الصدقة للميت هل لا بد أن تكون الصدقة التي تهدى للميت، من مال أحد أقاربه؟ أم يجوز أن يقدمها أحد من غير أقارب الميت؟ ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أن ثواب الصدقة عن الميت يصل إليه وينتفع به ففي صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أن سعد بن عبادة رضي الله عنه توفيت أمه وهو غائب عنها، فقال: يا رسول الله، إن أمي توفيت وأنا غائب عنها، أينفعها شيء إن تصدقت به عنها؟ قال: (نعم). قال: فإني أشهدك أن حائطي المخراف صدقة عليها. وأخرجه كذلك الترمذي في جامعه ثم قال: وبِهِ يقولُ أهلُ العِلمِ. يقُولُونَ: لَيْسَ شَيْءٌ يَصِلُ إلى المَيّتِ إلاّ الصَدَقَةُ والدُعَاءُ وقال صاحب تحفة الأحوذي في شرح جامع الترمذي: أي وصول نفعهما إلى الميت مجمع عليه لا اختلاف بين علماء أهل السنة والجماعة. وقد فهم عدد من أهل العلم وصول الثواب إلى الميت ولو صدرت الصدقة من غير الولد ففي صحيح مسلم في كتاب الزكاة باب وصول ثواب الصدقات إلى الميت. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنّ رَجُلاً قَالَ لِلنّبِيّ صلى الله عليه وسلم: إنّ أَبِي مَاتَ وَتَرَكَ مَالاً وَلَمْ يُوصِ، فَهَلْ يُكَفّرُ عَنْهُ أَنْ أَتَصَدّقَ عَنْهُ؟ قَالَ: نَعَمْ . فهذه الأحاديث وإن وردت في الصدقة من الأولاد لآبائهم، إلا أنها لا تفيد قصرها عليهم، خصوصا وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم وصول الدعاء للميت من إخوانه المؤمنين، وأن قضاء الدين عنه ينفعه من أي جهة كانت. والله أعلم. *** ضوابط اقتناء حيوانات يبلغ عمر ابني عشر سنوات، ويريد مني أن أقتني له حيوانا أليفا، فهل هناك شروط أو ضوابط لذلك؟ إذا كان هناك شروط أو أي شيء أرجو تبيانها. في الصحيحين عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم أَحْسَنَ النّاسِ خُلُقاً، وَكَانَ لِي أَخٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو عُمَيْرٍ، فَكَانَ إِذَا جَاءَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم فَرَآهُ قَالَ: أَبَا عُمَيْرٍ مَا فَعَلَ النّغَيْرُ؟. قَالَ: فَكَانَ يَلْعَبُ بِهِ. والنغير طائر صغير. والحديث صريح في الدلالة على جواز التمكن من الحيوان الأليف واللهو به. وقد استخلص النووي رحمه الله في شرحه لصحيح مسلم من الحديث جواز لعب الصبي بالعصفور وتمكين الولي إياه من ذلك. مع التذكير بأمور ثلاثة: أولها: بوجوب الرحمة به إطعاما وسقيا، ففي الحديث المتفق عليه عَنْ عَبْدِ اللّهِ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: عُذّبَتِ امْرَأَةٌ فِي هِرّةٍ سَجَنَتْهَا حَتّىَ مَاتَتْ فَدَخَلَتْ فِيهَا النّارَ. لاَ هِيَ أَطْعَمَتْهَا وَسَقَتْهَا، إذْ حَبَسَتْهَا، وَلاَ هِيَ تَرَكَتْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الاْرْضِ. ثانيها: بوجوب اللطف به وعدم تعذيبه وتعنيفه. ففي الصحيحين، أن ابن عمر رضي اللّه عنهما مرَّ بفتيان من قُريش قد نَصبوا طيراً وهم يرمونه، فقال ابن عمر: لعن اللّه من فعلَ هذا، إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: لَعَنَ اللَّهُ مَنِ اتَّخَذَ شَيْئاً فِيهِ الرُّوحُ غَرَضاً. وذلك لأن في تعذيبه إتلافا له وتفويتا لمنفعته ولذكاته إن كان مما يذكى، كما أن في ذلك قسوة القلب وجفاء الخلق. ثالثها: إذا كان الحيوان كلبا وجب التنبيه على كراهة دخوله البيت ومخالطته للبنين والبنات في غرفهم وعلى موائدهم. وذلك لما خرجه البخاري ومسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لاَ تَدْخُلُ المَلاَئِكَةُ بَيْتاً فِيهِ كَلْب"