صدر حديثا للباحث المغربي محمد الكوخي، كتاب بعنوان " سؤال الهوية في شمال إفريقيا، التعدد والانصهار في واقع الإنسان واللغة والثقافة والتاريخ "، عن دار إفريقيا الشرق – الدارالبيضاء. والباحث محمد الكوخي من مواليد مدينة أكادير سنة 1985، وباحث في مجالات الاقتصاد والعلوم السياسية والاجتماعية، حاصل على درجة ماجستير من جامعة فيليبس ماربورغ بألمانيا. و الكتاب هو محاولة جادة لمناقشة سؤال الهوية في منطقة شمال إفريقيا من مختلف أبعاده البشرية واللغوية والثقافية والتاريخية والسياسية، وذلك بأسلوب علمي يوظف مختلف المعارف والمناهج العلمية المتراكمة في هذا المجال سواء في الأنتروبولوجيا أو الأركيولوجيا أو اللسانيات أو التاريخ أو العلوم السياسية، لسبر أغوار هذا السؤال المعقد والشائك خصوصا في هذه الظرفية التاريخية الحساسة التي تمر بها المنطقة بعد الربيع العربي والتحولات الكبيرة التي تعرفها. و يقدم هذا الكتاب طرحا جديدا لاستيعاب سؤال الهوية باعتباره سؤالا حديثا برز بعد مجيء الإستعمار ونشوء الدولة الحديثة كأحد نتائج هذا التحول البنيوي في حياة المجتمعات المغاربية، ويحاول استشراف آفاق حلول ممكنة للمشاكل والأزمات التي اعترضت طريق مشروع الدولة الوطنية الحديثة والديمقراطية من خلال إعادة التأسيس لمفاهيم المواطنة والتعددية الثقافية وحقوق الإنسان. ويدافع هذا الكتاب عن مقولة " التعدد والانصهار" في تعريف هوية الإنسان في المنطقة ، حيث ساهمت عناصر متعددة وذات جذور متنوعة في تشكيل وصياغة هوية الإنسان في جميع مستوياتها، وفي خضم هذه العملية الطويلة التي امتدت على طول تاريخ المنطقة منذ عشرات آلاف السنين الماضية، حصل " انصهار " كامل لتلك العناصر المتعددة فيما بينها، أو ما يمكن التعبير عنه بفكرة " الوحدة في التعدد " والتي تعني انصهار المكونات الثقافية المتعددة في إطار واحد عبر سيرورة تاريخية طويلة، لتشكل وحدة واحدة متماسكة ومتينة تعبر عن هوية الإنسان في المنطقة. وبالتالي فإن أي حديث عن هوية جزئية أو خاصة، عربية كانت أو أمازيغية، هو من قبيل الخرافة التي لا أساس لها في الواقع.