المغرب ينتج في المتوسط 1.3 مليون طن سنويا، توجه 53 ألف طن منها نحو التصدير، وهو ما يمثل حجما يقارب 3 ملايير درهم. وبحسب جمعية أصحاب محطات تلفيف الحوامض بالمغرب "أسكام"، من المتوقع تجاوز مليوني طن من الإنتاج ابتداء من موسم 2013-2014. يستحوذ السوق المحلي على 70 في المائة من الإنتاج الإجمالي، وبالتالي لا يتم تقييم غالبية الإنتاج، لأنها تكون بين أيدي القطاع الغير مهيكل. وهذا القطاع الغير الرسمي - مع الممارسات السيئة والخسائر والهدر ..يقلل من عرض التسويق بنسبة 30 إلى 40 في المائة . يتوفر المغرب على عدد هائل من محطات التبريد والتعبئة والتغليف الأكثر فاعلية في جميع أنحاء حوض البحر الأبيض المتوسط، والتي تضمن إمكانية التتبع (من أجل حماية المستهلك)، والحفاظ على جودة المذاق، وخصوصا فقدان الوزن عن طريق سلسلة التبريد التي لم تستغل في السوق المحلية. ولكن هذا ليس كافيا لاستغلال كل إمكانيات التصدير بالنسب للمملكة. يجب أن نعترف بأن المنافسين المباشرين للمغرب مثل إسبانيا وتركيا، يتوفرون على ميزة التكلفة التنافسية فيما يخص التبريد والتعبئة والتغليف عند التصدير، بما أنهم يتوفرون على سوق محلية أكثر تنظيما. فاسبانيا وتركيا يتفوقون على المغرب في السوق الأوروبية، التي تتوفر على حجم هائل من الاستهلاك السنوي من الحوامض والذي يعتبر من بين أعلى المعدلات في العالم. وأمام هذه الإشكالية، فالمستهلك يدفع أيضا فاتورة سوء التنظيم، والتي تقدر بخسارة درهمين في الكيلوغرام الواحد، بحسب جمعية "أسكام". هذا وتهدف الجمعية إلى تنظيم أفضل للسوق المحلية لجعل المغرب أكثر قدرة على المنافسة في أسواق التصدير. وهو ما يجعل محطات التبريد والتعبئة تلعب دور التوازن بين العرض والطلب وخاصة استقرار الأسعار. إن تطور المتاجر الكبرى والمتوسطة بالمغرب خلال الخمس سنوات الماضية يعتبر جد مهم، كما أن عادات الأسرة المغربية بدأت في التكيف مع هذه المساحات. لكن الملاحظ للأسف، أن وتسويق الحوامض من خلال هذه المتاجر لا يغطي سوى 1٪ من حصة السوق الوطنية. لتمكين هذا القطاع من الخروج من دوامة المجال غير المهيكل، والاستفادة الكاملة من التدابير والاستثمارات التي يمنحها مخطط المغرب الأخضر، واستكمال تحولها، قررت جمعية أصحاب محطات تلفيف الحوامض بالمغرب "أسكام"، بالتعاون مع"الفيدرالية البيمهنية المغربية للحوامض"، فتح مجال المناقشات من خلال حلقة دراسية في 2 يوليوز 2013 بفندق "غولدن توليب فرح" بالدار البيضاء. جمعية "أسكام" والفيدرالية البيمهنية للحوامض يدعوان إلى تضافر الجهود من أجل تنظيم أفضل للقطاع . نسقت جمعية أصحاب محطات تلفيف الحوامض بالمغرب (أسكام) والفيدرالية البيمهنية، جهودهما من أجل فتح النقاش حول هذا القطاع الذي يتخبط في عدة مشاكل. يتعلق الأمر بتطهير المسار الذي تتخذه العملية من مراحل الانتاج إلى التسويق، وتقليص الصعاب التي تحد من تطور القطاع، والسماح لجميع الفاعلين بأن يجنوا من ثمار تعبهم. "الهدف هو استدامة واستمرارية هذا القطاع، بما أن الأمر يتعلق بتشجيع المكاسب من الأنشطة لصالح الفاعلين والمنتجين بدرجة أولى"، يصرح مصطفى ماهر، رئيس جمعية "أسكام". المقصود من هذه الندوة، التي تعتبر بمثابة منصة للتأمل والتحليل، هو التوصل إلى صياغة توصيات. وإلى جانب جمعية أصحاب محطات تلفيف الحوامض بالمغرب (أسكام) والفيدرالية البيمهنية للحوامض، سيكون حاضرا خلال هذا اللقاء، وزارة الفلاحة، جمعية المستهلكين، الفاعلين في مجال المتاجر الكبرى، المهنيين في قطاع التعبئة والتغليف، المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، وزارة التجارة الخارجية مغرب- تصدير، الوكالة الوطنية للوجستيك، بالإضافة إلى وسائل الإعلام . جميع إشكاليات القطاع ستناقش بالندوة هذه النخبة من الفاعلين، سيعطون دفعة قوية للنقاش ووضع اليد على مكامن الخلل بالقطاع، وسيحاولون خلال يوم واحد عدم إغفال أي نقطة، من الأقل حساسية إلى أكثرها تعقيدا. ستركز وزارة الفلاحة في عرضها الذي ستقدمه حول "التطور والاتجاهات المتعلقة بإنتاج الحوامض : استراتيجية المصاحبة"، والفيدرالية البيمهنية على "مشكلة تسويق الحوامض في السوق المحلية"، والمكتب الوطني للسلامة الصحية على "رصد وتتبع قطاع الحوامض في المغرب وحماية المستهلك"، كما ستقوم وزارة التجارة الداخلية بتسليط الضوء على "تنظيم تسويق الفواكه والخضروات : الوضع الحالي والآفاق". في حين ستقدم جمعية المستهلكين عرضا حول "أدوات حماية المستهلك في مجال الفواكه والخضروات ." في بلد يعتبر منتجا كبيرا للحوامض، والذي يريد إعطاء مساحة أكبر للفلاحة في اقتصاده، يعتبر وضع استراتيجية لتعزيز زراعة الفواكه والخضروات بمثابة نعمة. حيث ستتحدث الوكالة الوطنية للوجيستيك باستفاضة حول السياسة الاستراتيجية التي تتبناها المملكة. أما قطاع المتاجر الكبرى فسيكون على موعد لطرح موضوع "تطور واتجاهات المتاجر الكبرى والمتوسطة في السوق المحلية"، أي الحديث عن تغيرات في عادات المستهلكين. وبالنسبة لدور التعبئة والتغليف في الحفاظ على جودة الحوامض، فإن هذه القضية المهمة ستفصل فيها الجهات الفاعلة الموجودة في الميدان. خلاصة القول، فإن الفاعلين يريدون تحقيق استراتيجية