اختار الجمهور الودادي القليل الذي تابع المباراة المؤجلة ضد شباب المسيرة أول أمس الثلاثاء صيغة أخرى لتمرير خطاب الغضب ضد الفريق بكل مكوناته، وفضل بالرغم من عدم أهمية اللقاء إعلان الحرب ضد المكتب المسير واللاعبين والطاقم التقني والمجموعة الوطنية وجامعة الكرة ولم يسلم الصحافيون من غضب المدرجات التي كانت دافئة رغم الأمطار التي تهاطلت على المركب الرياضي محمد الخامس في أمسية المؤجل التي لم تؤجل أوجاع الوداد. ظل فريق الوداد منهزما منذ الدقيقة 37 من الجولة الأولى بعد خطأ فادح للحارس حكيم موزاكي الذي حاول مراوغة اللاعب محمد بنحليب لكن هذا الأخير فطن للأمر وانتزع الكرة من الحارس وقدمها لزميله الصغير الذي حولها إلى هدف، نزل كقطعة ثلج على الحارس البديل الذي قضى ليلة كلها لوم وعتاب تحول إلى شتائم جارحة، ولم تسجل في هذه المباراة سوى محاولات متباعدة من الطرفين، وتوتر للأعصاب نتج عنه طرد اللاعب محمد بنحليب من صفوف شباب المسيرة، وفوزي البرازي عن الجانب الودادي، ويبدو أن الموسم الرياضي انتهى بالنسبة للاعبين معا. انتظر الجمهور إلى غاية الدقيقة 80 ليسجل اللاعب عمر كييدا هدف التعادل لكنه كان بطعم الخسارة، سيما وأن الوداد خسر أيضا لاعبه فوزي لبرازي الذي سيستفيد من عطلة مبكرة بعد تلقيه بطاقة حمراء في آخر أنفاس مباراة كانت مبللة بالمطر وبزخات الشتائم التي تختزلها رسائل قصيرة فيها حمولة من الغضب الدفين على مردودية الفريق في موسم للنسيان. طالبت مجموعة من «الميساجات» المكتوبة بالسواد على لافتات بيضاء، المكتب المسير بالرحيل بل وألقت باللوم على اللاعبين وكل من له يد في موسم الإخفاق، بل إنها تضمنت استياء من أداء بعض المسيرين وذكرت أحد نواب الرئيس بالاسم داعية إياه إلى الابتعاد عن الوداد، كما وصفت فريق عمل الرئيس بأقدح النعوت، ووصل الاتهام إلى حد التجريح في حق اللاعبين، كما تم استحضار مباراة هوارة ومضاعفاتها، وخلصت إلى مطالبة المنخرطين بالتدخل العاجل لإنقاذ الفريق من نزيف التراجع. وفي نهاية المباراة تواصل الشتم الموجه للمنصة التي كان يتواجد بها مجموعة من المسيرين، وصب البعض غضبهم على رئيس وفد الوداد في الجزائر الصغير بوكرين الذي ظل صامتا أمام سيل الشتائم التي استهدفته. وعلى الرغم من وحدة النص في جميع الرسائل القصيرة الموجهة من طرف أحد فصائل الوداد للمكتب المسير واللاعبين، فإن اللقاء كان مناسبة لتقديم العزاء المكتوب لأحد محبي الوداد محمد فلاح الذي وافاه الأجل المحتوم إثر نزيف حاد، ليصبح ثالث فقيد هذا الموسم في دفاتر وفيات عاشقي الوداد، بعد المشجع الذي توفي في العيون والطفل المحب الذي مات وهو في طريقه لمركب محمد الخامس من أجل متابعة ديربي 20 أكتوبر. أعلن الحكم رمسيس عن انتهاء المباراة الكروية، لتبدأ مباراة أخرى في المنصة الرسمية بين مجموعة من المنخرطين، وأعضاء من المكتب المسير الذين تحملوا وزر المواجهة في الملعب والمنصة وتلك ضريبة المسؤولية.