يعرف الريحان علميا باسم Ocimum basilicum وفي بلادنا يطلق عليه اسم "الحبق"، وهو نبات يانع جميل أوراقه بسيطة ويزهر خلال شهر يونيو إلى شهر سبتمبر. أزهاره كثة على هيئة حماحم بألوان البنفسجي الزاهي والأبيض. وقد يطلق اسم الريحان على كل نبات طيب الرائحة، وقد يقصد به الرزق. ذكرت كلمة الريحان مرتين في كتاب الله تعالى. في الأولى ذكر الريحان في جملة من النعم التي أنعم الله بها على عباده في الأرض، قال الله عز وجل: "وَالاَرْضَ وَضَعَهَا للاَنَامِ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الاَكْمَامِ وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ فَبِأَيِّ ءَالاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَان" [الرحمن، 8-11]. وفي الثانية يصف الذكر الحكيم ما أعد الله لعباده المخلصين بعد الموت "فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيم" [الواقعة، 86-92]. الريحان من النباتات التي كان المصطفى صلوات الله عليه وسلامه يحب عطرها فقد ورد في صحيح مسلم -عن النبي صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "من عرض عليه ريحان فلا يرده؛ فإنه خفيف المحمل، طيب الرائحة" وفي سنن ابن ماجة، من حديث أسامة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال داعيا قومه ورافعا الهمم لتصريف الأنفاس في طاعة الله للظفر بنعيم الجنة: "ألا مشمِّرٌ للجنة؛ فإن الجنة لا خطر لها. هي –ورب الكعبة-: نور يتلألأ، وريحانة تهتز، وقصر مشيد، ونهر مطرد، وتمرة نضيجة، وزوجة حسناء جميلة، وحلل كثيرة، ومقام في أبد في دار سليمة؛ وفاكهة وخُضرة، وحَبْرَة ونعمة، في محلة عالية بهية. قالوا: نعم يا رسول الله؛ نحن المشمرون لها. قال. قولوا إن شاء الله تعالى. فقال القوم: إن شاء الله". عرف الريحان منذ القدم حيث كان ذا قيمة ثمينة في عهد الحضارة اليونانية، وقد قيل عنه في الطب العربي القديم: إن شمه ينفع في الصداع، وهو يجلب النوم، وبذره حابس للإسهال الصفراوي، ومسكن للمغص، ومقو للقلب.. يستعمل الريحان في الطب الحديث لمعالجة سوء الهضم؛ لأنه يعد من المنبهات الهاضمة، ويستخدم لتنشيط الشهية وعلاج تطبل البطن. أما في الطب الصيني فيستعمل لمشاكل الكلي وتقرحات اللثة، أما الطب الهندي فيستعمله في علاج آلام الأذن والمفاصل والأمراض الجلدية وغسل الجروح التي تأخر شفاؤها والملاريا.. كما يستخدم هذا النبات العجيب في تصنيع الخل والخردل وتعليب الخضر، وكما هو معروف فهو تابل جيد في السلطات وإعداد الحساء. يستعمل زيته الطيار في تحضير العطور والمشروبات. المراجع 1. ابن قيم الجوزية، الطب النبوي، دار الفكر، بيروت، 751ه. 2. عبد المنعم فهيم الهادي، دينا محسن بركة، عالم النبات في القرآن، دار الفكر العربي، القاهرة، الطبعة الأولى، 1998. 3. عبد الباسط محمد سيد، عبد التواب عبد الله حسين، الموسوعة الأم للعلاج بالأعشاب والنباتات الطبية، دار ألفا، الطبعة الأولى، 2004. 4. جابر بن سالم موسى القحطاني، موسوعة جابر لطب الأعشاب، العبيكان، الرياض، الطبعة الأولى، 2008.