انعقد يوم الاحد 19 شتنبر 2010 بكلية العلوم والتقنيات بالمحمدية، المؤتمر الوطني الاستثنائي للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب تحت شعار "استقلالية وفاء تصحيح مسار"، ساهم في إنجاحه عدد من القيادات التاريخية للاتحاد التي تنتمي إلى جيل التأسيس والبناء، وممثلي عدد من القطاعات والجهات والأقاليم، حيث عرفت الجلسة الافتتاحية الاستماع إلى كلمة رئيس الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب السيد عبد السلام المعطي الذي استعرض فيها المسار التاريخي للاتحاد والانجازات والمكتسبات التي حققها لصالح مختلف أصناف الطبقة العاملة المغربية، والأدوار الطلائعية التي يقوم بها داخل الساحة النقابية، مبرزا الانعطاف الخطير الذي سلكه بعض القراصنة الانقلابيين المتمرسين في السطو على الانجازات والمكتسبات التي حققها الاتحاد في ظل قيادته التاريخية من خلال اعتماد أسلوب الهيمنة والتغرير بعدد من المناضلين والاستقواء بعدد من الهيئات المتدخلة للتحكم فيه عن بعد، الشيء الذي استوجب خوض معركة استرجاع استقلالية المنظمة وتصحيح مسارها، واستعادة المبادرة من يد الانقلابيين. وبعد مصادقة المؤتمرين على تعديلات القانون الأساسي للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، وطبقا لمقتضات هذا القانون المعدل، انتخب المؤتمر الاستثنائي السيد عبد السلام المعطي، رئيس الاتحاد السابق، كاتبا عاما للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، حيث خوله المؤتمرون صلاحية اختيار تشكيلة المكتب الوطني الذي سيقود الاتحاد إلى حين عقد المؤتمر الوطني العادي المقبل بعد الانتهاء من تجديد الهياكل المجالية والقطاعية للاتحاد، وتكوين مجلس وطني جديد. بعد ذلك انتقل المؤتمر إلى اتخاذ جملة من القرارات الانضباطية الحاسمة لتصحيح مسار المنظمة وضمان استقلاليتها المتمثلة في: - قرار فصل محمد يتيم، الكاتب العام السابق للاتحاد من عضوية الاتحاد ومن جميع هيئاته. - قرار فصل نائبيه: عبد الإله الحلوطي وعبد الصمد مريمي من عضويتهما في الاتحاد. - قرار حل المكتب الوطني السابق للاتحاد، وكذا حل المكتبين الوطنيين لجامعة التعليم وجامعة الجماعات المحلية المنضوية تحت لوائه، - قرار إلغاء جميع القرارات التعسفية الصادرة عن هياكل الاتحاد في حق جميع مناضلي الاتحاد والجامعات، ودعوة كل الهيئات والجامعات والمناضلين الذين انسحبوا من الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، بفعل الانحراف الذي عرفه في المرحلة السابقة، إلى العودة والالتحاق بمنظمتهم والمساهمة في تقويتها. إن المشاركين في هذا المؤتمر الاستثنائي، وهم يتخذون هذه القرارات الحاسمة في هذه اللحظة النضالية المتميزة، من أجل خلق نفس جديد في إطار توافقي وديمقراطي شفاف، ومن اجل تصحيح المسار والقطع مع كل التصرفات والممارسات التي طبعت المرحلة، يؤكدون على ما يلي: * أن عقد المؤتمر الوطني الاستثنائي للاتحاد جاء لتصحيح مسار الاتحاد والحفاظ على منطلقاته ورصيده القيميى والنضالي الذي حافظ عليه طيلة سنوات، منذ 1973 في ظل قيادات واعية ومسؤولة حافظت على وحدته ومبادئه. * إن الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، انطلاقا