إن موضوع العدوى والأحاديث الواردة فيه أثارت جدلا في الماضي كما لا زالت تثير شكوكا لدى العديد من الناس نتيجة لما يبدو في ظاهرها من تعارض كحديث "لا عدو ولا طيرة ولا هامة ولا صفر، وفر من المجذوم كما تفر من الأسد"[1] وحديث: "لا يعدي شيء شيئا"[2] وحديث "لا يورد ممرض على مصح"[3]. وعدة روايات أخرى وكلها أحاديث صحيحة، وليس في هذه الأحاديث النبوية الشيفة من تعارض في حقيقة الأمر لأن أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم التي صحت عنه يصدق يعضها البعض فهو صلى الله عليه وسلم: "لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى" وأحاديثه صلى الله عليه وسلم هي الحق الذي لا مرية فيه، وتتوالى الأحقاب والأزمنة فلا تزداد إلا نصاعة ووضوحا وجلاء وإعجازا. .1 الأحاديث الواردة في موضوع العدوى عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا عدوى ولا طيرة، ولا هامة، ولا صفر، وفر من المجذوم كما تفر من الأسد"[4]. قال الزهري: فحدثني رجل عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يورد ممرض على مصح". قال: "لا عدوى، ولا صفر، ولا هامة". فقال ابو هريرة: "لم أحدثكموه". قال الزهري: قال أبو أسامة: "قد حدث به، وما سمعت أبا هريرة نسي حديثا غيره".(هذا حديث متفق على صحته)[5]. وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا يعدي شيء شيئا" فقال أعرابي: "يا رسول الله إن النقبة تكون بمشفر البعير، أو بذنبه في الإبل العظيمة، فتجرب كلها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فما أجرب الأول"[6]. وعن عمرو بن بن الشريد عن أبيه قال: قدم على النبي صلى الله عليه وسلم رجل من ثقيف مجذوم ليبايعه فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "ائته فأخبره فإني قد بايعته فليرجع"[7]. وعن جابر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا عدوى، ولا طيرة، ولا غول"[8]. حديث الطاعون الذي رواه عبد الرحمان بن عوف الذي كان متغيبا في بعض حاجيته حيث قال رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه" رواه الإمام مسلم في صحيحه. يتبع في العدد المقبل.. ————————— 1. البخاري 1/132.133 في الطب باب المجذوم تعليقا، وعفان ابن مسلم الصفار، قال الحافظ: وهو من شيوخ البخاري، ولكن أكثر ما يخرج بواسطة، وهو من المعلقات التي لم يصلها في موضع آخر، وقد وصله أبو نعيم من طريق أبي داود الطيالسي وأبي قتيبة مسلم بن قتيبة، كلاهما عن سليم بن حيان شيخ عفان فيه، فالسند صحيح. 2. أخرجه الإمام أحمد في مسنده 2/327 من حديث عبد الله بن شبرمة عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن أبي هريرة وإسناده صحيح. 3. صحيح الإمام البخاري 10/205-207 في الطب باب لا هامة والإمام مسلم في صحيحه 2221 في السلام باب لا عدوى ولا طيرة. 4. صحيح الإمام البخاري 1/132-133 في الطب: باب المجذوم تعليقا، وعفان ابن مسلم الصفار، قال الحافظ: وهو من شيوخ البخاري، ولكن ما يخرج بواسطة وهو من المعلقات التي لم يصلها في موضع آخر، وقد وصله أبو نعيم من طريق أبي داود الطيالسي وأبي قتيبة مسلم بن قتيبة، كلاهما عن سليم بن حيان شيخ عفان فيه، فالسند صحيح. 5. صحيح الإمام البخاري 10/205-207 في الطب: باب لا هامة، ومسلم (2221) في السلام: باب لا عدوى ولا طيرة. 6. أخرجه الإمام أحمد 2/327 من حديث عبد الله بن شبرمة عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن أبي هريرة، وإسناده صحيح. 7. حديث صحيح أخرجه الإمام مسلم في صحيحه 2231 في السلام باب اجتناب المجذوم ونحوه. 8. حديث صحيح أخرجه الإمام مسلم في صحيحه 2222 في السلام باب لا عدوى ولا طيرة، وقد صرح أبو الزبير بالسماع في إحدى طرقه التي أخرجها مسلم.