بدا المحلل الرياضي خالد ياسين متشائما إلى حد كبير وهو «يقرأ كف» الجمع العام لجامعة كرة القدم، فقد أكد في حواره مع «المساء» أن التزامات علي الفاسي الفهري المهنية ستحيلنا على مشهد كروي مكرر، وتساءل عن موقف رؤساء الفرق الوطنية من هذا الإنزال، مشيرا إلى وجود خلل في المنظومة الكروية يجعل الوقائع تتكرر بشخوص متنوعة، وطالب ياسين المجتمعين باتخاذ قرار شجاع يسجله التاريخ. - ما هي السيناريوهات المحتملة للجمع العام للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم؟ < أولا البلاغ الصادر عن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم كان غامضا، لأنه لم يحدد طبيعة الجمع، هل هو عادي أم استثنائي، وسكوت البلاغ مقصود لأن الكثير من اللغط قد لف الموضوع، سيما في ظل ترشيح علي الفاسي الفهري واعتباره مرشحا مسندا من السدة الملكية، في الحقيقة هذا جمع استثنائي أريد له أن يكون استثنائيا في كل شيء، ابتداء من تاريخه لأنه لم يحترم الموعد المحدد في قوانين اللعبة، أي قبل بداية الموسم الرياضي، وأيضا المرشح الوحيد علي الفهري الذي يفتقد بدوره للشرعية، لكن كل الجموع العامة للجامعة في المحطات الثلاث الماضية أخطأت موعدها دون أن يتحرك أحد للتنبيه إلى هذا الخلل. - معنى هذا أن حالة الاستثناء تبيح اللجوء إلى حل استثنائي؟ < إذا افترضنا أن الجمع العام الذي سيعقد اليوم الخميس هو جمع استثنائي، فإن هذا الأمر لا يعني أن الباب سيكون مفتوحا أمام كل شخص، فالسؤال المطروح الآن هو: هل المرشح الوحيد علي الفاسي الفهري تتوفر فيه شروط رئاسة جامعة كرة القدم؟ وهل رؤساء الأندية الذين سيحضرون الجمع سيتوفرون على الشجاعة الكافية لقول الحقيقة ومواجهة علي الفهري بالرفض مادام لا يتوفر على شرط الترشيح؟ أم أن الأندية وممثليها سيدفنون رؤوسهم كالعادة في الرمل ويباركون الوافد الجديد كما باركوا أسلافه. - هل تعتقد أن ممثلي الفرق الوطنية والعصب سيحضرون من أجل مباركة المشروع الجديد؟ < الخطير في الأمر أننا نتحدث عن مفهوم المباركة والتزكية والمرشح الوحيد، ومرشح الدوائر العليا ونحن نعيش القرن 21، لقد انتهت صلاحية هذه المفاهيم، وإلا سنتناقض مع مفاهيم تتداولها الألسن من قبيل الحكامة الجيدة ودولة الحق والقانون، انتهى زمن التصويت المطلق بنسبة 99.99 في المائة وولى عهد المرشح الغير العادي. في فرنسا فاز ميتران مرة بنسبة 51 في المائة وكان الجميع يعتقد أنه سيكتسح الساحة، أعتقد أن طريقة إسناد المسؤولية للفاسي الفهري ستسيء إليه أكثر مما تلمع صورته، شخصيا لو كنت مكانه لاعتذرت عن المهمة، ولو كنت مكان المسؤولين لقمت بتأثيث الفضاء بشيء من الديمقراطية، أي بفتح المجال أمام المرشحين الذين تتوفر فيهم شروط الترشيح، احتراما للعبة الديمقراطية حتى ولو لم يتوفر المرشحون على أي حظ، لأننا في امتحان كبير أمام المنتظم الدولي لأن تعيين رئيس جامعة هو مهزلة حقيقية. - لكن حل الجامعة يبقى في حد ذاته قرارا جريئا؟ < حل الجامعة لا يأتي عبر قرار من جهات مستترة، الحل يتم حسب القوانين من طرف الوزارة الوصية على الشأن الكروي، في سنة 1979 قرر وزير الشبيبة والرياضة حل المكتب الجامعي الذي كان يرأسه الكولونيل بلمجدوب، عقب خسارة المنتخب المغربي أمام نظيره الجزائري يوم تاسع دجنبر الأسود بخمسة أهداف لواحد، أيضا بعد نكبة مونديال 1994، رغم أن القرار كان في الحقيقة قرار الملك الراحل الحسن الثاني، لأن الجامعة مجرد جهاز يشرف على البطولة والمنتخبات وتطبيق قوانين اللعبة، للأسف الجامعة تدوس على القانون وتنصب نفسها وصية عليه، لو كنت مكان الزاكي لأشركت خمسة لاعبين أجانب أو أكثر في مباريات الدوري الوطني، لأن الجامعة التي ستلزمني بتطبيق القانون غير قانونية. - القانون لم يحترم في تراتبية الجموع العامة أيضا أليس كذلك؟ < القانون فوق الجميع، علينا إذا كانت لدينا إرادة حقيقية للتغيير، أن نبدأ بعقد الجموع العامة للعصب وللمجموعة الوطنية للهواة ثم المجموعة الوطنية للصفوة، بعد ذلك يتم عقد الجمع العام للجامعة في إطار الشرعية، لو كنت مكان الفاسي الفهري لما قبلت هذا الإنزال، لأنه أشبه بعملية سطو على جهاز مسؤول عن تدبير الشأن الكروي، ويعد واجهة للمغرب أمام بقية دول العالم، ثم إنني أتساءل عن موقف الاتحاد الدولي من هذه التخريجة، أكيد أنه لن يقبل بهذه الوصفة. - علي الفاسي الفهري يتحمل مسؤوليات عديدة. هل سنعيش مرة أخرى مسألة التفويض؟ < الجنرال حسني بن سليمان حمل ولازال يتحمل مسؤوليات أمنية كبرى، فأمن البلد من أولى الأولويات، الرجل كانت له التزامات عديدة ووجوده في مكتبه بالجامعة أمر نادر، رغم نواياه الطيبة إلا أنه لم يكن متفرغا للكرة، وما حدث مع بنسليمان قد يتكرر بصيغة أخرى مع علي الفاسي الفهري، لأنه يرأس مؤسستين حيويتين هما المكتب الوطني للكهرباء والمكتب الوطني للماء الصالح للشرب، وهذا ما سيحيلنا على مشهد مكرر مما عشناه في عهد الجنرال حيث كان يفوض اختصاصات عديدة لأشخاص آخرين وبالتالي سيصبح التغيير مجرد استبدال رئيس بآخر، لقد أسندت لعلي الفهري مسؤولية رئاسة المكتب الوطني للكهرباء في ظرف دقيق تزامن مع أزمة الطاقة العالمية، وهو اليوم يشرف على ملف الكرة بكل تعفناته، مما يجعله في وضع صعب يدفعه إلى تفويض الاختصاصات. - يرأس جامعة ألعاب القوى أحيزون رئيس مؤسسة اتصال كبرى واليوم تسند شؤون الكرة للفهري كيف ترى هذا التوجه؟ < كرة القدم هي نبض الشارع المغربي، وعلينا أن نتساءل كم عدد الساعات التي سيخصصها الرئيس القادم للكرة، صعب جدا أن ترأس جامعة كرة القدم وأنت من خارج المنظومة الكروية، ستواجه عالما غريبا يتطلب وقتا كبيرا لسبر أغواره، أحيزون اكتشف عالم ألعاب القوى بعد مدة، وأنا لا أنتقص من قيمة الأشخاص ولكنني أغار على الرياضة في بلدي.