من قناعاته الثابتة بأنه نقابة مواطنة ومبادرة ومساهمة في تحقيق المكتسبات للطبقة العاملة بكل أصنافها تبقى ملتزمة بالمبادئ والمنطلقات التي رسمها جيل التأسيس وفي مقدمتهم الدكتور عبد الكريم الخطيب رحمة الله عليه وعدد من رفقاء الدرب وجيل البناء وعلى رأسهم المناضل عبد السلام المعطي بعيدا عن كل أنواع التنطع والتعالي أو الغرور والغلو، مستعدا في ظل قيادته الحالية التعاون من أجل ضمان الاستقرار الاجتماعي الوطني وتحقيق التوازن بين مكتسبات ومصالح المأجورين والمصالح الوطنية للبلاد والوطن. * يؤكد أن منهجه النقابي هو الوسطية والاعتدال والشراكة البناءة والمساهمة في العمل الجماعي والتعاون مع الغير على الخير دون وصاية أو تدخل من أية جهة أو مصادرة الحق في الرأي و تجاوز الأشكال التقليدية للاحتجاج وتطوير آليات العمل عبر اعتماد التأهيل والتكوين النقابي للمناضلين وعموم المأجورين وتأطيرهم وإدماجها بوعي وبحرية في أوراش التنمية والتطور وخدمة القضايا الوطنية العادلة. * دعوة الحكومة إلى التجاوب مع مطالب الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب وتجاوز أزمة العلاقة التي عرفتها جولات الحوار الاجتماعي الأخير لتجاوز أزمة الثقة التي تعرفها الساحة الاجتماعية. * مد اليد إلى جميع الفرقاء الاجتماعيين للتنسيق والتعاون لتحقيق مصالح الشغيلة المغربية، خصوصا الملفات الآنية المتعلقة بإصلاح منظومة الأجور والزيادة فيها، إصلاح منظومة الترقية مع الاستجابة لمطلب الترقية الاستثنائية لأفواج من 2003 إلى 2010، إيقاف مسلسل الاعتداءات على الحريات النقابية وتحرير العمل النقابي من سطوة الاستغلال الذي يتعرض له، عدم الإجهاز على مكتسبات الإجراء في التقاعد، والإسراع بتصحيح وتدارك الاختلالات التي تعرفها التغطية الصحية، التزام الحكمة والتريث في تنزيل مقتضيات مدونة السير الجديدة إلى حين توفير المناخ والظروف المناسبة والاستماع إلى رأي النقابات في هذا الشأن. * تثمينهم للمبادرة الملكية بالمضي قدما في إقرار جهوية موسعة في جميع الجهات، وجهوية متقدمة في الصحراء المغربية المسترجعة، ويعبرون عن دعمهم لإنجاح مبادرة الحكم الذاتي كحل ديمقراطي لقضية الصحراء المغربية، باعتباره الحل الوحيد الممكن لطي النزاع المفتعل، ومطالبتهم السلطات الإسبانية بإنهاء احتلالها لمدينتي سبتة ومليلية والجزر الجعفرية المغربية. * تضامنهم ومساندتهم للشعوب المستعمرة والمضطهدة وعلى رأسها الشعب الفلسطيني، حتى استرجاع حقوقها وحرياتها، وينددون بالمناسبة باستمرار حصار الكيان الصهيوني الغاشم على الشعب الفلسطيني وبسياسة التهويد لمدينة القدس والاستيطان المحموم في الضفة الغربية. وفي الأخير دعا المؤتمرون جميع هيئات الاتحاد من جامعات قطاعية ونقابات وطنية وهيئات مجالية (جهوية وإقليمية ومحلية)، إلى المساهمة في إنجاح المرحلة المقبلة ومواجهة جميع التحديات لتصحيح مسار الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب حفاظا على استقلاليته، والتزاما بخط الوفاء لقيادته التاريخية الوطنية الصادقة. عن المؤتمر الاستثنائي المحمدية 19 شتنبر 2010 عبد السلام المعطي الكاتب العام للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب