تحت شعار اغمات اكتشافات أثرية وإحياء ذاكرة، نظم المجلس الإقليمي للحوز يوم السبت 26 يونيو من الشهر الجاري بشراكة مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ومجلس جهة مراكش ومؤسسة أغمات يوما دراسيا وإعلاميا حضره العديد من الفعاليات والشخصيات التي تمثل عالم الفكر والمعرفة و السياسة، كما تميز اليوم الإعلامي بالحضور المتميز لكل من وزير الأوقاف والشؤون الاسلامية وعامل اقليمالحوز والكاتب العام لوزارة الثقافة وعدد من العلماء والخبراء والمهتمين ببلدة اغمات التي تبعد عن مدينة مراكش ب 35كلم في الطريق المؤدي إلى جبل أوريكة، ويدخل اللقاء الاعلامي في اطار التعريف بموقع اغمات التاريخي الاثري ودراسة الامكانيات الكفيلة بتأهيل البنيات التحتية لتلك المواقع الأثرية، و لنهج استراتيجية في إطار شراكات مع المجلس الجهوي للسياحة، وزارة الشؤون الإسلامية، جامعة القاضي عياض,....وذلك للنهوض بهذه البلدة وبمآثرها التاريخية التي تعد رمزا من رموز التاريخ المغربي، خاصة أن حاضرة أغمات كما جاء في كلمة عامل عمالة الحوز التي ألقاها بالمناسبة، اشتهرت بكونها أقدم المدن المغربية، وأعرقها، حيث نجد لها ذكرا في معاجم البلدان ومصادر التاريخ الأولي للمغرب، وقد مرت أغمات من مراحل تاريخية مختلفة إذ عرفت كمدينة مصمودية عامرة لتصبح قاعدة إدريسية مزدهرة، ثم عاصمة لإمارة مغراوة، لتتحول بعد ذلك إلى أول عاصمة للمرابطين الذين لم يبرحوها إلا بعد تشييد مدينة مراكش، ثم اشتهرت بعد ذلك بوصفها مقر إقامة ونفي بعض ملوك الطوائف بعد توحيد عدوتي المغرب والأندلس، وفي كل هذه المراحل عرفت اغمات ازدهارا اقتصاديا كبيرا ، إذ كانت قبلة تجارية أساسية وممرا لا محيد عنه للقوافل التجارية القادمة من وإلى الصحراء" هذا واشارت السيدة سليمة الناجي مهندسة معمارية إلى الجهود المبذولة من أجل تأهيل مركز أغمات من خلال إبراز معالمه التاريخية وبيان قيمتها المتميزة، والكيفية المعتمدة في صيانة الآثار التاريخي الحضاري والمحافظة عليه وتوظيفه كنقطة جذب سياحي واقتصادي، وهذا يتطلب عملا تشاركيا ما بين وزارات الداخلية والثقافة والأوقاف والشؤون الاسلامية والاركيولوجيين والخواص والفاعلين في المجتمع المدني بشكل يمكن من تثمين الماضي وبناء الحاضر وانتهى اللقاء بزيارة ميدانية للمواقع الاثرية، مع تقديم توضيحات وشروحات تهم ماضي و حاضر ومستقبل هذه الاكتشافات والتصورات المستقبلية التي من شأنها جعل اغمات من بين المدن المصنفة من طرف منظمة اليونسكو ضمن الثراث الإنساني، وتجدر الإشارة إلى أنه و نظرا لأهمية الموقع، أجري مسح جيوفيزيائي أبان عن طبقات أثرية هامة تبرز جلها الإمكانيات الهائلة التي يختزنها الموقع. إلا أن أهم ميزة لفضاء الموقع، تتمثل في تخطيطه الذي ارتبط في كل مكوناته بالساقية الكبرى أو ساقية تاسلطانت التي تقسم الموقع إلى شطرين، وكذا في وجود ثلاث صهاريج مربعة الشكل وخطارات تؤكد الازدهار العمراني للمدينة ومكانتها كعاصمة لإمارة مغراوة وحاضرة لحوز مراكش