بشراكة مع الأكاديميتين الجهويتين للتربية والتكوين مراكش تانسيفت الحوز ودكالة عبدة، نظمت اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بمراكش، خلال الأيام القليلة الماضية بفندق كنزي فرح بمراكش، حفل تتويج التلاميذ المتفوقين في مسابقة جائزة ناشئة الفكر الحقوقي برسم سنة 2013، والتي سبق أن تبارى عليها تلاميذ السنة الثانية باكالوريا بنيابات مراكش، الصويرة، قلعة السراغنة، الرحامنة، شيشاوة، الحوز، آسفيواليوسفية. ويندرج تنظيم هذه الجائزة في إطار مساهمة المجلس الوطني لحقوق الإنسان ولجانه الجهوية في النهوض بثقافة حقوق الإنسان وإشاعتها، وترسيخ قيم المواطنة المسؤولة. كما تأتي انسجاما مع روح التعاون القائم بين المجلس ووزارة التربية الوطنية في مجال التربية على حقوق الإنسان داخل المؤسسات التعليمية. وتروم تحسيس تلميذات وتلاميذ السنة الثانية باكالوريا بخصوص المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، وتنمية قدراتهم المعرفية في مجال الفكر الحقوقي، والتشجيع على القراءة والعناية بها كحق وسلوك وواجب في الوقت ذاته. وقد أسفرت النتائج النهائية لهذه المسابقة عن فوز التلميذة كوثر بومهدي من ثانوية الحسن الثاني بنيابة آسفي بالجائزة الأولى، في حين عادت الجائزة الثانية للتلميذة سمية سرستو من ثانوية الصخور بنيابة الرحامنة. أما الجائزة الثالثة، فكانت من نصيب التلميذة سكينة العاجي بثانوية الفقيه الكانوني بنيابة آسفي، وعادت الجائزة الرابعة إلى التلميذة سامية علاوي من ثانوية جابر بن حيان من نيابة اليوسفية، فيما تبوأ الرتبة الخامسة عبد الكبير أيت الحاج من ثانوية الأمل بنيابة الصويرة. وتميز هذا الحفل بحضور كل من السيد عبد العظيم الكروج، الوزير المنتدب لدى وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والسيد إدريس اليزمي، رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، والسيد أحمد بن الزي، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين مراكش تانسيفت الحوز والسيد محمد أبو ضمير، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين دكالة عبدة، ونواب وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بالأقاليم الثمانية التابعة لهاتين الأكاديميتين، إضافة إلى عدد من الشخصيات وأطر التربية والتكوين على صعيد الجهة. وفي كلمة بالمناسبة، أبرز السيد الوزير المنتدب لدى وزير التربية الوطنية والتكوين المهني أن هذه الجائزة تشكل إسهاما متميزا في ترسيخ ونشر ثقافة حقوق الإنسان ومبادئ المواطنة الحقة في صفوف الناشئة، مشيرا أن ما تحقق منذ سنة 2000 يعد مهما جدا سواء على مستوى المناهج والحياة المدرسية أو أنشطتها الموازية أو توفير العدة البيداغوجية أو تطوير كفاءات الأطر التربوية والإدارية، مما مكن من إدماج مرن للمقاربة الحقوقية في المنظومة التعليمية، وانفتاح المؤسسات التعليمية على منظمات المجتمع المدني العاملة في هذا المجال. ودعا السيد الكروج إلى ضرورة التعبئة الفردية والجماعية وتحمل المسؤولية، كل من موقعه، للنهوض بثقافة حقوق الإنسان وإشاعتها، وترسيخ قيم المواطنة والسلوك المدني داخل المؤسسات التعليمية، مؤكدا عزم الحكومة على مواصلة تنفيذ ما جاء في البرنامج الإستعجالي في شقه الخاص بالتربية على المواطنة وتنمية السلوك المدني، وتعزيز الحكامة الجيدة وإعمال مقاربة النوع الاجتماعي في السياسات التدبيرية والتربوية للمنظومة، ومراجعة البرامج والمناهج وتنمية قدرات الأطر التربوية. وبدوره، أشار السيد رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان إلى أن تقوية دولة الحق والقانون لن تتأتى دون تكوين الشباب في مجال حقوق الإنسان والتشبع بقيمها، مبرزا التزام المجلس ولجانه الجهوية بالعمل على جعل الشباب محورا أساسيا وإستراتيجيا في برنامج عمله، وكذا إبرام شراكات والعمل اليومي مع المنظومة التربوية، من أجل بناء وطن الحقوق المنفتح والملتزم بكونية حقوق الإنسان. وأضاف أن التجربة الرائدة للمغرب على المستوى العربي والإفريقي في مجال الإنصاف والمصالحة، قد دفعت بالعديد من الدول إلى إبداء اهتمام خاص بالاطلاع والاستفادة من التجربة المغربية في هذا المجال. وعرف هذا الحفل تقديم فقرات فنية من تنشيط أساتذة وتلاميذ بعض المؤسسات التعليمية بجهتي مراكش تانسيفت الحوز ودكالة عبدة، وعرض شريط وثائقي يحمل عنوان "اليوم أعود"، يحكي معاناة التلاميذ بالعالم القروي، وما يتكبدونه من صعاب في سبيل الوصول إلى المؤسسة التعليمية. كما كان تنظيم هذه الجائزة مناسبة لتوزيع وتعميم كتاب طبع ضمن إصدارات المجلس الوطني لحقوق الإنسان، بعنوان "في التأسيس الفلسفي لحقوق الإنسان" تضمن نصوصا مختارة، أعدها وترجمها الأساتذة محمد سبيلا، عبد السلام بنعبد العالي ومصطفى لعريصة . ويذكر أن جائزة ناشئة الفكر الحقوقي سيتم تنظيمها تباعا في كل جهات الوطن، إذ سيتم تنظيم النسخة الثانية منها، تحت إشراف اللجان الجهوية لحقوق الإنسان بالعيون السمارة وطانطان كلميم والداخلة أوسرد. عبد الرزاق القاروني الفكر الحقوقي حقوق الإنسان