لقد جلَّ فيكَ الرُزْءُ حتى كأننا وُتِرْنا بكَ الأنجالَ والمالَ والنفَر وفيكَ يجِلّ الأجرُ إذْ عظُم الأسى وعنكَ يجِلُّ الصبرُ لو هانَ مُصطَبَر وما قدرُ ما تذرو عليكَ عيونُنا سينزِفُ دمعُ العين والحزنُ ما فتَر وما فضلُ مَن يرثيكَ منا وقد بكتْ وناحتْ على فقدانكَ الآيُ والسوَر سيندبكَ المحرابُ والخمسُ ترتعي مواقيتَها والحزبُ والسنَنُ الغُرَر وتندبُكَ الألواحُ والقلمُ الذي به عمرُكَ الزاكي تصرّم وانحسر ويبكي عليكَ الشاطبي ورهطُه وحرزُ الأماني والعقيلةُ والدرر ومن حزنِه البَريُّ يُخرسُه الأسى ومن دمعه الحُصْريُّ يصبح في حَصَر وفي مَوردِ الظمآن منك مآتمٌ تعالت فلا وِردٌ إليه ولا صَدر وما حاجة الفخار للفخر إذ قضى وأُدرج في أكفانه من به افتَخَر لقد كنت قبل اليوم فيمن نعُدُّهُ إذا ذكرَ القُراء للسبْع والعشَر إلى أن فُجعنا قبل شهر بطاهرٍ وها أنت بعدَ الشهر تلحق بالأثَر وقد كانَ أهلُ السبع والعشر أمةً فأمسوا وسيف الموت فيهم قد استحر وما في الحمى مَن يُرتجى كابن ثابتٍ وعثمانَ والصديقِ للأمْر أو عُمَر تفانوا فلله الشكاية وحدَه فقد نزل المحذور واستفحل الخطَر كذا يُقبض العلمُ الشريفُ بقبض مَن مِن العلماء الراسخين به مهَر ويَنْتَثِرُ العقدُ الفريدُ فلا ترى سوى العجز والتقصير عن نظم ما انتثر يتبع في العدد المقبل..