لقد صار معلوما عند الجميع أن التدين راسخ متجذر في تاريخ البشرية، وعادة ما يعبر عن ذلك بأن بعض الحضارات قد لا تعرف المصانع، ولكن لا توجد حضارة لا تعرف الدين والتدين ، بغض النظر عن صفة هذا الدين وصحته أو فساده . والأمر بالنسبة لمن ينطلق من الرؤية القرآنية واضح يسير ما دمنا كلنا لآدم عليه السلام. وكل ما تناسل من عقب آدم عليه السلام قد قدم القرابين والقربات ، وتقبل الله منها ما شاء ولم يتقبل منها ما شاء كما ترشد إلى ذلك الآية الكريمة :" وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ " [المائدة : 27] هذه الآية وإن كانت تشير إلى حدث في لحظة لكن مع ذلك يمكن جعلها مسارا للبشرية. دون اشتراط أن يكون ذلك بكل تفاصيلها فلا يشترط ان يكون المقدم واحدا ، ولا المصير واحدا، ولا العلاقة بين المقدمين واحدة ، اشتركوا في التقديم وتفاوتوا في التفاصيل. ● مولاي عمر بن حماد ش ومسيرة الأنبياء والرسل قبل ختمهم بالرحمة المهداة للعالمين كلهم جاؤوا لغرض ترشيد التدين وليس تأسيس التدين، ولهذا اشتركوا في الأمر بالتوحيد ، على اعتبار أن الإقرار بوجود الله ليس هو القضية، بل القضية هي توحيده سبحانه. واختلفت شرائع الأنبياء والرسل عليهم السلام باختلاف أزمنتهم وأمكنتهم وباختلاف مظاهر الفساد التي انتشرت في أزمنتهم تلك . أما الدعوة إلى التوحيد فمن أجمع الآيات فيها قوله تعالى :" وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ" (الأنبياء : 25) وهذا هو الجزء المشترك ، أما الخصوصية فكانت على المستوى التشريعي ودل عليها قوله تعالى :" لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً " (المائدة : 48) ومن بين أهم المشترك بين كل الأنبياء والرسل مجال القيم ، ولعله من أجل ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إنَّما بعثتُ لأتمِّمَ مَكارِمَ الأخلاقِ" ولهذا كانت قيم العفة والصدق والأمانة من المشترك بين جميع الأنبياء والرسل. ومن المعلوم أن القيم أرسخ في المجتمعات وأبقى ولذلك قد يتراجع أداء بعض الشعائر ومع ذلك تبقى القيم حاضرة ومؤثرة. من ترشيد العفة توسيع مجالها كثيرة هي المفاهيم التي ضاقت مساحة استعمالها وإذا ذكرت انصرفت إلى المعنى الأضيق لها . ومثال ذلك الأمانة فقد كادت تنحصر في الودائع المادية ولكن النظر إلى ان العين أمانة والأذن أمانة واليد أمانة بل والبيت أمانة والأولاد أمانة بل العمر كله أمانة ومن أجمع الآيات في الموضوع قوله تعالى:" إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً (الأحزاب : 72) ومن ذلك أيضا العفة فصارت إذا أطلقت انصرفت إلى حفظ الفرج . وهذا وإن كان أحد معاني العفة لكنه ليس المجال الوحيد الذي تدخله العفة فهي أوسع من ذلك فمع عفة الفرج ، هناك عفة اللسان وعفة العين وعفة اليد وهكذا...وهذا أحد أهم مداخل الترشيد في موضوع العفة. عفة اللسان والمقصود بعفة اللسان صونه عن كل ما لا يليق من القول مما يجمعه عادة تحت عبارة آفات اللسان. وعلى رأس ذلك أن يقطع من السب والطعن واللعن وفي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" ليسَ المؤمنُ بالطَّعَّانِ ، ولا اللَّعَّانِ ولا الفاحِشِ ، ولا البذيءِ" ومما يحسن ذكره هنا ما يحتاجه المرء في أوضاع خاصة كما في الحديث الذي ترويه عائشة رضي الله عنها قالت أن رجلاً استأذن على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فلما رآه قال: بئسَ أخو العشيرةِ، وبئسَ ابنُ العشيرةِ. فلما جلس تطلَّقَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم في وجهِه وانبسطَ إليه، فلما انطلق الرجلُ قالت عائشةُ: يا رسولَ اللهِ، حين رأيتَ الرجلَ قلتَ له كذا وكذا، ثم تطلَّقت في وجهِه وانبسطْتَ إليه؟ فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: يا عائشةُ، متى عَهِدتني فحَّاشًا، إن شرَّ الناسِ عند اللهِ منزلةً يومَ القيامةِ من تركَه الناسُ اتقاءَ شرِّه . أخرجه البخاري في الصحيح . والحديث يرشد إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقبل من الرجل أن يأتيه في الوقت الذي جاءه فيه لكنه مع ذلك انبسط إليه وهذا الذي جعل عائشة تسأل وكأنها تستفسر، فجاءها الجواب ومن خلالها لكل الأمة إن عفة اللسان هي الأصل ولو في الحالات الاستثنائية. ومن أوجه العفة التي مدحها القرآن مما يدخل تحت عفة اللسان ما يمكن تسميته بسؤال المتعففين كما في قوله تعالى:" يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً " (البقرة : 273) فذكر في أول الآية التعفف وبين آخر الآية أمارته أدب السؤال. عفة اليد ومن ذلك عفة اليد ولها أوجه عديدة ومنها ألا تمتد إلى الحرام عامة و المال العام خاصة وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك كما يتبين من خلال هذا الحديث حين استَعمَل صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رجُلًا على صدَقَةٍ ، فلما قدِم قال : هذا لكم وهذا أُهدِيَ لي ، فقام النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على المِنبَرِ فحمِد اللهَ وأثنى عليه ، ثم قال : ( ما بالُ العاملِ نَبعَثُه ، فيأتي فيقولُ : هذا لك وهذا لي ، فهلَّا جلَس في بيتِ أبيه وأمِّه فيَنظُرُ أيُهدى أم لا ؟ والذي نفسي بيدِه ، لا يأتي بشيءٍ إلا جاء به يومَ القيامةِ يَحمِلُه على رقَبَتِه : إن كان بعيرًا له رُغاءٌ ، أو بقرةً لها خُوارٌ أو شاةً تَيعَرُ ) . ثم رفَع يدَيه حتى رأينا عُفرَتَي إبْطَيه : ( ألا هل بلَّغتُ ) ثلاثًا . أخرجه البخاري في الصحيح. وهذا من أخطر الأبواب التي يختلق الناس فيها المبررات لتسويغ ما يقررون سلفا ، ولئن كان الحدث الواقع في زمانه صلى الله عليه وسلم سببا في التشريع فلا نعلم بأي وجه يبرر الناس ما يفعلون مع ما سبق . ولئن مثل النبي صلى الله عليه وسلم بالبعير والبقرة والشاة، فما بال من يطلقون أيديهم في أموال الشركات أو المؤسسات أو الوزارات الشعوب ، فماذا سيحملون فوق طهورهم وأية أصوات ستفضحهم على رؤوس الخلائق؟ عفة الفرج ومن أوجه العفة بلا شك عفة الفرج بمعنى حفظه عما لا يحل له كما في قوله تعالى:" وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (المؤمنون : 5) ومن صورها ما جاء في حديث السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله وفيهم :" ورجلٌ دعتْهُ امرأةٌ ذاتُ حُسْنٍ وجمَالٍ فقالَ إنِّي أخافُ اللهَ" وهو ما كان من يوسف عليه السلام كما في قوله تعالى:" وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (يوسف : 23) . ولئن كان هذا الوجه معلوما مشهورا، فسنختار الوجه الذي يغفل عنه الناس والذي أرشد إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أن ما لا يرضاه المرء لنفسه وجب ألا يرضاه لغيره كما في حديث أبي أمامة الباهلي أنَّ غلامًا شابًّا أتى النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم فقال : يا نبيَّ اللهِ أتأذنُ لي في الزنا ؟ فصاح الناسُ به ، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم قَرِّبوهُ , ادْنُ فدنا حتى جلس بين يديْهِ , فقال النبيُّ عليه الصلاةُ والسلامُ : أتحبُّه لأُمِّكَ فقال : لا , جعلني اللهُ فداك , قال : كذلك الناسُ لا يُحبُّونَه لِأمَّهاتِهم , أتحبُّه لابنتِك ؟ قال : لا ، جعلني اللهُ فداك قال : كذلك الناسُ لا يُحبُّونَه لبناتِهم , أتحبُّه لأختِك ؟ وزاد ابنُ عوفٍ حتى ذكر العمَّةَ والخالةَ , وهو يقولُ في كلِّ واحدٍ لا , جعلني اللهُ فداك , وهو صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يقولُ كذلك الناسُ لا يُحبُّونَه , وقالا جميعًا في حديثِهما – أعني ابنَ عوفٍ والراوي الآخرَ - : فوضع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يدَه على صدرِه وقال : اللهمَّ طهِّرْ قلبَه واغفر ذنبَه وحصِّنْ فَرْجَه فلم يكن شيءٌ أبغضَ إليه منه . فهذا الحديث من أهم مداخله تذكير المستبيح للزنا ، هل يرضاه لبنته او أمه او أخته أو أحد من قريباه ويكفي كل واقع في الزنا أن يستحضر هذا المعنى كلما حدثته نفسه بزنا أو وقع ليعلم إن احتال على ضحيته فلن يعدم غيره حيلا للتحايل على ضحايا من قرابته وإن حقق بغيته بالإكراه فلن يعدم غيره وسيلة لإكراه واحدة من قرابته. ومما وجب أن يعلم هنا أن العفة مسؤولية فردية فعفة المرأة ليست ثمرة عفة الزوج والعكس صحيح لا يصح الاستدلال هنا بما روي عن ابن عباس مرفوعا :" عفوا تعف نساؤكم" لأنه عند علماء الحديث من الموضوعات، وفيه انتقاص من أهلية المرأة ، بحيث جعلت عفتها نتيجة عفة الزوج . كما لا يصح الاستدلال هنا بقوله تعالى :" ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا" (التحريم : 10) فالخيانة المقصودة هنا خيانة في الدين لا في العرض، ويكفي في التدليل عليها الجمع بين امرأتي نوح ولوط عليهما السلام، وقد علمت مفسدة قوم لوط كما في قوله تعالى:" أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ " (الشعراء : 166-165). وعفة الفرج تطلب أولا ممن لم يتزوج كما في قوله تعالى :" وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ " (النور : 33) ولكن هذه العفة مطلوبة من المتزوجين بشكل أكبر ومن أجل ذلك شدد الشرع في عقوبة الزاني المحصن . عفة العين ولعل من الأوجه التي يحسن التذكير بها عفة العين أو ما يدخل تحت اسم غض البصر وهو مستويات منه حفظه عن الحرام وهو المأمور به في قوله تعالى :" قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا" (النور :-30 31 ) ومع دخول النساء في الآية الأولى جاء التنصيص عليهن في الآية الثانية للتأكيد ، فغض البصر مطلوب من الطرفين ، وغالبا ما يتم الإلحاح على جهة الذكور والآية نص في أن الأمر يعني الجنسين. ومن يسر الشريعة وعدلها ما روي عن علي رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لا تُتْبِعِ النَّظرَ النَّظرَ فإنَّ الأولى لك وليستْ لك الأخيرةُ" رواه أحمد في المسند. ومن عفة النظر ما روي عن عمرو بن العاص أنه قال :" وما كان أحد أحب إلي من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أجل في عيني منه . وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالا له . ولو سئلت أن أصفه ما أطقت . لأني لم أكن أملأ عيني منه ." والحديث بطوله أخرجه مسلم في الصحيح. ومن عفة النظر ما أرشد إليه صلى الله عليه وسلم من أدب الاستئذان كما في الحديث عن سهل بن سعد الساعدي قال :"اطَّلَع رجلٌ من جُحرٍ في حُجَرِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ومعَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِدرًى يَحُكُّ به رأسَه، فقال : " لو أعلَمُ أنك تنظُرُ، لطَعَنتُ به في عينِك، إنما جُعِل الاستئذانُ من أجلِ البصرِ " . أخرجه البخاري في الصحيح. وفي سياق الاستئذان جاء التوجيه النبوي الكريم إلى الموضع الذي قف فيه المستأذن بألا يكون قبالة الباب بل عليه ان يتنحى ذات اليمين او الشمال وفي الحديث :" أتى سعدُ بنُ معاذٍ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ فاستأذن عليه وهو مستقبلٌ البابَ ، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ بيدِه هكذا : يا سعد ُ! فإنما الاستئذانُ من النظرِ" خاتمة بعد هذا العرض المركز لأهم مجالات تنزيل العفة يمكن أن نقرر مطمئنين بأن العفة هي رقي بذوق الإنسان على سائر المستويات، وفي سائر المجالات . رقي باللسان فلا يقول إلا طيبا ، ورقي باليد فلا تمتد إلا إلى طيب ، ورقي بالعين وبالسمع وبغيرهما من الجوارح. وعلى قدر رقي الإنسان تصير العفة له طبعا ملازما في كل علاقاته. ونحنا إذا تأملنا العبادات وجدناها تربي في الإنسان التعفف في كل شيء ولقد جاء هذا الأمر صريحا في الصوم كما في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قالَ رسولُ اللهِ _صلى الله عليه وسلم_ :" قال اللهُ : كلُّ عملِ ابنِ آدمَ لهُ إلا الصيامَ ، فإنَّه لي وأنا أُجْزي بهِ, والصيامُ جُنَّةٌ ، وإذا كان يومُ صومِ أحدِكُم فلا يَرْفُثْ ولا يَصْخَبْ ، فإنْ سابَّه أحدٌ أو قاتَلَهُ فلْيقلْ : إنِّي امْرُؤٌ صائمٌ" الحديث ،أخرجه البخاري في الصحيح . وهذا الأمر طلب من الحاج أيضا كما في قوله تعالى :" الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ " (البقرة : 197) ومعلوم أن هذا إنما هو على سبيل التأهيل للإنسان ليلتزم ذلك في حياته كلها. والذي وقع في حياة كثير من المسلمين هو الفصل بين شعائرهم وشرائهم فيما بينهم ، فإذا دخلوا في الشعائر تعففوا وإذا انتقلوا إلى المعاملات بينهم نهجوا سبلا أخرى . وسيظل المطلوب على الدوام أن نظلل حياتنا كلها بالمعاني الراقية التي نجدها في صلاتنا وصيامنا وحجنا وأذكارنا...