لجأت إدارة الفايسبوك إلى منع صورة المناضل حسن نصر الله من التداول في خطوة لا تنفصل عن السياسة الأمريكية ضد حركات التحرر في العالم وأنا هنا أنقل الصورة التي نشرها الأخ غاندي باطمة لكن أود أن أسطر أن جوهر الصراع في المنطقة ليس هو الصورة ، وإنما هو الصهيونية والإستراتيجية الأمريكية في ارتباطهما مع تحركات أذناب الاستعمار من الرجعية والنكوصية . في نوفمبر 1975 أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا باعتبار الصهيونية شكلا من أشكال العنصرية ، ويطالب جميع الدول بمحاربة هذه العقيدة والتثقيف حول أخطارها ، و وفي ديسمبر 1991 ألغت القرار . ماذا حصل حتى تم الإلغاء ؟ قبل 1975 كان هناك نهوض تحرري لفائدة طموح الشعوب ، بعد هذا التاريخ بدأ الانحدار ليتوج بالتحضير بتؤدة لمؤتمر مدريد الذي أنعقذ في 30 أكتوبر 1991 وفق استراتيجية أمريكا وفي تزامن مع نهوض الأصولية التي ترى أولوية تحرير كابول من السوفيات بدل القدس وقبل ذلك الزج بلبنان في حرب أهلية لمدة 15 سنة وجاءت العديد من الأحداث المخدومة من طرف أمريكا لتقلب الأوضاع لصالح الإمبريالية والصهيونية. وفي هذه الظروف وبإخراج مسرحي بين شامير وبيكر وكأن أمريكا استجابت لشروط شامير كي يحضر المؤتمر والتي كانت على الشكل التالي : – أولا: ألا يحضر الفلسطينيون في وفد مستقل، بل ضمن الوفد الأردني ثانيا: أن يحضر فقط ممثلون فلسطينيون من الأرض المحتلة ثالثا: أن يتم إلغاء قرار «الصهيونية شكل من أشكال العنصرية والتمييز العنصري» ووعده بيكر بذلك بعد انفضاض مؤتمر مدريد . في 16 ديسمبر 1991 حضر الرئيس بوش بنفسه وتقدم من منصة الجمعية العامة ليقدم مشروع القرار الجديد، الذي ينص على إلغاء القرار 3379. قال وهو يقدم مشروع القرار للتصويت: «الصهيونية ليست سياسة، بل فكرة أدت إلى قيام وطن للشعب اليهودي، هو دولة إسرائيل. إن مساواة الصهيوينة بإثم العنصرية البغيضة تشويه للتاريخ ونسيان لمعاناة اليهود خلال الحرب العالمية الثانية، وبالتأكيد خلال التاريخ بشكل عام. إن مساواة الصهيونية بالعنصرية يعني رفض وجود دولة إسرائيل، إن إلغاء ذلك القرار بدون شرط يعزز من مصداقية الأممالمتحدة ويخدم الهدف الأسمى للمنظمة الدولية وهو السلام». نجح المشروع لصالح الإلغاء 111 دولة، بينما صوت ضده 25 دولة، وامتنع عن التصويت 13 دولة، وتغيبت 15 دولة عن حضور جلسة التصويت، من بينها مصر والمغرب وتونس والبحرين والكويت وعُمان. وركبت الدول العربية مركبة أمريكا وهي فرحة بذلك تهدم عن وعي كل ما تم بنائه من قبل لذا فإن الأجيال الصاعدة في حاجة ماسة إلى معرفة الصهيونية ومخططاتها ومشاريعها وإلى معرفة التداخل الوثيق بينها وبين السياسات والاستراتيجيات الإمبريالية الاقتصادية والسياسية والعسكرية والثقافية لأن الخطر الذي تخشاه هذه الأطراف هو وعي الشعوب بوجهها القبيح وليس الموضوع هو الصورة إنها تخاف أن تعي الأجيال ما يناضل ضده حسن نصر الله والخط السياسي المناهض للصهيونية والأمبريالية إذن الجواب الحقيقي هو الكتابة عن ما يفعله حسن نصر الله وعن ماذا يقاتل ؟ يزيد البركة