علاقتي بالصحافة الإلكترونية في المغرب ، ليست وليدة اللحظة ، أو اليوم ، بل هي تمتد لسنوات ، مضت ، كان الصحف الإلكترونية ، غضة التجربة ، ومازالت تتلمس طريقها ، إلى القارئ المغربي ، الذي لم تهجر، بعد ، الصحف الورقية ، التي كانت مصدر معلوماته إلى جانب، طبعا ، الوسائل التقليدية المعروفة . لحظتها ، تعرفت على (محمد نبيل / عزيز باكوش / خالد امشوف/ منى وفيق ) وآخرين ، في موقع " دروب " الذي أدين له بالكثير من المعروف ، فمن خلاله ، تعرفت على الكثير من الأقلام المغربية ، التي أسست لفعل الكتابة الإلكترونية ، حتى قبل ، تأسيس موقع " شباب المغرب " ومن بعده موقع " هسبريس " . أقلام حاولت ، جهدها ، التأسيس لصحافة إلكترونية في مواقع عربية بالأساس ، فالمواقع الإلكترونية المغربية ، لحظتها ، كانت قليلة ، ومعدودة الأصابع " منارة " ، " شباب المغرب " ، لتأتي ، فترة زمنية ، غير قصيرة ، ليشهد المشهد الإعلامي الالكتروني ، في المغرب ، فورة في تأسيس " المواقع الالكترونية " ، وتتعدد الأسماء وتتكاثر ، لدرجة تحدث اللبس لدى القارئ ، بسبب بعض الأسماء المتقاربة " هسبريس / هبة بريس / واو بريس / هندة بريس " وتلتقي كلها في أنها ، أول جريدة الكترونية مغربية ، تتجدد على مدار الساعة . تعدد المنابر ، كان طبيعيا ، أن تتعد معه أسماء الكتاب ، الدين أفردت لهم المواقع ، أعمدة قارة ، يلتقون من خلالها ، مع قارئ الصحيفة الالكترونية ، التي سحبت البساط ، من الصحافة الورقية ، لأسباب لم تعد تخفى على أحد . ولأن ، ليس هناك توثيق ، كان أوتوماتيكيا ، أن تتوارى أسماء المؤسسين ، إلى الخلف ، خاصة وأن هناك العديد من المواقع ، التي توقفت عن تجديد موادها ك" فوانيس " أو التي تعرضت للقرصنة ك " شباب المغرب " أو اختفت لأسباب مجهولة ك " نقابة بريس " أو يعاني من أسباب تقنية ك " المحمدية بريس " . مشاكل تقنية بالجملة ، تتعرض إليها ، بعض المواقع الالكترونية ، فيضيع منها أرشيفها ، من المقالات والبحوث والدراسات ، فتضيع بالتالي ، ذخيرة هامة ، من المواد الصحفية ، التي اختفت باختفاء الموقع وضاعت بحكم غياب الصيانة والأرشفة لدى العديد من المواقع التي تفتقر للمهنية والاحترافية ، فهي في معظمها ، مواقع " أشخاص " وليس مواقع " مؤسسات " قائمة الذات . من هنا وجب ، التفكير في تأريخ مرحلة ، بداية وتأسيس الصحف الالكترونية بالمغرب ، من حيث أسماء روادها ومن حيث المواقع الأولى ، والمواقع اللاحقة ومن حيث تطورها وآفاقها المستقبلة ، باعتبارها مستقبل الصحافة بالمغرب ، إن صدقت مقولة " موت " الصحافة الورقية ، في المقبل من السنوات . وما الأخبار التي تتناهى ، إلينا ، من أمريكا و أوروبا ، حيث تخلت معظم المؤسسات الإعلامية الكبرى ، عن صحفها الورقية ، لتكتفي بالصحف الالكترونية ، باعتبارها ، رهان المستقبل ، حيث سيولة " الإعلانات الاشهارية " و ارتفاع عدد زوارها ، مقارنة مع "تناقص " عدد قراء الصحف الورقية و" ضحالة " مواردها المالية . فهل الصحف الورقية ، ستترك مكانها للصحف الالكترونية في المغرب ، وهل هذه الأخيرة ، مستعدة ، لتكون في الموعد ؟ا