قالت السيدة سليمة ناجي مهندسة معمارية ومتخصصة في تأهيل البنيات العتيقة، إن تأهيل مركز "أغمات" يتطلب الأخذ بعين الاعتبار المآثر التاريخية وتوفير في المقابل خدمات ذات جودة للمواطنين. وأكدت السيدة ناجي، في تصريح للصحافة على هامش أشغال يوم دراسي وإعلامي نظم أمس السبت بأغمات بإقليم الحوز حول موضوع "أغمات اكتشافات أثرية، وإحياء ذاكرة"، أن هذا التأهيل ينبغي أن يجمع بين ضرورة المحافظة على التراث التاريخي والحضاري والمعماري لأغمات وأهمية تمكين المركز من بنية تحتية عصرية وناجعة. وأشارت إلى أن البعد الاركيولوجي الكامل للمشروع يتجلى في كون "أغمات" كانت في الماضي مدينة كبيرة لكن باتت اليوم أرضا صغيرة، مذكرة بأن تأهيل "أغمات" عمل تشاركي ما بين وزارات الداخلية والثقافة والأوقاف والشؤون الاسلامية والاركيولوجيين والخواص والفاعلين في المجتمع المدني بشكل يمكن من تثمين الماضي وبناء الحاضر. يذكر أن هذا المشروع يتمحور حول البعد التاريخي للموقع وحول أهمية البقايا الاثرية التي توجد قيد التحليل لتحديد والاحاطة بكل الجوانب المتعلقة بها، بحيث تتنبأ الحفريات باستكشافات جديدة حول هذه المدينة القديمة وحول حقبة الدولة المرابطية. ووعيا منها بالرهانات المتعلقة بمدينة أغمات، وافقت وزارة الداخلية على برنامج تأهيل مركز أغمات من خلال تهيئة الممر الرئيسي للمدينة وإحداث فضاءات عمومية (مسالك واسعة ومؤمنة وفضاءات مغروسة بالاشجار وساحات خضراء...)، إضافة الى إحداث سوق جديد. واستنادا الى المؤهلات الفلاحية الكبيرة للمنطقة تم اقتراح إحداث مركب تجاري يضم مجموعة من منتوجات الصناعة التقليدية التي تشكل جزءا مهما من المنتوج المحلي. وتكمن خصوصيات المشروع في الجمع ما بين بناء مرافق القرب وتطوير الانشطة المدرة للدخل وجودة الطابع المعماري والحضري لابراز بشكل تاريخ هذه المنطقة مع العمل على توفير اللوازم الضرورية الكفيلة بضمان راحة الساكنة. وهكذا، تقرر إنشاء مركز تفسيري وورشة للترميم ومتحف لكي تصبح هذه المنشآت بمثابة إحدى الركائز الاساسية لابراز مكانة وغنى تاريخ هذا الوقع المكتشف ودمجه ضمن مسار الوجهات السياحية الكبرى بالمغرب. ويهدف المشروع من جهة أخرى الى ترميم مقابر "الأولياء الصالحين" البارزين بالمقبرة، لكي يندرج ضمن إعداد المسار الروحي للمنطقة.