مغرب 2026 إن قال عيسى حياتو أن مونديال 2026 هو أقوى رهانات القارة الإفريقية في مقامها الثاني بعد الطلعة الأولى لجنوب إفريقيا لعام 2010، فإن المغرب في نظره هو أقوى الدول الإفريقية الموضوعة لهذا المكسب الخالد على رأس الخريطة القارية شمالا مثلما نالتها جنوبا جنوب إفريقيا، ويعني هذا الحصر التاريخي للأفق القادم كثيرا من الدلالات لأنه كلام رجل لا يدري هل سيظل حيا إلى 2026. كما لا يدري أن جوزيف بلاتير لا يمكن أن يرث الفيفا لأربعة مونديالات قادمة، كما أن الزمن يتغير والعقول تتغير والكرة تتغير من بدايات الخشونة في اللباس والكرة والحذاء والبساط إلى جيل اليوم الذي ينعم بحرير الكرة ونعومة البساط وراحة الحذاء الذي ينافس على نفسه مع أقوى الشركات الصناعية، وإعلام وتلفزيون ويوتوب وأنترنيت وكل القريات العالمية التي يصلها الإنسان وهو داخل بيته.. هل يعي حياتو أن دفاعه عن المغرب اليوم سيكون هو منظم المونديال 2026 هو احترام مبدأ لكون المغرب تنافس على هذا الغرض أربع مرات قبل جنوب إفريقيا وقبل أن تفوز بها هي كبلد منظم لهذا العام؟ وهل يعي حياتو أن منطق بلاتير القائل بالتناوب القاري سيدوم كفكر قائم بذاته إن هو ظل لأربع مونديالات إضافية حتى لو طال عمره لما فوق 90 عاما رغم أن تحولات العصر قد تغير فكر الفيفا إلى نزعات شوفينية نحو بلدان معينة في ظل التنافسية العالمية في التجارة والإقتصاد وحتى العولمة في إطارها الرياضي الملفوف بسوق المال والأعمال؟ وهل يدرك حياتو أن تنظيم كأس العالم بالمغرب على رأس القارة، سيغير الكثير من القناعات السلبية الموضوعة اليوم بجنوب إفريقيا في جانب فضائح السرقات وانعدام الأمن وغيرها من المواجع، على اعتبار أن المغرب قوي بموقعه الجغرافي وله طقوسه وتقاليده وكرته وجمهوره العريض وتاريخه الكروي وتنميته الرائدة وحتى فصوله الموسمية الملائمة لطبيعة المونديال الصيفي وليس الشتوي والرطوبة والمباريات الملعوبة بحس كرة خفيفة مع انسياب ريح خفيفة علقت كثيرا من المباريات في فشل الخطط والفرص (بجنوب إفريقيا) كقوة بارزة في منظومة الكرة، من وحي هروب الكرة بسرعة. والتمرزير القوي وخروجها السريع في أغرب الحالات التي لم تعرفها المونديالات العالمية.. وإن كنا نؤمن بما قاله حياتو أصلا فلا يمكننا أن نهرب من ثقته لأنه دافع عن ملف المغرب، كما أن المغرب دافع على نفسه أربع مرات وحيكت أمامه مؤامرات ولم يفز بالنتيجة ولكنه فاز باحترام العالم وفاز بصورته، وبإمكانه أن يفوز بجيل ما وسنة ما ولو كانت 2026 هي المقصودة في عقل عيسى حياتو، إذ الحكم المنطقي لهذا التصور المستقبلي 2026 هو كيف سيكون المغرب حاضرا بنفسه، أولا بقيمته السكانية التي قد تفوق 45 مليون نسمة في حدود 2030، وثانيا بتنميته المتسارعة في عهد الملك المفدى محمد السادس الذي لم ينم على الإطلاق منذ إعتلائه عرش المملكة وهو يبني ويشيد كل كبيرة وصغيرة، مراعيا في ذلك قدرات التنمية الشاملة في أقوى اللحظات الكبرى لمضامينها الإقتصادية والإجتماعية والإنسانية والدينية والرياضية، وثالثا بمنظور كيف ستكون الرياضة على مشارف 2026، هل تنظفت حقا من داخل الجامعات والنوادي وغيرت وجوهها المدبرة؟ وهل نجحت في مسيرة الإحتراف منذ 2011 إلى 2026؟ وهل حقق المغرب الرياضي في ظل هذه الأزمنة ألقابا ونجاحات؟ وهل ربح المغرب إقتصاده الرياضي وملاعبه العالمية وطرقه وقناطره وفنادقه و....و...؟ وهل فعلا توصل المغرب لأن يبني نفسه ولا أشك في ذلك على الإطلاق، لأن مسيرة التنمية الشاملة متواصلة على إيقاع البلدان المنظمة لكأس العالم بأفضل الوسائل التكنولوجية، وربما قد يكون في الزمن المقبل غرائب وعجائب لأحدث العلوم الإنسانية قد تساعد المغرب على انتفاعه كبلد منظم للحدث، ما يعني أن المونديال بالمغرب لعام 2026 هو حدث كوني يجب أن يهيأ له من الآن بكثير من المواصفات الإيجابية، لا المؤلمة والصادمة لفياضانات الأمطار ومشاكل المدن العتيقة منها والحضرية (نفايات ومزابل) وغياب حضارة الخضرة والنظافة وعقلية الضمير المغربي وغيرها من المواصفات التي تتهيأ لها مدينة ما كما تهيء نفسها لعرس مهرجان واحتفال كبير تطوقه كثير من الخطط الإستراتيجية في أمنها وسياحتها واقتصادها وفنادقها، ما يعني أن مونديال 2026 هو حلقة كونية لتنمية مضاعفة من كل القطاعات الوزارية وليس من رجل واحد وملك واحد يظل واقفا (الله يحفظه) في تدبير المغرب الشامل بالمشارريع الكبرى منها والصغرى لخريطة وجغرافية المغرب، ما يعني أن المونديال هو تدبير مرحلة، منتوج مغربي أقدر على تنظيمه، وأقدر على تهييء خلف بإمكانه صناعة مجد جميل بالإحتراف الكبير. محمد فؤاد