ع العالي أشرنان / طنجة هذا هو زمن طنجة الزئبقي...زمن لا يتوقف ولا يهدأ ...الناس تتحرك في كل مكان وفي كل آتجاه ...الأسواق والمحلات ومطاعم البيتزا ومخادع الهاتف والمتاجر ...كل شيء يعج بالحركة والنشاط ...إنه زمن الرأسمالية بنكهة مختلطة ...شوارع طنجة الراقية أو قلب طنجة المتحجر تطأه أكثر من قدم ...أكثر من هيكل بشري ...بعضهم يحتسي فنجان المساء على مهل يجزأه إلى قطرات قطرات ويستلذ معها بنشوة طابورا بشريا لا يتوقف ولا يتعب ...من من الناس يأتي طنجة دون ملامسة قلبها المتحجر والمزيف ؟ لا فتات وألواح إشهارية تدعوك لجولة إفراغ تستفرغ عقدك و نهمك اللامحدود ...إنك في مدينة سحرية الداخل إليها مفقود والخارج منها مولود ...مدينة يحكمها اكثر من ساحر ...فيها كل شيء بل خليط عجيب من مدائن عدة وأصقاعا شتى ...جزء من مدينة لاس فيغاس إذا كنت من عشاق الطاولة والنرد ...وجزءا من باريس إذا رغبت في إطلالة على ماجد وآستجد في عالم القمصان والتبرج والإعوجاج النسائي ...وجزءا من لندن البريطانية إذا كنت راغبا في ضاحية راقية وأناسا أروستقراطيين ...أم المدائن...ساحرة للقلوب القادمة إليها ...ودامية الفؤاد لمن يفارقها ...قد تتساءلون كم يلزمنا من نقوذ ؟ من عملات ؟ قد تجيبك طنجة من خلال بنوكها وصاحبة الصوت الرخيم " مجرد توقيع " نعم مجرد توقيع بسيط وتصبح مليونير ... بعدها وقع ما تشاء من أفخاد النسوة وفروج العاهرات ... سترى انئد العجب العجاب ... وسترى ايضا كيف يتحول البشر إلى آلة وديعة تخدمك من دون كلل ولا ملل ...أنت السلطان في مدينة العبيد...العبيد لن يعبدوك لشخصك بالتأكيد بل سيعبدون مالك ونقودك... ولو كنت عارفا بمحمد شكري عابد الفرج والقرعة ستتدكر قولته الشهيرة " بالمال وحده يمكنك ان تنكح العالم وما فيه" الذي لم يأت لطنجة لم يأت بعد إلى هذا العالم... لم يولد أبدا... إستمعوا لهذا الحوار: - كيقولوا طنجة اللي ما شافها كتبكي عليه ...واللي شافها كيبكي عليها - إنها عريقة وتهزم كل من يعشقها - العهر الفاحش قبح أجمل ما فيها - لكنها جميلةوتاريخها عريق ( محمد شكري في روايته زمن الأخطاء) -- الكاتب والصحفي