نماذج من الإعجاز العلمي في القرآن الكريم: المجموعة الشمسية: قال تعالى : (والشمس تجري لمستقر لها . ذلك تقدير العزيز العليم. والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم لا الشمس ينبغي أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار، وكل في فلك يسبحون) (1) فالعلم لم يكتشف أنّ الشمس تجري في اتجاه معين، وأنّ المجموعة الشمسية كلها تتحرك، وأنّ الأرض كروية كما أشارت إلى ذلك هذه الآيات إلاّ حديثا. 2 تمدّد الكون: وقال تعالى: (والسماء بنيناها بأييد وإنا لموسعون) (2). اكتشف العلماء أنّ الكون يتمدّد ويتسع من خلال رصدهم للمجرات والأجرام السماوية 3) السماء كانت دخانا: وقال تعالى: (ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعاً أو كرهاً قالتا أتينا طائعين فقضاهنّ سبع سماوات في يوميْن وأوحى في كل سماء أمرها وزيّنا السماء الدنيا بمصابيحَ وحفظا. ذلك تقدير العزيز العليم) (3) يقول العالم الفلكي جيمس جينز: «الراجح أنّ مادّة الكون بدأت غازاً منتشرا خلال الفضاء بانتظام، وأنّ السدائم خلقت من تكاثف هذا الغاز» وكذلك قال الدكتور جامو: «إنّ الكون كان مملوءاً بغاز موزّع توزيعا منتظما. ومن هذا الغاز حدثت عمليات التحول النووي في مختلف العناصر». 4) الضغط الجوّي: وقال تعالى: «فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام . ومن يُرد أن يُضله يجعل صدره ضيّقا حرجا كأنما يصعّد في السماء» (4) بعد أن طار الإنسان وحلق على ارتفاعات شاهقة، تبيّن له أنّ الصّعود قدما في الجوّ يصحبه حتما ضيق الصدر حتى يصل المرء إلى حالة الاختناق. 5) علم طبقات الأرض: وقال تعالى: (أو لم يرَ الذين كفروا أنّ السماواتِ والأرض كانتا رتقا ففتقناهما. وجعلنا من الماء كل شيء حي. أفلا يؤمنون) (5). أثبت العلم حديثا أنّ الأرض والشمس ومختلف الكواكب والأجرام، إنما كانت سديماً في الفضاء، وأنّ الأرض انفصلت عن هذا السديم. ومن الأدلة على ذلك أنّ نفس العناصر التي تتكون منها الأرض هي نفسها التي تتكون منها الشمس. 6) كروية الأرض: وقال تعالى: (يكوّر الليل على النّهار ويكوّر النّهار على الليل) (6) حيث إنّ التكوير لايتم عادة إلاّ حول جسم كروي. 7) تلقيح الرّياح للنبات: وقال تعالى: (وأرسلنا الرّياح لواقِحَ فأنزلنا من السماء ماءً فأسقينا كموه وما أنتم له بخازنين) (7) أكد العلم الحديث أنّ الرّياح لواقح النبات وقرر أنّ الرياح تلقح السحب التي يتم بها نزول الماء من السماء. 8) البرزخ بين البحار: وقال تعالى: (مرَجَ البحْرين يلتقيان بينهما برزخ لايبغيان، فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان) (8) وقال عز وجل: (وهو الذي مرج البحرين هذا عذبٌ فراتٌ وهذا ملح أجاج وجعل بينهما برزخا وحجراً محجوراً) (9) من عجائب قدرة الله أنه جعل ماء النهر لايؤثر في ماء البحر فيغير ملوحته كما لايؤثر ماء البحر في ماء النّهر. 9) أنواع من الأمواج: وقال تعالى: (أو كظلمات في بحر لجّي يغشاه موجٌ من فوقه موجٌ من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها، ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور) (10) أشارت هذه الآية الكريمة إلى ما اكتشفه العلم حديثا من وجود ثلاثة أنواع من الأمواج سطحية وتنشأ بدفع الرياح والأمواج. أمواج المد والجزر نتيجة لجاذبية القمر. أمواج تحدث في الأعماق السحيقة من المحيطات. وهي أمواج عاتية بالغة السرعة. * نماذج من الإعجاز العلمي في السنة النّبوية 1) الختان: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الفطرة خمس: الختان، والاستحداد، وقص الشارب، وتقليم الأظافر، ونتف الإبط» (11) كَشفَ العلم الحديث أنّ عدم الختان بالنسبة للذكور له مضاعفات منها: أن الإفرازات قد تتجمع خلف القلفة مما يؤدّي إلى الالتهابات المزمنة في الحشفة وإلى تكوين أنسجة ليفية من شأنها أن تؤدّي إلى ضيق فتحة البول، مما قد يؤدّي بالتالي إلى احتباسه (12)ومن ناحية أخرى فقد وجد أن سرطان القضيب من أسبابه عدم الختان. 2) - مرض الكلب: وقال صلى الله عليه وسلم: «إذا شرب الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبعا» (13) وفي رواية أخرى: «ثم ليغسله سبع مرات إحداهن بالتراب» (14) وقررت الأبحاث العلمية أن الكلب ينقل إلى الإنسان كثيراً من الأمراض، منها الجرب، ومنها داء الكلب وهو داء خطير. وقد أظهرت هذه الأبحاث مدى خطورة لعاب الكلب الذي يؤدي إلى هلاك الإنسان. 