفة هذا المنتخب أو ذاك . وهذا ما أشار إليه عدد من لاعبي الفريق الوطني المغربي لكرة القدم ، في لقاء صحفي أمس الأربعاء بالرباط، مؤكدين أن المجموعة "جاهزة تماما" لمباراة يوم السبت وشعارها "تحقيق الانتصار ولا شيء غير الانتصار ". فالمنتخب المغربي يدرك أنه سيجري مواجهته الأولى داخل ميدانه وليس أفضل من أن يستهل مشواره بالنقط الثلاث لأن المعنويات سترتفع وتزداد الثقة وبالتالي سيعود التوازن للمجموعة للبحث عن نتائج إيجابية في باقي مشوار الإقصائيات قبل خوض مباراته القوية والحاسمة مع المنتتخب الجزائري التي ستقام ذهابا في مارس المقبل بالجزائر . وبالرجوع إلى النسخة الماضية من التصفيات المزدوجة لكأسي العالم وإفريقيا 2010، فالكل يتذكر بحسرة المسار المخيب الذي وقع عليه المنتخب المغربي ، والكبوة التي تعرض لها "أسود الأطلس" في أولى جولات التصفيات بالمجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط أمام منتخب الغابون 1-2 حيث كان لهذه الخسارة وقع سلبي على محيط المنتخب المغربي الذي توالت إخفاقاته ولم يسجل أي انتصار سواء داخل المغرب أو خارجه ، وكانت هذه الخسارة أحد الأسباب الرئيسية التي ساهمت في إقصاء "أسود الأطلس" من العرسين الإفريقي والعالمي. والأكيد أن الجولات الأولى من التصفيات يكون مفعولها قويا وهاما ومؤثرا على المسار ككل ، لذلك يجب أخذ العبرة وتفادي إعادة السيناريو ذاته أمام منتخب الغابون، عند استقبال منتخب إفريقيا الوسطى ، حيث يبقى "الانتصار بالدار"هو شعار "أسود الأطلس" في هذه المواجهة التي تبدو على الورق في المتناول. ويذكر أن تشكيلة المنتخب المغربي تضم وافدين جديدين إثنين هما المحترف المتألق في صوف نادي كاين الفرنسي يوسف العرابي الذي لم يخف اعتزازه بحمل القميص الوطني لأول مرة ومدافع الفتح الرباطي فتاح بوخريص ، فيما سيغيب عن لقاء يوم السبت لاعب الوحدة السعودي عصام الراقي ومهاجم كوين بارك رينجرز الأنجليزي عادل تاعرابت بسب الإصابة. وتجدر الإشارة إلى أن منافسات المجموعة الرابعة ستفتتح يوم غد الجمعة بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة بمباراة المنتخبين الجزائري والتنزاني.