طالب بإبعاد المهرجين وألح على انتدابين إضافيين أعطى البرازيلي دوس سانطوس إشارات الصرامة التي ستشكل مرجعا في تعامله القادم مع عناصر الفريق في معسكرهم بمدينة الزهور بالمحمدية، وبالشكل الذي عاقب به باسكال البنيني ومويتيس الكونغولي يكون ربان الوداد الجديد قد أطلق ناقوس الخطر للبقية. المتعة لا تعني التهريج إعتقد الكثيرون أن انتداب مدرب للوداد محسوب على المدرسة البرازيلية المصدرة للمتعة والأداء الجميل، سيحرض العناصر الودادية على الخروج عن نص الإنضباط والصرامة التي قال البعض أن الإطار السابق الزاكي بادو غالى في إعمالها وبالغ أحيانا في تطبيقها. الزاكي الذي وضع إطارا صارمًا دقيقًا وإلزاميًا للجميع، الخارج عنه معرض لأقسى العقوبات ومن يطبقه حالفه الحظ في الظهور المنتظم برحيله، أيقن العارفون والقريبون جدا من بيت القلعة الحمراء على أن ذلك سيشكل بداية لمرحلة مختلفة تمامًا، باعتبار أن تواجد عدد كبير من اللاعبين الذين يعتدون بالنجومية سيجمعهم حتما في ترك الحابل على الغارب، وقد يزيد من متاعب إعادة الأمور لنصابها.. وبالفعل ومع ثاني حصة رسمية بحضور المدرب دوس سانطوس ستلوح إشارات الفوضى التي تعامل مع الربان البرازيلي بحزم ورباطة جأش شديدتين، من خلال إبعاده لباسكال على إثر تعنيفه للشاب الواعد بركات وإلحاق مويتيس به نتيجة لسلوك وصف بالأرعن للمهاجم الكونكولي الذي تعاطف دون سبب مع اللاعب البنيني.. المتعة البرازيلية لا تعني إطلاقا التسيب وهذا ما كان. الأرمادة حاضرة والتخوفات قائمة تفاءل جمهور الوداد بالطريقة التي دشن من خلالها عبد الإله أكرم موسمه وهو ينتدب العيارات الثقيلة لصفوف فريقه وعلى رأسها البرازيلي جيفرسون الذي يرشحه البعض ليتوج بلقب الهداف للبطولة انسجاما مع أدائه وتطور مستواه الملحوظ، المعروفي الظهير الأيمن واللاعب الذي يجيد لعب دوره في خط الوسط أيضا، ياجور المهاجم الذي تألق في كأس العالم 2005، ببلودالي الشاب الواعد والمراني المؤمل منه سد ثغرة الرحيل الوشيك للويسي، قبل أن يأتي القرار الصارم برفض نادر المياغري، مصطفى بيضوضان وفوزي عبد الغني، تمديد مقامهم رفقة الفارس الأحمر لموسم إضافي، وهو الثالوث الذي أسهم بأدائه في رفع الوداد للصف الأول الذي توجه بطلا للمغرب.. أرمادة لم تكتمل ولم يكتب لها أن تصل للدرجة الحالمة التي توخاها الجمهور الأحمر، ومع ذلك فإن الأجواء بمدينة المحمدية تقول بأن الجميع واع ويقدر المسؤولية الملقاة على عاتقهم، بغض النظر عن السلوك الأرعن للاعبين الإفريقيين (مويتيس وباسكال) والذي تم تطويقه في حينه. الدفاع معضلة، فهل من حل؟ إن كان الوداد قد نجح في البصم على موسم متميز جعله يتوج بطلاً بإستحقاق مطلق، فإن غياب التوازن بين خطي الهجوم الذي اعتبر الأقوى والأكثر فاعلية وكان نقطة واضحة، والدفاع الذي شكل نقطة ضعف واضحة وبارزة دقت أكثر من ناقوس للخطر. فشل (اللويسي الذي أصبح السن يأخذ مأخذه منه، بركات ، بنكجان وحتى مراد الرافعي) في إعطاء ضمانات الأمان الكافية لجماهير الوداد، وكان التطلع لتعاقدات إيجابية ومقنعة في هذا السياق هو الوارد، قبل أن يفاجئ أكرم الجميع ويركز تعاقداته إما على صعيد جبهة الهجوم أو الرواقين مع استثناء وحيد هم التعاقد مع المدافع الماصاوي المراني الذي تحصل على بطاقتين حمراوين الموسم الماضي وغاب لدواعي تأديبية في عدد كبير من المباريات عن المغرب الفاسي.. وبرحيل الحارس نادر المياغري زادت المخاوف بشأن خط الظهر سيما وأن البطل مقبل على طاحونة تصفيات العصبة الإفريقية الموسم القادم. سانطوس يلح وأكرم يجيب تلقائيا لا يمكن إغفال إشارة ولا موقف المدرب البرازيلي دوس سانطوس من اللاعبين (باسكال ومويتيس) حتى في حال صفح عنهما لأنه بهذا الشكل يكون قد وضع في اعتباره خروج اللاعبين معا من حساباته وهو ما دفعه بعد معاينة ترسانة البطل والإطلاع على تقارير أخرى موازية إلى المطالبة بتعزيزات إضافية قد تهم لاعبا في مركز الإرتكاز الدفاعي ومهاجما من عيار ثقيل يشكل قطعة منسجمة مع المهاجم جيفرسون وبنفس ثقل وفاعلية بيضوضان. عبد الإله أكرم من جانبه وبعد أن استحال عليه ضمان إستمرار فوزي عبد الغني باشر مفاوضات سرية مع عناصر أخرى وازنة (مهاجم إفريقي) يلحق بفابريس أونداما ومهاجم المنتخب الوطني بنجلون إضافة للاعب العليوي.. ويأتي هذا لسد فراغ رحيل رباعي وازن (لمياغري بيضوضان برابح وعبد الغني) حتى لا يتكرر نفس السيناريو الذي حدث الموسم الماضي بعد ذهاب (عدوة، البرازي، منقاري ورفيق) وما تطلبه ذلك من جهد ووقت من أجل صياغة تركيبة متناغمة و متجانسة، فهل يزاوج سانطوس بين السلاسة البرازيلية والصرامة من أجل ضبط الأمور؟ منعم بلمقدم