3) الوقاية من الأمراض: قال صلى الله عليه وسلم: «غطوا الإناء وأوكئوا السقاء، فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء، لا يمر بإناء ليس عليه غطاء، أو سقاء ليس عليه وكاء إلا نزل فيه من ذلك الوباء» (15). «لقد أثبت الطب الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم هو الواضع الأول لقواعد حفظ الصحة بالاحتراز من عدوى الأوبئة والأمراض المعدية. فقد تبين «أن الأمراض المعدية تسري في مواسم معينة من السنة، بل إن بعضها يظهر كل عدد معين من السنوات، وحسب نظام دقيق لا يعرف تعليله حتى الآن... من أمثلة ذلك: أن الحصبة، وشلل الأطفال، تكثر في سبتمبر وأكتوبر، والتيفود يكثر في الصيف.. أما الكوليرا فإنها تأخذ دورة كل سبع سنوات ... والجدري كل سبع سنين» (16). 4) - لكل داء دواء: وقال صلى الله عليه وسلم: «ما أنزل الله من داء، إلا أنزل له شفاء» (17). وتؤكد الكشوف العلمية يوما بعد يوم الوصول إلى علاج أمراض استعصى شفاؤها. زمنا طويلا، ولايزال البحث الطبي جارياً. وهكذا يتحقق ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم. 5) - حديث الذباب: وقال صلى الله عليه وسلم: «إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه (كله) ثم لينتزعه، فإن في إحدى جناحيه داء، وفي الأخرى شفاء» (18). فقد أثبتت التجارب العلمية الحديثة أن هناك خاصية في أحد جناحي الذباب، هي أنه يحول البكتيريا إلى ناحيته. وعلى هذا ، فإذا سقط الذباب في شراب أو طعام وألقى الجراثيم العالقة بأطرافه في ذلك الشراب أو الطعام فإن أقرب مبيد لتلك الجراثيم، وأول واحد منها هو «مبيد البكتيريا» الذي يحمله الذباب في جوفه قريبا من أحد جناحيه. 6) - اللبن: وقال صلى الله عليه وسلم: «من سقاه الله لبنا، فليقل اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه، فإني لا أعلم ما يجزئ من الطعام والشراب إلا اللبن» (19). أثبت العلم الحديث أن اللبن هو الوحيد من بين الأغذية الذي يحتوي على جميع المواد الغذائية. 7) - الحبة السوداء: وقال صلى الله عليه وسلم: «عليكم بهذه الحبة السوداء ، فإن فيها شفاء من كل داء إلا السام» (20) والسام: الموت. كذلك أثبتت التجارب أن للحبة السوداء أهمية كبرى باعتبارها منشطا طبيعيا للمناعة، وتمكن أن تؤدي دوراً هاما في علاج الإيدز والسرطان وغيرهما من الأمراض التي تصاحب قصور المناعة، 8) - عسل النحل: وقال صلى الله عليه وسلم: «عليكم بالشفاءين: العسل والقرآن» (21) وقد أمكن الاستفادة من استخدام العسل علاجاً للأمراض التي تسببها العديد من الميكروبات بعد أن ثبت علمياً أن العسل به مواد تمنع هذه الميكروبات سواء كانت فطرية أو بكتيرية. 9) النطفة: وقال صلى الله عليه وسلم: «ما من كل الماء يكون الولد، وإذا أراد الله خلق شيء لم يمنعه شيء». ثبت علمياً أن جزءاً يسيراً جدا من المنيّ هو الذي يخلق الله منه الولد. فالدفقة الواحدة من المني تحمل مائتي مليون حيوان منوي أو يزيد، والذي يلقح البويضة هو حيوان منوي واحد فقط حيث إن هناك اختيارا بعد اختيار لهذه الحيوانات فلا يصل منها إلا ما أرادته المشيئة الإلهية التي جعلت كل شيء بقدر (22). هوامش (٭) نص المحاضرة التي ألقى الكاتب في إحدى الأمسيات الرمضانية التي دأبت جمعية الإمام البخاري على إحيائها. 1) سورة يس: 40/38 2) سورة الذاريات: 47 3) سورة فصلت: 12/11 4) سورة الأنعام: 125 5) سورة الأنبياء: 30 6) سورة الزمر: 5 7) سورة الحجر: 22 8) سورة الرحمان: 21/19 9) سورة الفرقان: 53 1) سورة النور: 40 11) أخرجه البخاري ومسلم. 12) الختان بين الطب والدين، م.س ببور الدمشرة: مجلة العلم والإيمان 1977 13) أخرجه البخاري ومسلم. 14) أخرجه مسلم. 15) الطب الوقائي في الإسلام، د. أحمد شوقي الفنجري. 16) الإعجاز العلمي في الإسلام، السنة النبوية، محمد كامل عبد الصمد، الدار المصرية اللبنانية، الطبعة الثانية 1413 ه 1993 م، ص 55. 17) أخرجه البخاري ومسلم. 18) أخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجة والبيهقي والحاكم. 19) متفق عليه. 20) أخرجه ابن ماجه. 21) أخرجه مسلم. 22) الإعجاز العلمي في الإسلام - السنة النبوية، مصدر سابق، ص 95.