1- موارد الصفة وصفت الحياة الدنيا ب "الزينة" في القرآن الكريم في موضع واحد، في سورة الحديد المَدنيَّة قال تعالى: "اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي اِلاَمْوَالِ وَالاَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ اَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الاَخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا اَلْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ" [سورة الحديد، الآية: 20]. وقد وردت مادة: "زين" في القرآن الكريم على النحو التالي: زينة: ذكرت منكرة في خمسة[1] مواضع، وذكرت معرفة بالإضافة في ثلاثة عشر موضعا[2]، وذكرت معرفة بالألف واللام في موضع واحد[3]؛ التزيين: ذكر ستا وعشرين مرة بصيغة الفعل[4]، منسوبا إلى الله وإلى الشيطان وإلى الفاعل المجهول؛ التزين: ذكر مرة واحدة[5] بصيغة الفعل، منسوبا إلى الأرض. وقد نسب الله تعالى التزيين في مواضع إلى نفسه، وفي مواضع إلى الشيطان، وفي مواضع ذكره غير مسمى فاعله، فما نسبه إلى نفسه قوله في الإيمان: "وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُم" [سورة الحجرات، جزء من الآية: 7]. وفي الكفر: "إِنَّ الَّذِينَ لَا يُومِنُونَ بِالاَخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ" [سورة النمل، الآية: 4]. ومما نسبه إلى الشيطان قوله تعالى: "وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لكم" [سورة الاَنفال، جزء من الآية: 48]. ومما لم يسم فاعله قوله تعالى: "زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا" [سورة البقرة، جزء من الآية: 212]. وقد أضيفت الزينة إلى الله: "قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ" [سورة الاَعراف، جزء من الآية: 32]. وإلى الحياة الدنيا: "وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ اَلْحَيَاةِ الدُّنْيَا" [سورة الكهف، جزء من الآية: 28]. وإلى الضمير العائد على الرجل "فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ" [سورة القصص، جزء من الآية: 79]. وإلى الضمير العائد على النساء "وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا" [سورة النور، جزء من الآية: 31]. وإلى الكواكب: "إِنَّا زَيَّنَّا اَلسَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَة اِلْكَوَاكِبِ" [سورة الصافات، الآية: 6]. وأضيف إليها: "يوم" في قوله تعالى: "قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَن يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى" [سورة طه، الآية: 59]. 2- الزينة في اللغة والاصطلاح القرآني الزينة: اسم جامع لكل شيء يتزين به[6]. والزينة ظاهرة وباطنة، فالظاهرة تدرك بالسمع وبالنظر الحسي والعقلي، فأما ما يدرك بالسمع فقوله: "زينوا القرآن بأصواتكم"، وأما ما يدرك بالنظر الحسي فقوله تعالى: "فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِه" [سورة القصص، جزء من الآية: 79]. وقوله تعالى: "حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الاَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ" [سورة يونس، جزء من الآية: 24]. إشارة إلى زينة الأرض وهو إخراج نباتها، وأما ما يدرك بالنظر العقلي فقوله تعالى: "إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَة الْكَوَاكِبِ" [سورة الصافات، الآية: 6]. وقوله تعالى: "وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاء بُرُوجاً وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ" [سورة الحجر، الآية: 16]. فإشارة إلى الزينة التي تدرك بالبصر التي يعرفها الخاصة والعامة، وإلى الزينة المعقولة التي يختص بمعرفتها الخاصة وذلك أحكامها وسيرها. والباطنة نفسية محلها القلب، ومنه قوله تعالى: "وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الاِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ" [سورة الحجرات، جزء من الآية: 7]. الزينة الحقيقية: ما لا يشين الإنسان في شيء من أحواله لا في الدنيا ولا في الآخرة، فأما ما يزينه في حالة دون حالة فهو من وجه شين[7]. والزينة بالقول المجمل ثلاث: "زينة نفسية كالعلم، والاعتقادات الحسنة، وزينة بدنية، كالقوة وطول القامة، وزينة خارجية كالمال والجاه[8]. ----------------------------------------------- 1. وذلك في الآيات: يونس: 88، النحل: 8، الكهف: 7- 8- 46. 2. وذلك في الآيات: الاَعراف: 32، طه: 87، النور: 60، الصافات: 6، الحديد: 20، الاَعراف:31، القصص: 79، هود: 15، القصص: 60، الاَحزاب: 28، النور:31- 31- 31. 3. وذلك في الآية: 59، من سورة طه. 4. وذلك في الآيات: الاَنعام: 23- 137، الاَنفال: 48، النحل: 63، النمل: 24، العنكبوت: 38، الاَنعام: 108، النمل: 4، الصافات: 6- 12، الملك: 5، الحجر: 16، ق: 6، الحجرات: 7، فصلت: 25، الحجر: 39، البقرة: 212، اَل عمران: 14، الاَنعام: 122، التوبة: 37، يونس: 12، الرعد: 33، فاطر: 8، غافر: 37، محمد: 14، الفتح: 12. 5. وذلك في الآية: 24، من سورة يونس. 6. لسان العرب مادة: زين. 7. المفردات: مادة: زين. 8. المفردات: مادة: زين.