قبل أن نسأل من الذي يأتي بالسيد علي الفاسي الفهري إلى جامعة كرة القدم معينا أو مرشحا أو مقترحا، علينا أن نسأل ما الذي يأتي به؟ أي ظروف حكمت مجيئه لجامعة كرة القدم؟ هل تتوافق شخصية الرجل مع متطلبات المرحلة؟ هل له الأهلية الفكرية ليتصدى لإكراهات منعرج حاسم توجد فيه كرة القدم الوطنية؟ وهل له ما يكفي من الصبر أولا ومن الطراوة الذهنية ثانيا لينتقل بكرة القدم الوطنية في أمد زمني مضبوط إلى مستوى أكثر احترافية من الذي توجد عليه الآن؟ يزعجني ويربكني إلى درجة القلق الذي لا أريده أن يكون مبتدأ اليأس، من أن الكثير من الزملاء يشخصون كثيرا من الإشكالات، لا يرون بتحريض من مسامير تعلقت بالمائدة منذ زمن بعيد، إلى العنصر الشخصي وكأن المكتب الجامعي قبل أن يكون فريق عمل مؤسس على قاعدة ديمقراطية قائمة على روح القانون الأساسي للجامعة، هو مجرد أشخاص يجب أن يحضروا لدواعي استراتيجية، اعتمادا على مرجعية مؤسسة على الزيف·· في طريقه إلى الجمع العام لينال بشكل ديمقراطي ثقة الأندية والعصب، حرص السيد علي الفاسي الفهري على أن يتحاور ويتناظر ويتناقش· حرص على أن يحفظ كل التضاريس ويتعمق في قراءة كل السطور المكتوبة أو المومىء إليها برموز، تصفح كل الوجوه، قارن بين كل الممكنات، ولعله اهتدى في مستوى أول إلى ما نستطيع أن نسميه المسودة الأولى لبرنامج العمل، الذي قلت في مناسبات سابقة على أنه يجب أن يتأسس على كل الأوراش التي فتحها قبله حسني بنسليمان بهاجس الهيكلة والتحديث والتأهيل· وإذا كان من الضروري أن تعبر القاعدة ليس بالمباركة أو بالتزكية، ولكن بالمشاركة والإنخراط الفعلي في برنامج علي الفاسي الفهري، كشرط أساس في استشراف الأفق القادم بكل أمل وثقة واحترافية، فإن من لزوميات تلك الضرورة أن يتسم الجميع بنكران الذات، فلا تكون أقصى الغايات ربح مقعد داخل الممكتب الجامعي، لطالما أن أساس العمل الهيكلي يجب أن يكون داخل الأندية وداخل العصب، إذ بدون أندية مهيكلة ومدارة بأسلوب مقاولاتي، وبدون عصب تدار بشكل يجعل منها جامعة مصغرة، لا يمكن للجامعة ولا للمكتب الجامعي جهازها التنفيذي أو حتى للمكتب الإستشاري جهازها التشاوري أن يفعلا إلا ما كان عليه الأمر في كثير من مراحل تاريخ كرة القدم الوطنية، عندما كانت إنجازات ظرفية ووقتية للفريق الوطني تلعب دور الشجرة التي تخفى غابة الإهتراء والهواية· صحيح أنه عند انعقاد الجمع العام للجامعة الخميس القادم ستكون هناك جزئيات قانونية وجب الحسم فيها مراعاة لصلب وروح الديمقراطية، بخاصة عندما يكون لزاما بحسب القانون أن ينوب مكتب المجموعة الوطنية للصفوة ومكتب المجموعة الوطنية للهواة عن مجموع الأندية داخل الجمع العام، وهما معا في وضعية شاذة بحكم أنهما لم يعقدا منذ زمن بعيد جمعيهما العامين، ولكن ما من شيء يمنع أن تكون محطة الجمع العام، محطة نتفق فيها جميعا على ضرورة الإستمرار في كل الأوراش المفتوحة بإسم التأهيل، مع الإقرار بضرورة أن تتغير وثيرة وأسلوب العمل، ونتفق كل في موقعه على أن يسعى إلى إضافة نوعية تهدف إلى إغناء المنظومة الجماعية· بروح خدمة كرة القدم الوطنية وبكامل نكران الذات، أرجو أن يتوجه الكل إلى الجمع العام ليجعل منه محطة جديدة يدخلها قطار كرة القدم، من دون تسفيه أو تقديح لكل المحطات السابقة·