مطلوب دفاع يقال في الكرة أن أحسن طريقة للهجوم هي الدفاع، وفي الحرب أيضا، إن لم تكن محصنا لنفسك ومنطقتك ومسيجا لخطك الدفاعي بأحدث الوسائل التكنولوجية في الحرب والسلاح، فسيأكلك الخصم بسهولة بالغة، ويغزوك بالذهاء حتى ولو كنت تتوفر على هجوم فتاك.. وتبدو هذه الصورة المجازية مطابقة على المنتخب المغربي لكرة القدم الذي تتهاوى في أضلاعه الثلاثة إعاقة شبه شاملة في خط الدفاع.. وكنت غير ما مرة قد استشهدت بعناوين الأسماء والمسميات التي أفضتها ضرورة الثغرات الموجودة كثقب في الأدوار الرباعية من دون عنوان خلف ينتظر وعده الكبير، كما أكدت في أكثر من تحليل وانتقاد شامل لرؤى واختيارات المدربين على أن منتخب المغرب لا يملك دفاعا ولم يعد يملك ذلك في المنتوج الوطني للبطولة حتى ولو كانت الأرقام الثقيلة للأندية المغربية في دفاعها لا تفضي بتسمية نجم بكل مواصفات القتالية في القامة واللياقة والذكاء وردع المهاجمين وغيرها من المواصفات الذهائية والتكتيكية في سياق كرة اليوم، ولكنها تفضي بأسماء عادية كثير منها مر دوليا ولم يصنع لنفسه إسما بالمنتخب سوى بالأخطاء القاتلة.. قلت أيضا بالأرقام أن 16 فريقا بالدرجة الأولى يملكون جميعا ثنائية الأدوار والخلف والجوكر في خط دفاع أو وسط أو هجوم.. وكل خط به رجال مزدوجو الدور وانتظار الفرصة الملائمة لإصابة لاعب ما في دور ما.. وقلت أيضا أن خط دفاع أي فريق يملك في الأصل ثمانية مدافعين بالثنائية المعروفة، ليصل مجموع مدافعي 16 ناديا إلى 128 مدافعا من دون أن تجد المعايير الملائمة لمدافع متكامل في السن والخبرة والموهبة واللياقة والذكاء وغيرها من المواصفات المطلوبة من عيارات نيبت والبياز والبويحياوي والمرحوم ليمان وموح واللمريس وخليفة وغيرهم كثير وكثير.. قلت أيضا أن اللاعبين لا يجتهدون في الخطوط الدفاعية للأندية بالمغرب، ولا يفكرون بقدراتهم الإحترافية مثلما تفاعل معها نيبت مع الديبور، والحضريوي مع بنفيكا وصابر مع لشبونة ونابل، والقرقوري مع باري سان جيرمان وتشارلتون والطاهر لخلج مع بنفيكا.. أي أن هذه الخطوة التي مثلها هؤلاء في الإحتراف لعبت دورها في تقوية هذا الخط من دون احتساب المدافعين المحترفين كنمط جديد في معادلة قلب الرؤوس على عقب عندما تحول منتخب المغرب إلى منتخب محترف في غياب شبه شامل للاعبي المنتوج الوطني.. والعيب في كل هذا ينبع من التسيب الغريب في أنموذج وتصور النادي لمواقعه الثلاثية الأبعاد، لكن في غياب دفاع بأسماء ثقيلة حتى في ميزان سوق الإنتقالات الفارغ مثلما تعاملت معه الوداد في أكثر من مرة بحثا عن مدافع جديد كخلف لهشام اللويسي، لكنها لم تجد ذلك وأعادت اللويسي بخبرته وسنه إلى دائرة الضوء. بالمنتخب الوطني، لا يحق لنا جميعا أن نعاتب أي محترف في خط الدفاع لأن الأجود هو ما حضر في شخص عبد السلام وادو وميكاييل بصير ووليد الركراكي والمهدي بنعطية وكل هؤلاء قدموا ولازالوا يقدمون أقوى حضور بالإحترافية مثلما هو عليها الآن المهدي بنعطية وبصير كعنصرين لا محيد عنهما في غياب خلف جاهز وقت الضرورة.. واليوم أيضا تطل أسماء جديدة قلت عنها بصريح البحث والمتابعة أنها ستنسي المغرب مأساة غياب المدافعين في البطولة الوطنية، لكنها حاضرة في الإحتراف، وقلت أيضا أن عبد الحميد الكوثري (20 عاما) هو جوكر الدفاع في وسطه ويساره مع مونبوليي، وأحمد القنطاري مدافع بريست هو كاسر المتوسط وتناساه المدربون منذ عهد هنري ميشيل قبل كأس إفريقيا 2008، ويونس قابول مدافع طوطنهام الأوسط، ونعيم أعراب الذي يلعب حاليا بخط دفاع شارلوروا، وعبد الله كونكو المدافع بنادي إشبيلية الإسباني، وياسين المتوكل بذات الدور بنادي مودرويل السكوتلاندي، ورضا عطاسي مدافع تولوز الأيسر، ما يعني أن هذه الأسماء لها وزنها وقدرتها على حمل القميص الوطني، وستغنينا بعض الشيء والوقت معا عن كل الشكوك رغم أن منتخب المغرب يملك هجوما نفاثا مع نقطة نظام جديدة موضوعة في خط الإرتداد والبناء معا.. ولو عرف طاقم المنتخب المغرب بكل أجناسه كيف يدبر هذه الأسماء الوازنة بمقاييس الإختيار عبر كل المواقع، أكيد أن الدفاع سيكون مدفعا حصينا لكل المطاردين.. لكن بميزان وقراءة ما ستحمله أندية المغرب في غضون السنين القادمة لمنتوج جديد مؤهل للإحتراف أصلا.