المقترح السويدي بشأن القدس الذي تم تقديمه خلال الأيام القليلة الماضي لاجتماع وزراء حظي باهتمام كبير على مختلف المستويات الأمر الذي استنفر حكومة نتنياهو وبذلت كل ما بوسعها من طاقات في محاولة لإفشاله، لكن محاولاتها هذه باءت بالفشل الذريع وإن كانت قد نجحت في تخفيف صيغة المقترح السويدي لكنها لم تتمكن من فرض رؤيتها، وصدر بيان وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في أعقاب اجتماعهم الهام الذي خصص لبحث عملية السلام في الشرق الأوسط ،وقد مثل هذا البيان خطوة هامة في الاتجاه الصحيح كما مثل انتصارا لإرادة الشعب الفلسطيني وأكد في الوقت نفسه على تنامي الدعم الدولي والأوروبي لحق شعبنا في الإعلان عن حدود دولته الفلسطينية المستقلة على كافة الأراضي المحتلة عام وعاصمتها القدس1967 وحل قضية اللاجئين طبقا للقرار 194. إن هذا الموقف يؤكد صحة ما سبق ودعونا لها من ضرورة استعادة زمام المبادرة والتوجه للمجتمع الدولي ولكل الشعوب المحبة للعدل والسلام في هذا الكون من أجل كسب التأييد لمطلب شعبنا وحقه في الإعلان عن حدود الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، خاصة بعد إن فشلت مسيرة المفاوضات واصطدمت بجدار الرفض والتعنت الإسرائيلي الأمر الذي يتطلب من القيادة الفلسطينية مغادرة حالة التردد والارتباك ومواصلة التحرك السياسي المنظم في إطار إستراتيجية متفق عليها لمواجهة الضغوطات المرشحة للتصاعد في المرحلة المقبلة ، كما أن هذا البيان شكل بداية لتحول ايجابي لدى غالبية دول الاتحاد الأوروبي التي باتت تحرص على إبراز التمايز عن الموقف الأمريكي المنحاز لإسرائيل، أن يمكن أن يشكل نقطة انطلاق مهمة تؤدي بدول الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي للتدخل بفعالية متزايدة من اجل إرغام إسرائيل على وقف عدوانها على شعبنا والتوقف عن كافة الأنشطة الاستيطانية في جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة و تطبيق قرارات الأممالمتحدة بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والحل العادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين طبقا للقرار 194، كما أن ذلك مؤشر واضح على إن عصر انفراد الولاياتالمتحدة برعاية عملية السلام آخذ في التلاشي ،إن كل ذلك يساعدنا في التأكيد على أن أية عودة للمفاوضات لا تضمن وقف الاستيطان وتطبيق قرارات المم المتحدة تعني مواصلة إسرائيل لاحتلالها ولخداعها للمجتمع الدولي ومحاولة للالتفاف على رغبته في تحقيق السلام العادل في الختام لابد من الإشارة إلى أن المقترح السويدي وعليه تستحق السويد الشكر كان أفضل بكثير من مما ورد في البيان الختامي بسبب مواقف بعض من دول الاتحاد لكن البيان المذكور بالرغم من ذلك أكد على ما هو مهم في رفض الاستيطان واعتباره عقبة أمام السلام ورفض أيضا السياسية الإسرائيلية في مدينة القدس ورفضه للقرار الإسرائيلي بضم القدسالشرقية وأكد على أنها جزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة ورفض أي إجراءات تغيير من وضعها. وهذا اعتقد نقاط مهمة في كسب التأييد العالمي لا بد من المتراكمة عليها في الصراع مع الاحتلال. بقلم وليد العوض *عضو المكتب السياسي لحزب الشعب