الذين يقضون أوقاتهم في سوق الملذات والشهوات فهم يُسببون انهيار الاقتصاد، وذلك: لضعف القوى: مرض نفسي وجسمي وخلقي؛ وقلة الإنتاج: لا يخلص في عمله؛ واتخاذ الكسب غير المشروع: يريد أن يحصل على المال بأي طريقة لإشباع شهوته؛ وسيلة الربط: وهي أن يربط الولد بالعقيدة، والعبادة، وبالذكر، والقرآن الكريم، وبالتاريخ، والأمجاد وسيرة الأنبياء والصحابة والتابعين والصالحين ليكونوا قدوة له يتأسى بهم ويسير في نهجهم. وقد بين القرآن الكريم نموذجا عظيما من العفة وللتأسي والإقتداء وهو يوسف عليه السلام شاب في ريعان شبابه تدعوه إلى نفسها امرأة ذات منصب وجمال، والأبواب مغلقة والسبل ميسرة ولكنه قال " مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ" [يوسف، 23]. فهكذا يجب أن يكون شباب المسلمين يتصفون بالعفة والتسامي فهي مسكن مؤقت قبل الزواج ينفع ولا يؤذي، وليس له أثر ضار على الحياة الجنسية في المستقبل. كيف يمكن وصول الشباب إلى قمة العفة؟ الاشتغال بطلب العلم وبناء المستقبل، ويصرف كل طاقته في ذلك، ولا يضيعها في الجنس والملاهي فينعكس ذلك سلبيا على الدراسة. الاستمرار في صوم النفل، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء". ملء الفراغ بما ينفع، وإعطاء وقت للرياضة، واختيار الرفقة الصالحة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يُخَالِل". استشعار خوف الله تعالى ومعرفة حكم الشرع في الزنا فهو واضح في قوله تعالى: "وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ" [النور، 33]، هذه الدعوة القرآنية إلى العفة تربية نفسية كريمة تقوي في نفوس الشباب الإرادة، وترسخ في قلوبهم العزيمة، وتمنحهم دائما الاستقرار والطمأنينة. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن.." البخاري ومسلم. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ، وَاللَّهِ مَا مِنْ أَحَدٍ أَغْيَرَ مِنَ اللَّهِ أَنْ يَزْنِيَ عَبْدُهُ أَوْ تَزْنِيَ أَمَتُهُ، يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ، وَاللَّهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ، لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا" البخاري ومسلم. ويأمر الإسلام بممارسة النشاط الجنسي كاملا في الزواج، ويعتبر ذلك عملا يؤجر عليه الزوجان، ويأمر أن تقوم العلاقة بين الزوجين على التواد والتراحم والتشاور والمعروف، وفي ذلك ضمان للصحة النفسية للزوجين وسائر الأسرة قال تعالى: "وعاشروهن بالمعروف" [النساء، 19]. يتبع في العدد المقبل..