عقد عدد من المنشقين عن الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، الجناح النقابي لحزب العدالة والتنمية، مؤتمرا استثنائيا، أول أمس الأحد في مدينة المحمدية، أعلنوا فيه عن إنشاء نقابة جديدة بنفس الاسم وانتخاب عبد السلام المعطي، رئيس الاتحاد الذي يوجد على رأسه محمد يتيم، كاتباً عاما للهيئة النقابية الجديدة، في تطور لافت للصراع الذي كان كامنا داخل نقابة حزب العدالة والتنمية، منذ المؤتمر الوطني الذي عُقِد في أبريل الماضي وانتخب على رأسه يتيم كاتبا عاما، بينما أُعلن عن تعيين المعطي رئيسا. وكان انعقاد مؤتمر الجامعة الوطنية لموظفي التعليم، التابعة للاتحاد، في ماي الماضي في بوزنيقة ثم في سلا، منعطفا جديدا في الخلاف داخل الهيئة النقابية بين جناح يتيم وجناح المعطي، الذي اتهم الأولَ بتوجيه المؤتمر والتآمر عليه، لإسقاطه من رئاسة الجامعة لصالح شخص آخر ينتمي إلى حركة التوحيد والإصلاح، الذي يعتبر يتيم عضوا فيها، الأمر الذي دفع عددا من المؤتمرين إلى الاحتجاج أمام مقر انعقاد المؤتمر في سلا، تنديدا بما اعتبروه تزويرا لنتائجه، وهو ما أدى إلى إثارة استياء في قيادة حزب العدالة والتنمية وحركة التوحيد والإصلاح، الذراع الدعوي للحزب، إذ أفادت مصادر مُطّلعة بأن عددا من «الغاضبين» على نتائج المؤتمر، من أعضاء الحركة، خضعوا ل«الاستنطاق» لمدة ساعات وهُدِّدوا بطردهم من الحركة، في حال استمرارهم في الاحتجاج. وحسب مصادر حضرت مؤتمر المحمدية، فإن الاجتماع هيئ له في سرية تامة، قبل فترة، وتم اختيار التوقيت يوم أول أمس، حتى لا يتم إفشال المبادرة، حيث وُجِّهت الدعوة إلى عدد من المقتنعين بما أسموه «الخط التصحيحي» داخل الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب. وقدرت المصادر عدد المؤتمرين بما بين 500 و600 مشارك، انتخبوا المعطي كاتبا عاما، على أن يتم لاحقا انتخاب باقي الأجهزة. وفي اتصال بمحمد يتيم، الكاتب العام للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، اعتبر أن المؤتمر الاستثنائي الذي عقد في المحمدية «غير شرعي وغير قانوني ولا أساس له»، مضيفا أنه إذا كانت هناك من حركة تصحيحية فيجب أن تكون من داخل أجهزة الاتحاد نفسه وليس من خارجها. وقال يتيم، في تصريحات ل«المساء»، إن القانون الداخلي للاتحاد ينص على أنه من حق ثلثي أعضاء المجلس الوطني أن يطالبوا بعقد مؤتمر استثنائي. وبخصوص الخلاف داخل الجامعة الوطنية لموظفي التعليم، بعد مؤتمر ماي الماضي، قال يتيم: «مؤتمر الجامعة حُسِم أمره، وإذا كان لديهم شيء تجاه النتائج فعليهم اللجوء إلى القضاء». وقال عبد السلام المعطي، في تصريحات ل«المساء»، إن انعقاد المؤتمر الاستثنائي جاء بناء على العديد من الأصوات التي ارتفعت داخل الاتحاد مطالِبةً بالتصحيح، بسبب الخروقات والتزوير في المحاضر والانحراف عن المبادئ الأولى، وخاصة مبدأ الاستقلالية، مشيرا إلى أن «هناك من يتدخل على الخط»، في إشارة غير مباشرة إلى حزب العدالة والتنمية. وبخصوص الحق في عقد مؤتمر استثنائي، قال المعطي إن القانون الأساسي للاتحاد ينص على هذا الحق دون اشتراط نِصاب الثلثين، مضيفا أن المؤتمر هو مؤتمر تصحيحي، بسبب الاختلالات الكثيرة التي ارتكبتها القيادة الجديدة للاتحاد. وقرر المؤتمرون، حسب ما ورد في البيان الختامي للمؤتمر الاستثنائي الذي عقد تحت شعار «استقلالية وفاء تصحيح مسار»، توصلت «المساء» بنسخة منه، «فصل محمد يتيم الكاتب العام السابق للاتحاد من عضوية الاتحاد ومن جميع هيئاته» وفصل نائباه، عبد الإله الحلوطي وعبد الصمد مريمي، من عضويتهما في الاتحاد وحل المكتب الوطني السابق للاتحاد ودعا المؤتمر جميع هيئات الاتحاد، من جامعات قطاعية ونقابات وطنية وهيئات مجالية (جهوية وإقليمية ومحلية)، إلى «المساهمة في إنجاح المرحلة المقبلة ومواجهة جميع التحديات، لتصحيح مسار الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، حفاظا على استقلاليته والتزاما بخط الوفاء لقيادته التاريخية الوطنية الصادقة».