جميل جدا أن تطبع الوداد صاحبة اللقب على بداية صاروخية بطعم الإحترام لأفضل الخصوم الإفريقية واللاتينية والعربية لقياس قدراتها المتكاملة والتعامل مع الخصوم باحتكاك كبير.. وجميل جدا أن يختار الوداد أسطولا كبيرا من اللاعبين لقياس المراحل القارية والوطنية بقراءة كل مضامين المباريات والإصابات وغير ذلك.. لكن ما هو منتظر تفعيل هذه الرؤى على أرض البداية في وقت قريب جدا.. وعد بالألقاب إن كان رئيس الوداد البيضاوي قد ضرب موعدا جديدا مع حصاد الألقاب في جمع المؤانسة والتوافق لمدة ساعة كاملة صودق خلالها على التقريرين الأدبي والمالي مع انتخاب الرئيس مجددا لولاية أخرى خلال الجمع العام للوداد المنعقد الإثنين الماضي، فهو يدرك طبيعة التاريخ الأحمر وقدرة الفريق على تطويع المرحلة القادمة بكثير من القناعات المفروض فيها أن تكون مستوحاة من الإنجازات القوية في مجال التسويق والإستشهار وجلب أكبر الشركات، لإضافة مداخيل جديدة على إنجاز الرقم العام للموسم الماضي، وقوة هذا الإنجاز الإستشهاري هو ما يعطي قوة ورافعة للنادي البطل، بحكم بحث كل الشركاء والمتعاقدين عن اسم النادي والماركة المسجلة في البطولة كاختيار مقبول.. والوداد هي من هذه الطينة التي راكمها اليوم عبد الإله أكرم بولاية أخرى عززت مساره وحضوره كرئيس بطل نال اللقب في عز الإختلاف والمشاكل الجزئية، والوداد هي من هذه الطينة التي احتضنت اللقب بصعوبة كبيرة في انتظار جديد المرحلة.. وانتظارات أخرى للدفاع عن ذات اللقب. وما قاله أكرم في الجمع العام بعد نهايته، أن الوداد فازت باللقب بوازع الإختلاف في الرأي، والإختلاف ساعد على تصحيح بعض الأخطاء، وستضرب الوداد موعدا جديدا مع حصاد الألقاب، ليس جديدا على الرجل لأنه آمن خلال الموسم الماضي بإنجازات الفريق في عز مشاكل طفت على السطح، وآمن بالعمل الإحترافي الذي قاده الفريق الودادي أيضا باجتهاده وطريقة عمله وانتداباته وحتى نتائجه.. لكنه اليوم يؤمن بوجود طفرة جديدة فيما هو تقني وبشري داخل المجموعة لاحتواء الوضع المستقبلي بدون قلاقل وزوابع وفتن تطرح عادة في الكواليس. شجرة مثمرة وإن كانت الوداد اليوم تدخل بقوة الرائد والبطل في الكأس والبطولة، فهي التي كرست منطوق الإستثناء بانتدابات جديدة وقوية في مختلف المراكز الدفاعية والوسطية والهجومية، مع أن الدفاع يظل المشكلة الأساسية في اختيار الوجه الكبير أو الثنائي البارز في متوسط الدفاع داخل البطولة الوطنية، لكن في مجمل التصورات التي قام باختيارها الوداد... هي إيجابية من طينة الهجوم (ياجور، وجيفرسون والكونغولي أونداما) ولمساسي وعودة المنقاري وتجديد عقد أيت لعريف في البناء الهجومي مع امتياز انتداب ابراهيم المعروفي المحترف سابقا بالإنتير وماتسريخت الهولندي، فضلا عن انتدابات إضافية من المولودية الوجدية في خط الدفاع إلياس مداح ولخضر اليتيم دون تناسي وجوه أخرى انضافت إلى القائمة أمثال زكرياء الهاشمي ومحمد بلبودالي.. وهذه الترسانة البشرية إلى جانب الأسماء المعروفة التي ساهمت في إنجاز البطولة خلال العام الماضي ستطرح أمام المدرب البرازيلي إشكالات اختيارية صعبة بالنظر إلى التوهج العام للوداد في الوسط والهجوم معا، إذا أضفنا إليهما معا عيارات أجدو وسكوما وزيدون ولبهيج وكوليبالي ومكوكو وليس مويتيس.. لكن في منظورنا الخاص، يبقى هذا الجيش العرمرم من الأسماء المعروفة والجديدة موزونا في خانة البحث عن الفريق المتكامل في توحده وتناغمه الشامل عبر كل الخطوط.. وهذه الشجرة المثمرة كما قلت تستوجب رؤيا فنية ثاقبة للمدرب سانطوس أولا في التقرب من اللاعبين الجدد كفاكهة موزونة في المعادلات التكتيكية، وثانيا في توحد هذا التكامل مع القدامى في حمولته الفكرية وثقافته التكتيكية وقراءاته الخاصة لجميع الأحداث التي يسدخلها الوداد في أكثر من موقع، وثالثا في استبعاد كل المشاكل والفتن التي من شأنها أن تمس بالفريق مثلما هو مطروح دائما في تصور معطيات النتائج السلبية، وفي كل الأحوال، لدى المدرب دوس سانطوس أكثر من وجه دفاع ووسطي وهجومي لقياس قدرات التشكيلة النموذجية مثلما تفاعل بها في دوري أفريكا كاب بداية في انتظار جديد الأحداث المقبلة سواء في كأس العرش أو البطولة أو عصبة أبطال إفريقيا، كما تفاعل بها أيضا في اللقاء الأول الذي فاز به على شبيبة القبائل الجزائري بهدف لواحد وقعه الوافد الكونغولي أونداما، كما ختم بعد دوري أفريكا كاب، لقاءاته التحضيرية بتعادل سلبي أمام المنتخب الأولمبي، لكن بامتياز تجريب العناصر التي لم تكن لديها حظ المشاركة في اللقاءات السابقة. دوري أبها بعين الحقيقة وسيكون على الوداد الذي رحل أمس الأحد إلى السعودية، أن يظهر بالوجه الآخر في دوري أبها الدولي بمشاركة أندية ثقيلة على الصعيد اللاتيني والأوروبي والخليجي والإفريقي كطبق راهن من خلاله المنظمون السعوديون إثراء الدوري بأداء كروي عالمي لمختلف المدارس القارية.. وسيكون على الوداد مواجهة كل من سانطوس البرازيلي الأربعاء المقبل، والهلال السعودي، على أن يواجه في اللقاء الثاني (يوم الجمعة المقبل) نادي الهلال السعودي الذي يدربه إريك غيرتس المدرب الجديد لمنتخب المغرب لمعرفة المتأهل الرسمي لنصف النهائي إسوة بالمجموعة الأولى التي ستضم كلا من بولون الإيطالي والشباب السعودي وأفريكا سبور الإيفواري، ما يعني أن الوداد لو تأهل إلى نصف النهائي سيواجه الفائز الأول في مجموعة بولون والشباب السعودي وأفريكا سبور، ولن يختلف اختيار المدرب دوس سانطوس في تشكيله العام عن النموذج الذي اختاره في المباريات السابقة باعتماده على الحارس فكروش كأساسي خلفا لنادر لمياغري الذي تحول اليوم حارس للجيش الملكي، وخالد السقاط كمدافع أيسر وبركات وبنكجان في متوسط الدفاع والزايدي كظهير أيمن، والمعروفي والهلالي وأوزيدون في وسط الإرتداد، ولبهيج وأجدو وسكوما في البناء الهجومي، وجيفروسن وأونداما في الهجوم، مع إقحام الوجوه التي اعتمدها دوس سانطوس في اللقاءات السابقة (جويعة ومعاوي كاحتياطيين)، لكن هذه التوليفة قد تعرف متغيرات جديدة في دوري أبها بالنظر إلى قوة الدوري وقيمة سانطوس البرازيلي كعملة كروية بارزة في الساحة البرازيلية، وقد يعرف التشكيل الودادي قياس قدرات أيت لعريف والمنقاري ولمساسي وباسكال إلى جانب النموذج البشري الذي تقدم به المدرب سانطوس في دوري أفريكا كاب بدرجة عالية من التنافسية للاعبين باللقاءات والحمولة البدنية مقارنة مع عودة واستعادة أكثر من لاعب بحاجة إلى رفع درجة الطاقة البدنية (لمساسي، المنقاري، أيت لعريف). مويتس.. مشكلة هل ستجد الحل؟ فيما اعتذر باسكال أنغان عن فعله السابق بعدم التحاقه بالفريق في وقت مبكر، وأصبح اليوم ضمن اللائحة النهائية للفريق الودادي، فيما لا زال ملف الهداف ليس مويتيس غامضا لحد الآن بحكم استبعاده من لائحة دوري أبها السعودي، وملف هذا اللاعب كما يروج في الكواليس أنه يطالب بأوراقه ورحيله من مؤدى ما تلقاه من عروض أوروبية، كما أن الضرورة لا تستوجب هذا الفعل المتهور للاعب، مع أن المشكلة الأولى انبثقت من اللاعب الذي جاء متأخرا عن التداريب بشكل لم يقبله المدرب، وآثر استبعاده إلى حين حل المشكلة، وهذه الأمور كما قلت في البداية من أمثال المشاكل والفتن المطروحة هي التي تربك مسار النادي في أي لحظة، لكنها في واقع الأمر، مشاكل مطروحة للعلاج بالليونة والود والتوافق والتراضي من كل الأطراف مادام الوداد بحاجة ماسة إلى خدمات مويتيس حتى ولو كان لديه الآن هداف جديد بقيمة أونداما وينضاف إليه موكوكو.. لكن فيما لو طغت على الأحداث ضبابية من هذا النوع، قد يكون المدرب في غنى عن مويتيس لأن لديه خطا أماميا وازنا (ياجور، أونداما، جيفرسون، موكوكو في دور البناء والقناصة). وفي كل الأحوال يعتبر الخط الودادي في تفكير العام إيجابيا بكل الدلالات التي اختار فيها أندية إفريقية (شبيبة القبائل) واتحاد دوالا، والشياطين السود للكونغو وجان دارك السينغالي لقياس قدراته الإفريقية التي سيدخل بها لاحقا إقصائيات عصبة الأبطال الإفريقية، كما اختار المشاركة في دوري أبها الدولي لقياس قدراته الثانية بوزن دولي عالي (سانطوس البرازيلي والهلال السعودي)، ويؤهله بالتالي إلى ربح مسافة كبيرة في الخبرة الإفريقية على أن يعود من دوري أبها للدخول في معارك إقصائيات كأس العرش أمام النادي القنيطري برؤى البحث عن أولى خطوة نحو لقب الكأس قبل بداية البطولة بمواجهة المغرب التطواني بأرض الأخير في أولى الجولات.. وإلى كل هذه الغايات، تكون الوداد في معترك الأحداث الحالية أفضل نادي مغربي يتهيأ بموازين دولية على أعلى درجة من الإحترافية في اختيار الدوريات الملائمة لقدرات المجموعة.