الفوز على إفريقيا الوسطى بداية للمصالحة إستفدنا من درس الغابون ولن نكرر نفس الأخطاء أحاول أن أتخلص من تبعات التوقيف حتتى لا تتأثر معنوياتي تلقى يوسف حجي صفعة موجعة مع بداية الموسم بعدما أوقفه الإتحاد الفرنسي لكرة القدم في 12 مباراة بعد السلوك الذي بدر منه تجاه أحد حكام البطولة الفرنسية خلال إحدى مواجهات فريقه نانسي. وتعد هذه العقوبة القاسية في حق لاعب عودنا على الحضور الدائم بالبطولة الفرنسية. ورغم هذا الغياب عن المنافسة فإن يوسف حجي يركز اهتمامه حاليا على المنتخب المغربي كأحد العناصر الأساسية، بدليل أنه تألق في المواجهة الودية الأخيرة أمام غينيا الإستوائية، حيث سجل هدفين هو الرهان الذي يحمله في المواجهة المقبلة أمام إفريقيا الوسطى، إذ يؤكد أن الفوز ضرورة ملحة في هذه المباراة، كما تطرق إلى العقوبة التي صدرت في حقه، وكذا تداعياتها على مستواه وكذا نفسيته. المنتخب: يعود المنتخب المغربي إلى الأجواء التنافسية الإفريقية بعد غياب طويل، هل ترى أنكم جاهزون لهذه المرحلة؟ يوسف حجي: نحن مرغمون لنستعد لهذه المرحلة من المنافسة، صحيح أننا غبنا عن المنافسات الإفريقية، لكن ذلك لا يعني أننا غير مستعدين للرهان الإفريقي، فاللاعبون لهم تجارب في المسابقات الإفريقية، ومثل هذه الأجواء ليست غريبة عليهم، علما أن التصفيات الإفريقية جاءت في الوقت المناسب حيث انطلاقة جل البطولات وانتهاء اللاعبين من فترة الإستعدادات الهامة. المنتخب: ستعاودون أيضا اللقاء بالجمهور المغربي في أول لقاء رسمي بعد طول غياب.. يوسف حجي: نتذكر دائما الجمهور المغربي بكل سنده ودعمه لنا، فعلا سنعاود اللقاء به مجددا في هذه المواجهة الرسمية، وكعادته نعتقد أنه سيكون حاضرا وفق ما عودنا عليه في جل المباريات، ولأن المواجهة تكتسي أهمية خاصة فإن المطلوب إيجاد المساندة المرجوة منه باعتبار أننا بحاجة لدفئه مثلما عودنا. المنتخب: لكن هذا الجمهور غاضب جراء ما سجله المنتخب المغربي في الفترة الأخيرة من نتائج سلبية؟ يوسف حجي: من حق الجمهور المغربي أن يبدي أسفه واستياءه من النتائج التي سجلناها في المباريات الأخيرة، شيء عادي أن يكون رد فعله بالشكل الدي كان عليه وينتقدنا، لكننا اليوم نحن نستعد لدخول صفحة جديدة بعد أن طوينا صفحة الماضي بكل سلبياتها، فكما أكدت أننا اليوم بحاجة إلى دعم الجمهور أكثر من السابق. المنتخب: نعرف أن الدعم يأتي من النتائج الإيجابية والجمهور مرتبط أكثر بالإنتصارات؟ يوسف حجي: هذا صحيح، نعرف أن الإنتصارات تلطف الأجواء وترفع من المعنويات، وأكثر ما أغضب جمهورنا هي النتائج السلبية، لذلك فجل اللاعبين يرفعون اليوم شعار الفوز ودخول المرحلة الجديدة بروح أخرى، والأكيد أن البداية ستكون من مواجهتنا لمنتخب إفريقيا الوسطى التي نتمنى أن يكون فيها الجمهور حاضرا ويساندنا بقوة. المنتخب: الجمهور في هذه المباراة ومن دون شك لن يرضيه غير الفوز في هذه المواجهة.. يوسف حجي: بل لن يرضينا نحن كذلك، سندخل المواجهة من أجل الفوز لا غير، نعرف أن للإنتصار إيجابيات سواء على صعيد مصالحتنا مع الجماهير أو لإستعادة الثقة لجميع المكونات، الفوز سيمنحنا جرعات من الثقة، والكل متعطش للإنتصار خاصة الجماهير التي نعرف أنها تنتظر منا الفوز، لذلك أعتبر أن الفوز سيكون أفضل هدية له بعد انتظار طويل. المنتخب: الفوز يبقى مهما حتى على صعيد وضعية المنتخب داخل المجموعة؟ يوسف حجي: هذا لا نقاش فيه، نحن مطالبون بالفوز ومعانقة النقاط الثلاث، يبقى شيء مهم أن نستهل مشوارنا بانتصار، حيث ستكون هذه النقاط الثلاث حافزا أمامنا لتحقيق المزيد من الإنتصارات، فغير الفوز لا قدر الله من شأنه أن يعيدنا إلى دائرة الشك والقلق وهو ما نحاول أن نتفاداه في هذه المواجهة. المنتخب: يبدو أنكم إستفدتم من درس مباراة الغابون التي خسرتموها في أولى جولات التصفيات المزدوجة لكأسي العالم وأمم إفريقيا.. يوسف حجي: يهمنا أكثر الفوز في هذه المواجهة، فعندما نعود إلى مواجهة الغابون التي خسرناها سيتأكد التداعيات السلبية التي أفرزتها الخسارة، بدليل النتائج التي تلتها وكان من الصعب علينا أن نخرج من نفقها، لذلك أتمنى أن نحقق الفوز في هذه المباراة. المنتخب: هل سيكون للغياب الطويل عن المنافسة تأثير على مستواكم التقني؟ يوسف حجي: لا أعتقد، لأن جميع اللاعبين أكدوا جاهزيتهم مع انطلاق المباراة وأبدوا حماسا شديدا مع أنديتهم، فمن خلال المعسكر الذي أقمناه إستعدادا لمواجهة غينيا الإستوائية الودية أبدى كل اللاعبين جاهزيتهم ولم نشعر بأدنى صعوبة في العودة إلى الأجواء خاصة أن أغلب اللاعبين يعرفون بعضهم البعض لذلك لم نجد ما قد يعرقل عودتنا إلى أجواء المنافسة داخل المنتخب المغربي.. المنتخب: على ذكر اللاعبين، أصبحت من العناصر المجربة بالمنتخب الوطني، أي مسؤولية تجد نفسك تتحملها؟ يوسف حجي: مسؤولية اللاعبين القدامى تبقى أكبر، إذ عليهم أن يكونوا قدوة ونبراسا للاعبين الشباب سواء داخل الملعب أو خارجه، اللاعب الشاب يبقى بحاجة إلى السند والدعم والتوجيه، وهذه من الأمور التي عشناها في بداية مشوارنا بعرين الأسود، لذلك أتمنى أن أكون في حجم المسؤولية. المنتخب: تعيش حاليا أوقاتا عصيبة للتوقيف الذي طالك، حيث ستغيب عن فريقك نانسي لمدة 12 مباراة؟ يوسف حجي: مع الأسف أغيب مكرها عن المنافسة بداعي التوقيف الذي طالني، شيء صعب أن يغيب اللاعب عن فريقه خاصة أن الأمر لا يتعلق بالإصابة ولكن بعقوبة الإيقاف، لأن اللاعب في هذه الفترة يكون جاهزا للمنافسة ومتحمس للعب، لكن الإيقاف مع الأسف يقف أمامه ويحرمه من دخول أجواء المنافسة. المنتخب: كيف تقبلت عقوبة الإيقاف خاصة أنها جاءت مع بداية البطولة؟ يوسف حجي: كأي لاعب أتمنى أن أشارك دائما وأكون في أجواء المنافسة، طبعا العقوبة لم أتقبلها، حيث أعتبرها جد قاسية ومجانبة للصواب، مع الأسف أن هذه العقوبة تزامنت مع بداية البطولة.. على أي فريقي ما زال يعمل على التخفيف من قساوة العقوبة. المنتخب: أي خطوات يتبع فريقك من أجل التخفيف من العقوبة؟ يوسف حجي: بعد رفض الإتحاد الفرنسي لكرة القدم قرار الإستئناف وتشبت بعقوبة الإيقاف، ولما لجأنا إلى اللجنة الأولمبية التي خفضت من مدة العقوبة إلى 6 مباريات بقي على الإتحاد الفرنسي أن يؤكد هذا التخفيض (الإتحاد الفرنسي مؤخرا أبقى على العقوبة) كل ما أتمناه هو أن يتم التخفيض من هذه العقوبة التي كما أكدت تبقى برأيي جد قاسية. المنتخب: هل تعتقد أن الإتحاد الفرنسي ظلمك بقرار التوقيف لمدة 12 مباراة؟ يوسف حجي: لو تعلق الأمر بالتوقيف لست مباريات ما كنت لأستأنف هذه العقوبة، حيث كنت سأتلقى القرار بصدر رحب لأني وقتها سأقول أني أستحق فعلا هذه العقوبة، لكن أن يتم إيقافي فهذا أعتبره ظلما، وأي لاعب من دون تأكيد لن يرضى بهذا، لذلك وجدتني أطرق جميع الأبواب للإستفادة من ظروف التخفيف. المنتخب: هل أنت نادم على سلوكك تجاه الحكم؟ يوسف حجي: بالطبع، لم يكن من حقي أن أحتج بالطريقة التي احتجت بها على الحكم.. ليس من طبعي أن أتجاوز الخطوط الحمراء ومشواري الكروي يشفع لي ذلك، على أي اللاعب وطيلة مساره يستفيد من أخطائه، لكني أعود وأقول أني لا أستحق هذه العقوبة. المنتخب: ألم تخش أن يتأثر مستواك بفعل هذا الغياب؟ يوسف حجي: أحاول جاهدا أن أتأقلم مع الأجواء خاصة في التداريب، وذلك بالتركيز أكثر على التداريب، كما أستغل المباريات التي نجريها داخل الفريق وكذا مباريات المنتخب المغربي، حيث شاركت في مباراة غينيا الإستوائية و سأشارك في أخرى أمام منتخب إفريقيا الوسطى، ما سيعطيني حافزا للإبقاء على أجواء المنافسة. المنتخب: لكن ما أعرفه أن الإحتكاك والمنافسة يبقيان بأهمية قصوى بالنسبة للاعب؟ يوسف حجي: هذا صحيح أن المباريات تبقى مقياسا هاما ليحافظ اللاعب على مستواه.. أنا مضطر لأبقى بعيدا عن المنافسة، فكما أكدت أن التركيز يبقى مهما وكذلك التداريب القاسية، كل ما أتمناه أن أعود سريعا إلى أجواء المنافسة، وأن يؤكد الإتحاد الفرنسي التخفيض الذي أقرت به اللجنة الأولمبية الفرنسية. المنتخب: الهدفان اللذان سجلتهما أمام غينيا الإستوائية قد يرفعان من معنوياتك في ظل ابتعادك عن المنافسة مع نانسي؟ يوسف حجي: كانت خطوة مهمة أن أسجل هدفين مع المنتخب المغربي، كنت في الواقع بحاجة لأظهر بذات المستوى كتأكيد على جاهزيتي رغم إبتعادي عن المنافسة مع نانسي في البطولة الفرنسية، كما أكدت أن المهم هو التركيز أكثر والإستعداد الجيد وعدم الإستسلام، لأن ذلك من شأنه أن يؤثر على المستوى.. سأواصل المثابرة والتداريب بكل جدية إلى حين عودتي إلى الملاعب. المنتخب: هل ننتظر من يوسف حجي حضورا متألقا أمام إفريقيا الوسطى على غرار مباراة غينيا الإستوائية؟ يوسف حجي: ما أتمناه هو أن أظهر بنفس المستوى وأقدم الصورة التي ينتظرني بها الجمهور المغربي، لكن أكثر ما يهمني هو أن يحقق المنتخب المغربي الفوز وننتزع النقاط الثلاث التي ستجعلنا نستهل التصفيات الإفريقية بفوز ثمين. المنتخب: كيف تتوقع مباراة إفريقيا الوسطى؟ يوسف حجي: أتوقعها مباراة صعبة كباقي المباريات الإفريقية، حيث تعودنا في الفترة الأخيرة على تقارب المستوى بين جل المنتخبات الإفريقية، بدليل أن المنتخبات الإفريقية القوية باتت تجد صعوبات كبيرة لتحقيق الإنتصار، لذلك يجب إتخاذ كافة الإحتياطات لعدم السقوط في مفاجأة غير سارة. حاوره: