هي الخسارة القاسية التي نزلت مثل قطعة ثلج على الجمهور المغربي الذي ما كان ينتظر هذا التعثر المفاجئ بعقر الدار، لكن الخسارة في الواقع لم تكن مفاجئة قياسا مع معطيات المباراة والطريقة التي لعب بها المنتخب المغربي، حيث جعلت المنتخب الغابوني كان الأفضل على مستوى حضور الشخصية وكذا الجانب التكتيكي، ما يؤكد أن آلان جيريس كان ذكيا وقرأ الخصم جيدا، فيما فشل لومير في القراءة الجيدة للفهود وتأكد أنه جهل عنه الشيء الكثير· إجتهاد جيريس مدرب المنتخب الغابوني تابع بشكل جيد جديد المنتخب المغربي على مستوى لاعبيه وخطته ونقاط ضعفه وقوته، ما جعله يستحضر الأسلحة الفتاكة لكسر شوكة الأسود·· في الطرف الآخر لم يقرأ لومير الخصم جيدا ولا تابع أخباره، والأكيد أن لومير قد تابع شريط الفوز الساحق الذي سجلناه على الغابون بسداسية نظيفة وعلى ضوئها حكم على الفهود ولم يكلف نفسه عناء التنقل إلى فرنسا لمتابعة آخر مباراة ودية له أمام غينيا والتي انتهت بالتعادل (33)· فوضى وتموضع خاطئ ظهر المنتخب الغابوني أكثر تنظيما وانضباطا داخل رقعة الملعب وبدا واضحا أن الأسلوب التكتيكي الذي راهن عليه آلان جيريس كان ناجعا إلى أبعد الحدود، حيث عرف ما كان يريد من خلال التموضع الجيد للاعبين، من الدفاع إلى الوسط ثم الهجوم، ناهيك عن المرتدات الهجومية التي أربكت لاعبي الوسط والدفاع، وخلقت جملة من الثغرات، والأكيد أن التنظيم الجيد كان وراء تفوق الفهود، بينما ظهرت أعراض الفوضى على أداء تلاميذة روجي لومير، دربكة في الهجوم وتداخل في الأدوار وأخطاء في التمرير، كلها صور أكدت أن الإنسجام غاب عن اللاعبين، على أن الوسط والدفاع أيضا عرف تصدعات على مستوى التموضع والإنتشار وكذا البناء، وخاصة التواصل بين جل اللاعبين بدليل الهدفين المسجلين· الروح القتالية تأكد من خلال أداء المنتخب الغابوني أن اللاعب جيريس شحن بطارية لاعبيه وأعدهم جيدا على المستوى النفسي، وأظهرت تصريحات اللاعبين أنهم استعدوا جيدا وسيخوضون المباراة دون مركب نقص، وهو ما تجلى أكثر على رقعة الملعب من خلال العرض الذي قدموا والطريقة التي لعبوا بها، فبغض النظر عن الجانب التكتيكي فإن الحماس وروح القتالية والعزيمة و الإرادة والتفاني في الدفاع عن قميص الفريق، كلها سمات ميزت الفهود ورجحت كفتهم، فيما غابت تلك الروح الجماعية عند لاعبي المنتخب المغربي باستثناء بعض اللاعبين الذين أبانوا على الحس الوطني، والأكيد أن روجي لومير يتحمل القسط الأوفر لإعداد اللاعبين في هذا المستوى وشحنهم·· فحب القميص غالبا ما يكون سلاحا آخر للنجاح·