حين تلقت جريدة المسائية العربية الدعوة لتغطية فعاليات الملتقى الثقافي الثاني لثانوية طارق بن زياد الاعدادية الواقعة بمنطقة المحاميد المنظم تحت شعار: :" تفعيل الحياة المدرسية دعامة اساسية لمدرسة النجاح" ، أول ما تبادر إلى ذهن طاقمها، هو الاكتظاظ الخانق الذي كانت تعاني منه هذه المؤسسة خلال سنوات ماضية، حيث تجاوز عدد التلاميذ 2000 تلميذ وتلميذة بكثير ، كما استحضرنا غليان امهات وآباء أولياء التلاميذ واحتجاجاتهم المتواصلة أمام نيابة التعليم، و مطالبتهم آنذاك بإحداث مؤسسات إضافية تخفف من الإختناق، ولم تكن الأطر التربوية والادارية العاملة بهذه المؤسسة أحسن حالا، فكانت تعاني الأمرين من خلال مواجهة العديد من الاكراهات والمثبطات التي تقوض كل المجهودات وتفشل المبادرات التي من شأنها خلق جو تربوي ملائم في منطقة تعرف تزايدا عمرانيا كبيرا، ونقصا حادا في التجهيزات المدرسية، وضعف المنشآت الرياضية والثقافية ، إلى جانب ذلك ما كانت تعرفه منطقة المحاميد من اختلالات أمنية، و فوارق طبقية حادة برزت مع انطلاق المشاريع الفخمة و البنايات الراقية، ومجاورتها لدور الصفيح التي كانت تضم الفئات الفقيرة والمهمشة، وكانت المؤسسة هي الفضاء الأنسب لتقليص تلك الفوارق وضبط بعض السلوكات الجانحة، وبالتالي تحقيق اشعاع تربوي بداية مبشرة بخير: أبواب مفتوحة في وجه العموم كان التلاميذ والتلميذات هم المستقبلون للضيوف، والمتحكمون في عملية التنظيم، تقدمت إحدى التلميذات، و شرعت في إعطاء نبذة تاريخية عن البطل طارق بن زياد ومناقبه،وتلتها اخرى للتعريف بالمعروضات التي تم انتقاؤها بعناية فائقة، في حين عمدت ثالثة إلى تقديم وردة لكل ضيف ترحيبا بهم والجميل في هذا التواصل ، هو الجواب الذكي لأحد التلاميذ على سؤال حول العلاقة بين طارق بن زياد القائد الهمام الذي ما زالت خطبته التاريخية تذوي في الآذان "أيها الناس أين المفرّ؟ البحر من ورائكم والعدو من أمامكم، وليس لكم والله إلا الصدق والصبر..وطارق بن زياد المؤسسة، حيث ابتسم التلميذ ابتسامة تنم عن ذكاء وسرعة بديهيين وقال، بإمكانكم زيارة مرافق المؤسسة، ففيها الجواب على سؤالكم، [/color] كانت بعض من الأطر التربوية والإدارية منكبة على تهييء الخشبة التي ستحيي فيها المؤسسة حقل الاختتام،فيما انخرط آخرون بمعية تلاميذ وتلميذات المؤسسة في أوراش داخل الفصول وخارجها، كل المؤشرات تؤكد الإصرار الجماعي على النهوض بالمؤسسة ، وإضفاء صورة مخالفة عما كانت عليه في الماضي, وفي هذا الإطار أشارت تلميذة على أن هذه الأوراش الإصلاحية التي شهدتها المؤسسة خلال الموسم السابق والحالي منحت مدرستنا سمعة طيبة في وسط التلاميذ وأوليائهم وجميع الفاعلين التربويين، وأزاحت عنها الصورة القدحية التي كانت عليها في السنوات السالفة، وأضاف السيد محمد الصبان مدير المؤسسة ، إن المستوى الذي بلغناه ليس وليد اليوم، وإنما هو نتاج مجهود ساهم فيه كل الفاعلين التربويين والإداريين، والتلاميذ وأوليائهم، عمل تطلب من الجميع نكران الذات ووضع المصلحة التلميذ والمؤسسة فوق كل الاعتبارات، فتجسد بذلك الوجود الذي يعني الحضور، أما العدم فليس له غير معنى واحد وهو الغياب، والغياب لا يمكن أن يكون إلا خيانة وجودية لأنه يتضمن الانفلات والهروب من التحدي والمواجهة وتحقيق الذات، فحضور التلميذ بمؤسسته جسدا وروحا وفكرا ، يفرض إلزامية حضور فعل ثقافي متجدد ومستمر يوازي الحضور التربوي. وأفاد عبد الحق أمنحاج: أن ثانوية طارق بن زياد الاعدادية بكل مكوناتها عازمة على رفع التحدي وتكسير الطوق المضروب عليها رغم ظاهرة الاكتظاظ " : ما يقارب 2800 تلميذ وتلميذة" متكدسة في 29 قاعة، وساحة ضيقة، وما يعتري المناهج التعليمية من قصور واختلالات ، وذلك من خلال فتح مجموعة من الأنشطة التربوية الهادفة، والتأسيس لرؤية جديدة في نسج العلاقات بين المدرسة محيطها من خلال تقوية الانخراط الجماعي و الفعل التشاركي من أجل مواجهة المشكلات التي يعاني منها المحيط