مراكش : المسائية العربية كذبت وزارة الثقافة المغربية الإشاعات المغرضة التي تناقلتها صحف وطنية وبعض وكالات الانباء الاجنبية حول تعرض مآثر تاريخية بالأطلس الكبير للتدمير والتخريب، وبادرت بدعوة فعاليات وخبراء وباحثين في علم الآثار إلى جانب وسائل الإعلام للاطلاع على حقائق الأمور ميدانيا، و معاينة الآثار الصخرية والتأكد من سلامة نقوشها. وللتذكير فأن المغرب يتوفر على نقوش صخرية منتشرة عبر أرجاء مختلفة من المملكة وخصوصا بمنطقة الاطلس الكبير ( أوكايمدن، الياغور، جبل رات ) وبالمناطق الشبه الصحراوية ( فكيك، الراشيدية، ورزازات، طاطا، زاكورة، كلميم، السمارة، أوسرد )، وتمتد فضاءاتها في غالب الأحيان على مساحات شاسعة تمتد لكيلومترات عديدة، وهي مكون أساسي من تراتنا الوطني الأثري الذي يرجع تاريخ أقدمه إلى العصور ما قبل التاريخ. كما تجدر الإشارة إلى أن المغرب لم يكن يوما من الدول التي تتنكر لتاريخها، وتفرط في هويتها التاريخية،فقد قام ومنذ سنة 1977 بجرد أغلبية هذا التراث ودراسته ، ونشرت دراسات حوله، وقام بتأمين حراسة بعض المواقع الكبرى بالحوز وطاطا. إضافة إلى إحداث محافظات لمواقع النقوش الصخرية المتواجدة بإقليم زاكورة وطاطا والسمارةوكلميم. وطبيعي أن ساكنة المناطق التي تتواجد بها تلك الآثار على علم بأهميتها، كما يدركون جيدا أنها ستكون عنصر استقطاب للمهتمين بالتراث والسياح الأجانب، مما ينعكس إيجابا على المنطقة ككل، لذا تولدت لديهم غيرة على هذه المواقع وحرصوا على حمايتها، إلى جانب السلطات المحلية التي تسهر بدورها على حماية المواقع، الشيء الذي يفند وبشكل جلي المزاعم والإشاعات المغرضة الهادفة إلى تقديم خدماتها المشبوهة إلى أجندة خارجية للنيل من سمعة المغرب والمغاربة. إلى ذلك، تؤكد المعطيات التاريخية على ان المغرب لم ولن يعرف على امتداد حضارته الغنية والمتعددة والمتعايشة تسجيل أي حدث يحيل إلى ما تم تداوله، مع الإشارة إلى أن مواقع النقوش الصخرية كسائر المواقع التاريخية الاخرى قابلة على الدوام للتعرض لعوامل التعرية الطبيعية والبشرية وأحيانا لعمليات الإتجار غير المشروع وفي هذا الإطار وخلال الزيارة الميدانية التي أشرفت عليها مندوبية الثقافة بمراكش، يؤكد أحد المتدخلين انه ومن خلال دراسات أحدثت بالموقع: تبين أن اوكايمدن هو جزء من الثرات الصخري المنقوش بالاطلس الكبير، ويشكل الكمية الاكبر من النقوش الصخرية بالاطلس و يتوفر على اكثر من 3400 نقش، و ويضيف: " قمنا بالبحث العلمي المرتبط بالاركولوجية وايضا بتتبع مستمر لحالة النقوش الصخرية ، ولم نلاحظ أي تدمير أو تخريب للنقوش الصخرية بهضبة ياغور المرتفعة ب 2600 م بجماعة أربعاء تيغدوين بإقليم الحوز، ولتقريب الصورة والمزيد من الإيضاح، انطلق في تفسيره بالتدقيق لأهم ما تتعرض له بعض الصخور بسبب ظروف التعرية، مشيرا إلى موقع الياغور والنقش الاصلي البارز على الصخر، وأيضا بعض الحفر التي حدثت في ما بعد، وهي حفر ناتجة عن ظروف طبيعية وقعت بين نهاية السبعينات ومنتصف الثمانينات، أما ما سوى ذلك فهو مجرد كذب وبهتان و عار من الصحة، حيث أظهرت تحريات مصالح الثقافة المختصة مركزيا وجهويا بتنسيق وتعاون مع السلطات العمومية ، وبعين المكان ، بأن هذه النقوش لم تتعرض لأي عمل تخريبي خلاف ما نشر. تصوير عبد الصمد ايت بنهمو