بسم الله الرحمن الرحيم "أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالاََرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ اََفَلَا يُوْمِنُونَ" [سورة الاَنبياء، الآية: 21]. سَدُّ بدا بَيْنَ المدائن والقرى رمز النماء ومنهل العطشان يمتد كالبحر المحيط مهابة طولا وعرضا.. باسط الشطآن إن كان في أرض الكِنانة قد بدا هَرَمٌ يناجي السد في أسوان فهنا السدود العاليات تكاثرت وغَدَتْ تَبُزُّ حضارة الرومان وهنا بسد الوحدة انتعش الحمى -طُرًا- وعَمَّ النفع كل مكان ****** الماء سر وجودنا ونمائنا لولاه لم يكُ للحيا من شان أحيا به الله الخلائق كلها وروى الثرى من بحره الرباني وكذاك يحيي الأرض بعد مواتها ويزين الأغراس بالألوان فتغرد الأطيار فوق غصونها لتراقص الأزهار في البستان إن الفلاحة في السدود فلاحها تنمو وتوتي أُكْلَهَا بأوان قل للذين تجاهلوا خيراتها إن الفلاحة مبعث اطمئنان ****** يا نهر "ورغة" قف تجد سدا بدا كَالطَّوْدِ يزهو شامخ البنيان يا جارة الوادي وساكن حوضه لَكُمَا الهنا ولسائر الخلان هذا أوان رخائكم فاستبشروا بجنى الحقول ودوحها الريان يا أرض أجداديَ اسعدي وتهلَّلي بخصوبة ونضارة وجنان يهديك سد الوحدة النعم التي شَرُفَتْ على الياقوت والمرجان خزَّاننا فاق السدود حقينة وصبيبه كالموج في الهيجان فبلادنا نَشوى بوفرة مائها ستعيش في رغد الحيا وأمان كتبت هذه القصيدة بمناسبة تدشين سد الوحدة يوم 20 مارس 1997 م من طرف جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه.