فلما قضى الرحمن فيك قضاءَه وحُمَّ مرادُ الله فيكَ بما قدَر تغيَّرتِ الدنيا وأوحشَ حسنُها وأمسى جهادُ الأمس ذكرى من الذِّكَر فياشيخنا الغالي فقدناكَ في الحمى فقامتْ حروفُ الذكرِ تنعيك في الأثَر تذكِّرُ بالعهد العهيد وأهلِه وما كان فيه من جهادٍ ومن سمَر وتنشُدُ في تلك الرسوم معاهدا تَقادم فيها دارسُ الرَّبْع واندثَر وقدْ قُوِّضَتْ منها الخيامُ وغادر الن دامى فلا شِربٌ هنالكَ محتَضَر وصارت مغاني الأمس تنعي قطينَها وغابت معاني الأُنس في ذلك القَتَر وأصبح "بير الفيض" من بعد مجده أحاديثَ أسمارٍ وذكرى مَن اعتبَر تغَوَّرَ ماءُ العينِ بعدَكَ واغتدتْ يَباباً فلا عينٌ هُناكَ ولا أثَر "مدارس آياتٍ خلتْ من تلاوة ومنزلُ وحي من حُلى الوحي قد قفر" "كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا أنيسٌ ولم يسمُر بمكةَ مَن سمَر" وغاب عن التنزيل حامي حُماتِه وأستاذُه الحاني عليه من الغيَر