شكل موضوع «أغمات اكتشافات أثرية، وإحياء ذاكرة» محور يوم دراسي وإعلامي نظم اليوم، أول أمس السبت، بالجماعة القروية أغمات بإقليمالحوز. ويندرج هذا اليوم الدراسي، الذي حضره ثلة من المسؤولين والعلماء والخبراء والباحثين والمنتخبين والفاعلين الجمعويين المحليين، في إطار تأهيل مركز أغمات وتثمين موروثه الثقافي والتراثي والروحي. كما تروم هذه التظاهرة إبراز غنى والتنوع التراثي والمعماري والديني والثقافي للمدينة القديمة أغمات باعتبارها عنصرا أساسيا للهوية والموروث الحضاري للحوز، وتشخيص الوضعية الحالية لهذا الموقع وتحسيس المواطنين بأهمية الانخراط بشكل فعال في كل مبادرة من شأنها المساهمة في الحفاظ على هذا الموروث. وبهذه المناسبة، نوه وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق بتنظيم هذه التظاهرة التي ستساهم في الحفاظ على التاريخ والثقافة المغربية، التي تعتبر إحدى مكونات الهوية المغربية، داعيا إلى ضرورة التشبث بشكل متين بالثقافة والتاريخ المغربي باعتباره بلدا ساهم بشكل كبير في إشعاع الديانة الإسلامية لعدة قرون. وأوضح الوزير أن من شأن مثل هذه المبادرات تأكيد كل ما كتب حول هذه المدينة التاريخية ورجالاتها الذين كانوا أول من قاموا بتشييد المساجد الإسلامية المغربية وإرساء أسس الصوفية والنظام التجاري والاقتصادي بين الضفة المتوسطية وإفريقيا جنوب الصحراء. وقدم التوفيق بهذه المناسبة لمحة تاريخية حول هذا المركز الذي شكل على مر التاريخ فضاء للقاءات والتبادل بين العلماء والفقهاء، وحصنا للعلم والمعرفة وفضاء للتجارة الأكثر رواجا، داعيا إلى ضرورة إيلاء الاهتمام بالعلماء والفقهاء والأولياء المدفونين بأغمات، فضلا عن القيم التي تشبعوا بها ودافعوا عنها، كل العناية التي يستحقونها، معتبرا أنه بإمكان مثل هذه المبادرات أن تشكل نموذجا يحتدى في مجال المبادرات التشاركية الموجهة الى تعزيز الهوية المغربية وتثمين عطاء رجالاتها الذين ساهموا في بناء الامة والمجتمع والدولة المغربية. من جانبه استعرض الكاتب العام لوزارة الثقافة أحمد كويطع مجموعة من الإجراءات المتخذة من طرف الحكومة للمحافظة وتثمين الموروث المادي واللامادي بالمغرب، جدد كويطع انخراط ورغبة وزارة الثقافة للمساهمة في تفعيل مختلف المبادرات المتخذة في هذا الإطار. وأكد أن الوقت قد حان لتقديم كل العناية والاهتمام من أجل تثمين والمحافظة على الموروث التاريخي والديني وجعله إحدى المكونات الضرورية للتنمية السوسيو-اقتصادية المنشودة. أما عامل إقليمالحوز بوشعيب المتوكل فأكد أن تنظيم هذا اليوم الدراسي يعكس بحق عمق الوعي بالأهمية التي يحظى موقع «أغمات التاريخي» والإدراك الكامل بواجب تحصين التراث المغربي الحضاري العريق وتثمينه وتوظيفه عقلانيا من أجل صيانة الهوية المغربية الاصيلة وترسيخها لدى الاجيال. وأضاف أن اختيار شعار هذه التظاهرة يعبر عن الوعي الراسخ بكون حاضرة «أغمات» تعد من رموز التاريخ المغربي المجيد والتي تشهد على ذلك الآثار التاريخية الحضارية والثقافية لهذه المنطقة. وبعد أن أعطى لمحة تاريخية عن موقع «أغمات» وإشعاعه الديني والثقافي والتاريخي والتجاري، أكد المتوكل أن تثمينه والحفاظ عليه يستدعي تظافر جهود كل المتدخلين. وأضاف أنه تنفيذا للاستراتيجية التنموية المندمجة، عملت المصالح الإقليمية على إدراج مركز أغمات ضمن البرامج التأهيلية للاستفادة من المشاريع في إطار الاتفاقية المتعلقة ببرنامج التأهيل الحضري للمراكز الصاعدة، وذلك بشراكة مع المديرية العامة للجماعات المحلية ومجالس الجهة والإقليم والجماعة من أجل توفير المرافق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وإنجاز تجهيزات أساسية لتسهيل الولوج إلى المواقع الأثرية وتحسين شروط الاستقبال. وأبرز رئيس مجلس جهة-مراكش-تانسيفت-الحوز حميد نرجس أن مركز «أغمات» يتطلب عناية خاصة، وذلك بالنظر الى أهميته التاريخية والدينية، حيث ساهم على مر العصور في الإشعاع التاريخي للمملكة المغربية. وأضاف نرجس أن المحافظة على الموروث التاريخي والحضاري يتطلب تظافر جهود كافة المتدخلين من حكومة ومنتخبين وقطاع خاص وجامعة ومجتمع مدني، مشيرا إلى أن التنمية الجهوية تبقى رهينة بتفعيل المقاربة ذات البعد الثقافي والحضاري والتشاركي والانفتاح على مختلف الشركاء وتحسين ظروف عيش الساكنة المحلية. أما رئيس مؤسسة «أغمات» مولاي عبد الله العلوي، فقدم لمحة شمولية عن هذه المؤسسة التي تهدف على الخصوص، بتعاون مع وزارة الثقافة وسفارة الولاياتالمتحدةالامريكية، الى القيام بحفريات أركيولوجية وأبحاث في مواقع أخرى للمحافظة وتأهيل الموروث الثقافي والحضاري بمركز «أغمات». أما مندوب وزارة السياحة السيد محمد جبرون، فأوضح أن تأهيل المركز التاريخي ل»أغمات» كفيل بالمساهمة إيجابيا في تنوع المنتوج السياحي على المستوى الجهوي، موضحا أن إعادة تأهيل هذا الموقع، الذي يكتسي بعدا تاريخي وحضاري، سيساهم في إنعاش السياحة الثقافية وإعطاء المنتوج السياحي بالمنقطة المزيد من الأصالة. وبعد ذلك قدمت عروض تمحورت على الخصوص حول «أغمات.. حصن صوفية مدرسة جنيد»، و»أغمات العالمة»، و»أغمات وإرثها الشفوي»، و»حدائق أغمات»، و»تأهيل أغمات»، و»تاريخ أغمات وقيمتها الروحية». كما قام الوفد بزيارات لعدد من المواقع الاثرية ب»أغمات» التي تمتد على مساحة ثلاثة هكتارات تضم حمام وقصر ومسجد اكتشفوا في إطار الحفريات الاركيولويجية بالجهة، فضلا عن قيامه بزيارة للمقابر التاريخية لهذا المركز وضريح المعتمد ابن عباد المدفون بأغمات.