شهدت مراكش خلال الأسبوع الجاري حملات منظمة همت مجموعة من النقط السوداء بالمدينة، وقد شملت التدخلات الأمنية التي برز فيها نجم القوات المساعدة بعد أخذه لزمام المبادرة، العديد من الأحياء السكنية والحدائق العمومية ومحيط المساجد والأسواق خاصة تلك التي تشكو من غياب الامن، أو المرتبطة باحتلال الملك العمومي والبناء اللاقانوني، وغيرها من الظواهر السلبية المتفشية في المجتمع ويلاحظ أن هذه الدوريات التي تقوم بها القوات المساعدة منفردة، أو بتنسيق مع العناصر الأمنية بإمكانها أن تقلص من حدة الجريمة وتضيق الخناق على النشالين واللصوص، وتحد من الاستغلال الفاحش للملك العام، خاصة أن بعض الأسواق كسويقة باب دكالة، ودرب النخلة، وباب تاغزوت وغيرها كثير ، أصبحت شبه مغلقة بحكم تنافس أصحاب المحلات التجارية على استغلال أكبر مساحة ممكنة من الملك العام ، مما يؤدي إلى عرقلة حركة السير، ناهيك عن الازدحام الذي يستغل من طرف بعض اللصوص من أجل سرقة المواطنين واستفزازهم. إلى جانب ذلك يظل محيط المؤسسات التعليمية والمساجد من المواقع التي تسيل لعاب الباعة المتجولين وتجعلهم يحاصرون كل المنافذ ويطوقون كل الممرات وأحيانا بتواطؤ مفضوح مع ذوي منعدمي الضمير، كما اضحت بعض حدائق مراكش مكانا مفضلا للمشردين وذوي السوابق والشواذ، مما حرم باقي المواطنين من ولوج هذه الفضاءات الخضراء، عدو الباعة المتجولين هذا ويلاحظ أن الغرباء عن المدينة، غالبا ما يقعون ضحية هذه العصابات بحكم جهلهم لما تخفيه الاشجار وباقي مغروسات هذه الحدائق من أسرار يعجز القلم عن فك طلاسيمها والكشف عما يدور بين روادها، فمثلا وبمجرد ما يغادر احد الركاب محطة الحافلات بباب دكالة، تشد نظره حديقة مقابلة، فيلجأ إليها رغبة في أخذ قسط من الراحة، أو انتظار موعد حافلة قادمة، إلا انه يفاجأ بمن يضع سلاحا أبيضا تحت رقبته، و يهدده بتسليم ما بحوزته، وبسرعة تتم العملية، ويختفي اللص أو اللصوص مخلفين وراءهم الضحية في حالة ارتباك وخوف شديدين، هذا في حالة الاستسلام وعدم المقاومة، أما إذا كان العكس، فكل الاحتمالات واردة . ويعتقد أن هذه الدوريات سواء تلك التي يقوم بها رجال الأمن بكل أصنافهم، والقوات المساعدة قد وضعت نصب أعينها مجموعة من المواقع السوداء،وراحت تتردد عليها بين الفينة والأخرى، الشيء الذي لا محالة سيكون له الوقع الإيجابي على امن المواطنين وسلامتهم المادية والجسدية. تعزيز الملحقات الإدارية بسيارات خاصة/ فكرة جيدة وجدير بالإشارة أن مقاطعتي جيليز والداوديات من بين المقاطعات التي بدأت تتحرك بكثافة ، وتساهم في تعزيز الدور الوقائي لهذه القوات في نطاق سياسة القرب من أجل حماية الأشخاص والممتلكات وتأمين سلامة المواطنين، حيث شرعت عناصر القوات المساعدة التابعة للملحقتين الإداريتين بمعية قائدي المنطقة أو خليفتهما والمقدمين في مراقبة وتتبع ما يجري داخل الأحياء والأزقة التابعة لنفوذهم الترابي، مقتحمين بذلك مجموعة من الفضاءات التي كانت حكرا على رجال الأمن، الشيء الذي استبشر له السكان، واعتبروه نقطة تحول إيجابية بإمكانها ان تعيد الثقة للمواطن بأجهزته الأمنية وبمفعول الحملات, كما أن إشراك أعوان السلطة من مقدمين وشيوخ ضمن التشكيلة من شأنه أن يضمن لهذا العمل فاعليته نظرا للعلاقات التي تربطها بسكان الأحياء ودرايتها بما يدور في فلك مجالها الترابي, . مهام كثيرة وأجر زهيد إلا أن السؤال المطروح هو مدى قدرة الملحقات الإدارية على الاستمرار في ظل ضعف التعزيزات التي تضمن السرعة في التدخل عند ما يقتضي الأمر ذلك، وفي غياب التحفيزات المادية، وأيضا في ضعف الموارد البشرية، حيث لا يتجاوز عدد عناصر القوات المساعدة في الملحقات عشرة أفراد، مما يستدعي التعجيل بتوفير الدعم وتعزيز القدرات وتمكين الوحدات من الآليات الكفيلة بإنجاج المهام المنوطة بها. بقلم محمد السعيد مازغ