العمل الحقوقي والحاجة الدائمة للتجديد والمساءلة [تاريخ المشاركة : الجمعة 22-01-2010 11:02 مساء ] أولا نشكر الأخ والصيق العزيز سعيد مازع على نشره هدا التقرير حول دورة تكوينية موجهة لفروع الجمعية بالجهة. ولن تفوتني المناسبة لأعبر باسم المكتب الجهوي وفروع الجهة عن تضامننا المطلق مع المسائية العربية ومديرهامازغ سعيد الذي يتابع بتهمة السب والقذف ودلك في إطار التضييق على العمل الصحفي المتميز والنزيه والجاد الذي تقوم به المسائية العربية.وأؤكد لك من جديد وقوفنا معك كجهة وفروع التي تفتح لها دائما منبرك في إطار رسالة الصحافة التي تؤمن بها والتي مارستها في كل من أنوال واليسار الموحد والمنابر التي احتضنت كتاباتك. وأود إن ابدي بعض الملاحظات على ماكتبه الأخ الشرقاوي والدي نحترم آراءه رغم اختلافنا معها أولا هدا التكوين هو تكوين لأعضاء المكاتب في فروع جمعتنا في الجهة وللمشتغلين في ميدان الخروقات وهو الميدان الأساسي في أي عمل حقوقي بل ان الانتهاكات التي تمس الأفراد والجماعات هو الدافع لتاسيس العمل الحقوقي.ومن الطبيعي إن هدا الميدان له خصوصيته وأدوات اشتغاله واساليب عمله كما له اهدافه الخاصة كما ان للعمل السياسي وللعمل النقابي او الفني ...خصوصيته.ولهدا فالمشتغلين في هدا الميدان بحاجة الى التكوين المستمر وبحاجة الى مناقشة الاشكالات والصعوبات التي تعترضهم الى غيردلك ونحن في الجمعية لا ننتظر الخروقات لنرصدها وان كانت هده هي وظيفتنا بل ندهب اليها ونشتغل على مصادرها المتعددة (المعاينة- ماينشر في الصحافة -...) ولم افهم قولك إننا بحاجة إلى عمل حقوقي تأسيسي ومع دلك يمكن لي ان أؤكد ان جمعيتنا بالإضافة الى المنظمات الحقوقية المختلفة وخصوصا الجمعيات الوازنة الى جانب عد د من الكفاءات الحقوقية قد قامت بعمل تأسيسي ببلادنا سواء على مستوى وجود هده المنظمات نفسها التي ادا كان الأخ يذكر كيف تعاملت معها الدولة في أواخر السبعينات (منع الأنشطة-اعتقال المسئولين عنها – رفض الترخيص للفروع – بل وصل القمع الى منع مؤتمرها بدخول البوليس قاعة المؤثمر واعتقال الاجهزة) هدا في ما يخص الوجود لكنك تعرف جيدا باقي الحكاية والتي عنوانها الصمود والنضال .. ويمكن ان نتحدث عن التأسيس من مداخل عديدة مواجهة الاستبداد والقمع ومؤازرة ضحايا القمع من معتقلين سياسيين ومختطفين والوقوف الى جانبهم .. مساندة نضالات الشعب المغربي في الدفاع عن حقوقه ومطالبه وفضح ما يتعرض له من قمع وظلم امام الراى العام الوطني والدولي ويمكن ان تحدث عن التاسيس على مستوى مواجهة القوانين التي تتنافى وحقوق الانسان في العديد من الميادين وكدا نشر تقاغة حقوق الانسان من خلال الانشطة والتوعية وبرامج التربية على حقوق الانسان لفائدة الشبات والعديد من الفئات بالاضافة الى شيئ مهم هو تحرير طاقات المواطنيين في الاحتجاج والتعبير عن مطالبهم وخصوصا بعد ان اصبحت الوقفات الاحتجاجية حق مكتسب وخصوصا بعد الحكم الدي صدر عن مسؤولي الجمعية في دجنبر 2000 والقاضي باعتبار الوقفات ليست بحاجة الى ترخيص مسبق ويمكن ان نتحدث عن التاسيس على مستوى الجراة والشجاعة في طرح القضايا والاستماتة في الدفاع عنها. مثل المطالبة بمحاكمة المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة حيث نشرت الجمعية لائحتهم الخ.. اما قضية الاحزاب وعلاقتها بالعمل الحقوقي فاولا العمل الحقوقي تأسس من طرف مناضلي الاحزاب اليسارية في المغرب ,فهي التي بادرت انداك وعلى الرغم ان العمل الحقوقي هو عمل محكوم بسقف وافق اصلاحي وليبرالي ادا شئت فان هده المهمة لم يكن قادرا ومؤهلا للقيام بها لاعتبارات تاريخية وسياسية غير اليسار ,بحيث لم يكن ولازال الى الان غيرموجود يمين ليبرالي مؤمن بحقوق الانسان والحريات ...كما هو الشان في اوروبا. كما ان تاسيس الجمعية سنة 1979 كان حاجة ضرورية في اطار الصراع ضد القمع والاستبداد وانتهاكات حقوق الانسان, اطار حقوقي ضم اطر تقدمية من مشارب متنوعة, اطار وضع على نفسه مهمة الدفاع على حقوق الانسان بدون تمييزاو أي اعتبارات كيف ماكانت. لكن هدا لا يمنع من التاكيد ان هدا الحقل له خصوصيته واستقلاله وان اشكالية العلاقة بين ما هو سياسي وحقوقي ظلت موضوع تداول و اختلاف واجتهاد ,وهدا الورش انطلق مند بداية التسعينات سواء داخل جمعيتنا اوفي اطارات اخري ورش تحققت فيه العديد من المنجزات, لكن هو ورش مفتوح يعيش مخاض التاسيس والمد والجزر التقدم والانتكاسة., لكن الاهم هوالوعي بكون استقلالية العمل الحقوقي هوتحدي اساسي لن ينهضب به سوى مناضلوا الجمعية الدين شيدووا هدا الصرح العظيم كما قال بابلو نيرودا بالعرق والدم والجراح...لان ايها الصديق التاسيس لم يكن نزهة كان معركة ولازال فيها من الجهد والوقت والتضحيات والتعب والامكانيات الكثير . اما موضوع النخبوية فلا اظن ان الجمعية هي كدلك انها منظمة جماهرية تبنت هدا الاختيار والجماهرية لها مدلول خاص فهي مفتوحة للجميع بغض النظر عن انتمائه وتعني انها لن تحقق اهدافها بعيدا عن المواطنيين ولهدا فهي تناضل مع وبجانب ولا تنوب ولا تقوم بالوصاية هدا لا يعني ان الجماهرية لاتنطوي على مزالق ونواقص وتأويل من هنا وهناك كما ان الحاجة اى النخبة هو امر حيوي بل جد مهم لان الاطر المكونة ودات الخبرة والحنكة والتكوين اساسية للعمل الحقوقي وبدونها ستبرز النزعات الشعبوية وووو . وعلى كل فالعمل النضالي ببلادنا في مختلف الحقول لا زال ملقى على نخبة محدودة ودلك لاسباب متعددة كماانه لا يمس اوسع الشرائح.الاجتماعية. وفي الاخير نؤكد ان العمل الحقوقي قد حقق العديد من المنجزات والاهداف لكن في نفس الوقت هو بحاجة الى التجديد والتطوير ومعالجة الاختلالات التي يعانيها وسيكون مؤثمر الجمعية المغربية لحقوق الانسان في ماي القادم مناسبة لدلك .